هجوم إلكتروني

كارثة رقمية تضرب "كانتاس": تسريب بيانات 6 ملايين مسافر في أكبر خرق سيبراني بتاريخ الطيران الأسترالي

كتب بواسطة: احمد قحطان |

كشفت شركة الطيران الأسترالية "كانتاس" عن تعرضها لهجوم سيبراني كبير استهدف منصة خدمة العملاء التابعة لطرف ثالث، ما أدى إلى تسريب بيانات شخصية تخص نحو 6 ملايين من عملائها.

وأوضحت الشركة في بيان رسمي صدر يوم الأربعاء أن الهجوم لم يؤثر على عملياتها التشغيلية أو سلامة الرحلات الجوية، إلا أن تداعياته تمس شريحة واسعة من المسافرين، مما أثار حالة من القلق في الأوساط الأسترالية والدولية بشأن أمن المعلومات وخصوصية العملاء في قطاع الطيران.

إقرأ ايضاً:

متفوقة على مصايف العالم.. أمطار عسير وضبابها يجذبان آلاف الزوارقرارات مفصلية تُعيد تشكيل صناديق الاستثمار في السعودية .. كيف ستؤثر على استثماراتك القادمة؟

وأكدت "كانتاس" أن المهاجم الإلكتروني استغل ثغرة أمنية من خلال مركز اتصال، وتمكن من التسلل إلى النظام الخاص بشركة خارجية توفر خدمات الدعم الفني وخدمة العملاء للشركة، ما أدى إلى رصد أنشطة مشبوهة على المنصة يوم الاثنين الماضي.

ولفتت إلى أن هذا النظام يحتوي على سجلات لنحو 6 ملايين عميل، ما يجعله هدفًا ثمينًا لمجرمي الإنترنت.

وبينت المراجعات الأولية أن البيانات التي تم الوصول إليها تتضمن معلومات حساسة مثل أسماء العملاء، وعناوين بريدهم الإلكتروني، وأرقام هواتفهم، وتواريخ ميلادهم، بالإضافة إلى أرقام عضويتهم في برنامج "المسافر الدائم" الخاص بالشركة.

ومع أن الشركة طمأنت عملاءها بأن التفاصيل المالية مثل بطاقات الائتمان وأرقام جوازات السفر لم تكن محفوظة على هذا النظام، إلا أن حجم البيانات المسروقة وصفته بأنه "كبير"، ما ينذر بعواقب طويلة الأمد.

وأوضحت "كانتاس" أن كلمات المرور وأرقام التعريف الشخصية وبيانات تسجيل الدخول لم يتم اختراقها، كما لم يتم الوصول إلى الحسابات الخاصة بأعضاء برنامج المسافر الدائم، وهو ما يعتبر نقطة إيجابية وسط هذا الخرق الأمني الكبير.

ومع ذلك، لا يزال التحقيق مستمرًا لتحديد نطاق الاختراق بدقة ومعرفة ما إذا كانت هناك طبقات أخرى من البيانات قد تم الوصول إليها دون علم.

الشركة بدأت بالفعل باتخاذ خطوات تواصلية مع العملاء المحتمل تضررهم من هذا الهجوم، حيث تعمل على إرسال إشعارات مباشرة لهم تتضمن تفاصيل الواقعة والإجراءات الوقائية التي يُنصح باتباعها، إضافة إلى تقديم الدعم الفني والاستشاري لأي عميل يشعر بأن معلوماته قد تكون معرضة للخطر.

وأكدت "كانتاس" التزامها بالشفافية الكاملة في التعامل مع هذا الحادث، في محاولة منها لاحتواء تداعيات الأزمة على سمعتها وثقة عملائها.

من جانبها، أعربت الرئيسة التنفيذية لمجموعة "كانتاس"، فانيسا هدسون، عن أسفها العميق لما حدث، مؤكدة أن الشركة "تعتذر بصدق" لعملائها وتتفهم تمامًا حجم القلق الذي قد يسببه هذا الاختراق.

وأضافت أن الشركة تعمل بشكل وثيق مع خبراء الأمن السيبراني في الحكومة الأسترالية من أجل تتبع مصدر الهجوم وتأمين المنصات الرقمية لمنع أي اختراقات مستقبلية.

حادثة "كانتاس" تفتح الباب مجددًا للنقاش العالمي حول مدى تأمين البيانات في شركات الطيران، ومدى قدرة مزودي الخدمات الخارجية على حماية المنصات التي تديرها لصالح الشركات الكبرى.

فبينما تسعى شركات الطيران إلى تحسين تجربة العملاء عبر رقمنة خدماتها، تبقى مسألة الأمن السيبراني أحد أكبر التحديات التي تواجهها، لا سيما حين يتعلق الأمر بأطراف ثالثة قد لا تمتلك نفس مستويات الحماية التي تعتمدها الشركة الأم.

ويُتوقع أن تتكثف الضغوط الرقابية على شركات الطيران ومزودي الخدمات التقنية التابعة لها بعد هذا الحادث، خصوصًا مع التزايد المطرد في حجم البيانات الشخصية التي يجري جمعها من المسافرين حول العالم.

وتسلط هذه الحادثة الضوء على أهمية بناء بنية تحتية سيبرانية قوية وشاملة، وتوسيع دائرة التدريب والاستجابة السريعة لأي خروقات محتملة، حمايةً للمستخدمين وحفاظًا على سمعة المؤسسات.