حلم المونديال

بين الحلم والواقع.. السعودية تصارع أستراليا لحجز بطاقة المونديال

كتب بواسطة: سوسن شرف |

يخوض المنتخب السعودي مساء اليوم مواجهة حاسمة أمام نظيره الأسترالي، في مباراة مصيرية يحتضنها ملعب الإنماء بمدينة جدة، ضمن ختام منافسات المجموعة الثالثة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2026، وتُمثل هذه المباراة واحدة من أصعب التحديات التي تواجه "الأخضر" في السنوات الأخيرة، إذ يحتاج الفريق إلى الفوز بفارق خمسة أهداف كاملة من أجل ضمان التأهل المباشر إلى المونديال، إلى جانب منتخب اليابان الذي حجز بطاقته مبكرًا عن ذات المجموعة.

المهمة تبدو على الورق شبه مستحيلة، خصوصًا أن المنتخب الأسترالي يحتل المركز الثاني برصيد 16 نقطة، ولم يتعرض سوى لخسارة واحدة فقط في هذه التصفيات، مقابل أربعة انتصارات ومثلها من التعادلات، في المقابل، يدخل المنتخب السعودي اللقاء وفي جعبته 13 نقطة، جاءت من ثلاث انتصارات وأربعة تعادلات وخسارتين، وهو ما يجعل حظوظه ضئيلة في بلوغ النهائيات بشكل مباشر، إلا أن الأمل لا يزال قائمًا رغم صعوبة المهمة.
إقرأ ايضاً:رعاية صحية عالية الجودة لحجاج 1446هـ بفضل "رؤية 2030"موسم الحج بلا تجاوزات.. قرارات إدارية حاسمة ضد ناقلي المخالفين

وتعود الحسابات المعقدة إلى الفوز القاتل الذي حققه المنتخب الأسترالي على اليابان في الجولة الماضية، ما أفقد "الأخضر" فرصة ثمينة كانت ستمنحه أملًا أكبر، لو انتهت المواجهة بين اليابان وأستراليا بالتعادل، هذا الانتصار منح "الكنغر" أفضلية كبيرة قبل الدخول في الجولة الختامية، حيث يكفيه التعادل أو حتى الخسارة بفارق بسيط من الأهداف لبلوغ مونديال 2026، بينما يجد الأخضر نفسه مطالبًا بتحقيق فوز تاريخي بفارق كبير ليُعيد ترتيب أوراق المجموعة لصالحه.

رغم ذلك، لم ترفع كتيبة الأخضر الراية البيضاء، بل دخلت في أجواء المباراة بمعنويات مرتفعة وإصرار واضح على القتال حتى اللحظة الأخيرة، المدرب الوطني، الذي راهن على مزيج من الشباب والخبرة، يسعى لتقديم مباراة تليق بتاريخ الكرة السعودية، حتى لو لم يتحقق التأهل، فإن الأداء المشرف أمام أحد أقوى منتخبات آسيا سيكون رسالة للجماهير والمستقبل القريب على حد سواء.

ويعتمد المنتخب السعودي في هذه المواجهة على توليفة من العناصر الشابة المدعومة بعدد من اللاعبين المخضرمين، أبرزهم نواف العقيدي في حراسة المرمى، إلى جانب المدافعين نواف بوشل وحسان تمبكتي، وفي وسط الميدان محمد كنو ومصعب الجوير، بينما يقود الهجوم النجم الأبرز سالم الدوسري وأيمن يحيى، هذه التشكيلة مرّت بفترة صعبة خلال التصفيات، إلا أنها اكتسبت مع الوقت انسجامًا أكبر وتجربة ميدانية ستنعكس حتمًا على مستواها في لقاء اليوم.

من جهة أخرى، يدخل المنتخب الأسترالي المواجهة وهو يدرك أهمية الحفاظ على ما حققه حتى الآن، لذلك سيعمل على فرض أسلوبه المنظم والانضباطي للحد من أي مفاجآت، ويتسلح الفريق بخبرة مجموعة من اللاعبين المميزين، مثل الحارس ماثيو رايان، والمدافع ميلوس ديجينك، والظهير الأيسر عزيز بيهيتش، إضافة إلى لويس ميلر وكونور ميتكالفي وبراندون بوريلو، وجميعهم عناصر اعتادت على خوض المباريات الكبرى دون أن تهتز تحت الضغط.

ويأمل الجمهور السعودي، الذي لطالما كان اللاعب رقم 12 في مثل هذه المناسبات، في أن يكون حاسمًا عبر دعمه المتواصل من المدرجات، وهو الدعم الذي يُعوّل عليه اللاعبون أنفسهم في منحهم دفعة معنوية إضافية للقيام بما يشبه المعجزة، فالتاريخ يحمل في طياته لحظات صنعت فيها المنتخبات مجدها من رحم الصعوبات، وليس هناك ما يمنع الأخضر من كتابة صفحة جديدة في كتاب المجد.

وفي نهاية المطاف، مهما كانت نتيجة المباراة، فإنها ستكون محطة تقييم مهمة للمنتخب السعودي، وتحديد مسارات التطوير خلال الفترة المقبلة، استعدادًا للمرحلة النهائية من التصفيات أو حتى الملحق العالمي في حال عدم التأهل المباشر، وبين الحسابات الفنية والمعنويات المرتفعة، يبقى أمل التأهل قائمًا، وتبقى قلوب السعوديين معلّقة بآمال نجومهم لتحقيق المستحيل على أرض الواقع.