كأس العالم للرياضات الإلكترونية

أكبر حدث في تاريخ الجيمنغ ينطلق من الرياض.. جوائز بـ70 مليون دولار!

كتب بواسطة: محمد وزان |

في صيف عام 2024، شهدت العاصمة السعودية الرياض انطلاقة تاريخية باستضافتها النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الحدث الأضخم في تاريخ الألعاب التنافسية، والذي جمع تحت سقف واحد نخبة بطولات الألعاب الإلكترونية العالمية.

ومنذ ذلك الحين، باتت المملكة وجهة محورية في خريطة الرياضات الإلكترونية الدولية، ورسخت مكانتها كداعم استراتيجي لصناعة تنمو بسرعة وتتجاوز حدود الترفيه إلى آفاق اقتصادية وثقافية واسعة.
إقرأ ايضاً:عناية متواصلة بالحرمين.. و270 طنًا من زمزم في يوم واحدمن GenCast إلى Weather Lab: قفزة غوغل في الطقس

هذا العام، تعود البطولة في نسختها الثانية لتُقام مجددًا في الرياض، في الفترة من السابع من يوليو وحتى الرابع والعشرين من أغسطس، وتشهد هذه النسخة تطورًا غير مسبوق من حيث الحجم والمحتوى، حيث يشارك أكثر من ألفي لاعب يمثلون نخبة المحترفين من مختلف دول العالم.

وسيتنافس هؤلاء اللاعبون عبر 24 من أكثر الألعاب شهرة وانتشارًا عالميًا، في إطار تنافسي يقدم أكبر مجموع جوائز مالية في تاريخ الرياضات الإلكترونية، يتجاوز حاجز الـ70 مليون دولار أمريكي، في سابقة هي الأولى من نوعها على هذا النطاق.

كأس العالم للرياضات الإلكترونية هو فعالية سنوية تحتفي بشغف اللاعبين واحترافهم في مجالات الألعاب التنافسية، ويعتمد الحدث على نظام نقاط مبتكر يُعرف بـ "Cross Gaming"، يتيح للأندية اختيار الألعاب التي تشارك فيها، وتجميع النقاط بناءً على الأداء.

ويمنح هذا النظام بُعدًا استراتيجيًا فريدًا للبطولة، حيث يتوّج النادي الأعلى نقاطًا في نهاية البطولة بلقب "بطل العالم لأندية الرياضات الإلكترونية"، مع تخصيص 27 مليون دولار من مجموع الجوائز لأفضل 16 ناديًا في التصنيف العام.

وتتنوع الألعاب المشاركة بين الألعاب الجماعية والتنافسية والاستراتيجية، وتشمل على سبيل المثال: أبيكس ليجندز، كول أوف ديوتي بنسختيها بلاك أوبس 6 وورزون، دوتا 2، فالورانت، ليج أوف ليجيندز، فري فاير، ببجي، ستريت فايتر 6، تيكن 8، الشطرنج، وروكيت ليج، بالإضافة إلى عناوين أخرى تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة على مستوى العالم.

تأتي استضافة المملكة لهذا الحدث ضمن توجه استراتيجي بدأ في سبتمبر 2022 مع إطلاق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للاستراتيجية الوطنية للألعاب والرياضات الإلكترونية، والتي تهدف إلى جعل السعودية مركزًا عالميًا في هذا القطاع بحلول عام 2030.

وتشمل أهداف هذه الاستراتيجية خلق 39 ألف فرصة وظيفية جديدة، ورفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بقيمة تصل إلى 50 مليار ريال، إلى جانب تحسين جودة الحياة وتوفير خيارات ترفيهية رقمية حديثة للشباب.

وتُعد استضافة كأس العالم للرياضات الإلكترونية خطوة من بين عدة خطوات كبيرة، حيث أعلنت المملكة أيضًا عن استضافتها لأول نسخة من الألعاب الأولمبية للرياضات الإلكترونية عام 2027، في إطار شراكة تمتد لـ12 عامًا مع اللجنة الأولمبية الدولية.

ويعكس ذلك حجم التوجه الحكومي والاستثماري في هذا المجال، إذ يُقدّر حجم الاستثمار السعودي في قطاع الألعاب ما بين 38 و40 مليار دولار، يشمل تطوير البنية التحتية، ودعم الاستوديوهات والمطورين، واستحواذات استراتيجية على شركات دولية.

وتشير التوقعات الاقتصادية إلى أن هذا القطاع سيساهم بنحو 13.3 مليار دولار في الناتج المحلي للمملكة بحلول عام 2030، ما يؤكد أنه لم يعد مجرد نشاط ترفيهي، بل ركيزة أساسية ضمن رؤية السعودية للتحول إلى اقتصاد رقمي متنوع ومستدام.