تشهد مناطق واسعة من المملكة العربية السعودية استمرارًا في الأجواء الحارة إلى شديدة الحرارة، وذلك بحسب ما أفادت به التوقعات الجوية الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد.
وتشير النماذج المناخية إلى أن درجات الحرارة ستبقى مرتفعة بشكل لافت على أجزاء من المنطقة الشرقية ومنطقة الرياض، إلى جانب أجزاء من منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث يُتوقع أن تصل الحرارة في بعض المواقع إلى ما فوق 45 درجة مئوية.
إقرأ ايضاً:عناية متواصلة بالحرمين.. و270 طنًا من زمزم في يوم واحدمن GenCast إلى Weather Lab: قفزة غوغل في الطقس
ومن المنتظر أن يصاحب هذه الموجة الحارة نشاط في الرياح السطحية، خاصة في المناطق الساحلية التابعة لمكة المكرمة والمدينة المنورة، ما قد يؤدي إلى إثارة الأتربة والغبار وانخفاض في مدى الرؤية الأفقية، وهو ما يستوجب أخذ الحيطة والحذر من قِبل السائقين والمرضى المصابين بأمراض تنفسية مزمنة.
كما حذرت الأرصاد من التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الظهيرة، مؤكدة أهمية البقاء في الأماكن المظللة وشرب كميات كافية من السوائل.
وفي المقابل، توقعت الهيئة احتمال تكون السحب الركامية الرعدية الممطرة خلال ساعات الظهيرة على أجزاء من المرتفعات الجنوبية الغربية للمملكة، لاسيما في منطقتي جازان وعسير.
وقد يصحب هذه السحب هطول أمطار متفرقة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية، مما يضفي تنوعًا مناخيًا لافتًا على خارطة الطقس لهذا اليوم، بين أجواء لاهبة في الوسط والغرب، وفرص لهطولات في الجنوب الغربي.
وتدعو الجهات المعنية المواطنين والمقيمين إلى متابعة تحديثات الأرصاد بشكل دوري، خاصة في ظل التقلبات الجوية المتسارعة التي قد تشهدها بعض المناطق خلال عطلة نهاية الأسبوع.
كما أوصت بعدم التهاون في التعامل مع التحذيرات الصادرة، خصوصًا مع اتساع رقعة ارتفاع درجات الحرارة وتأثيراتها المباشرة على الصحة العامة والبنية التحتية.
ويُشار إلى أن هذه الأجواء تأتي امتدادًا لموجة الحر التي بدأت منذ مطلع الأسبوع الحالي، والتي من المتوقع أن تستمر لعدة أيام قادمة، وفقًا للتقديرات الأولية، ويعكف المركز الوطني للأرصاد حاليًا على رصد التغيرات الجوية على مدار الساعة بالتنسيق مع الجهات المختصة، لضمان سلامة الأفراد والحد من آثار الظروف المناخية القاسية.
وتشهد بعض المدن الكبرى، مثل الرياض والدمام وجدة، ضغطًا متزايدًا على خدمات الطوارئ والمرافق الصحية نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، حيث سُجلت حالات إجهاد حراري بين الفئات الأكثر عرضة للتأثر، خصوصًا العمال في المواقع المكشوفة.
وفي هذا السياق، شددت وزارة الصحة على أهمية الالتزام بإجراءات الوقاية، مثل ارتداء الملابس القطنية الفاتحة وتجنب الجهد البدني خلال فترة الظهيرة، إلى جانب الإكثار من شرب المياه وتجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
كما تم التنسيق مع الجهات المعنية لتوفير استراحات مظللة ومبردة في الأماكن العامة وخدمات دعم ميداني للحالات الطارئة، ضمن خطة شاملة تهدف إلى التخفيف من آثار الموجة الحارة وحماية المواطنين والمقيمين من المخاطر الصحية المحتملة.