في حوار أثار جدلاً واسعاً في الوسط الرياضي، تحدث الناقد الرياضي محمد البكيري عن التحول الكبير الذي طرأ على نجم كرة القدم العالمي كريستيانو رونالدو منذ انضمامه إلى نادي النصر السعودي، البكيري وصف رونالدو بأنه كان بمثابة "شمعة" أضاءت طريق النصر المظلم، قبل أن يتحول تدريجياً إلى "شماعة" تُعلق عليها إخفاقات الفريق.
جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة إذاعية ضمن برنامج "ملاعب" الذي يقدّمه الإعلامي فيصل الجفن على إذاعة العربية FM، حيث تناول الحوار عدة محاور مهمة تتعلق بأداء النصر هذا الموسم، والدور الذي يلعبه رونالدو في الفريق، إلى جانب مستوى باقي اللاعبين، وتحديداً المحترفين الأجانب.
أشاد البكيري بالبداية القوية لرونالدو مع نادي النصر، مشيراً إلى أن انضمامه كان بمثابة عملية "إحياء" للفريق، فقبل قدومه، كان النصر يمر بمرحلة صعبة، أشبه ما تكون بغرفة الإنعاش، لكن مع وجوده تحوّل الفريق إلى منافس شرس على البطولات.
رونالدو لم يكن مجرد نجم عالمي جاء من أوروبا، بل كان شعلة نشاط، زرعت في لاعبي الفريق الروح من جديد، ودفعت الجمهور للالتفاف حول الفريق بشغف غير مسبوق، وفعلاً، شهد الفريق تحسناً كبيراً في الأداء والنتائج، ما جعل البعض يعتقد أن النصر يسير في الطريق الصحيح.
لكن البكيري لم يكتف بالإشادة، بل أشار إلى أن رونالدو تحوّل مع مرور الوقت إلى "شماعة" يحمّله البعض مسؤولية كل تعثر، رغم أنه لا يمكن تحميله بمفرده مسؤولية تراجع الفريق.
الناقد أوضح أن النجم البرتغالي لا يزال يقدم مستويات جيدة، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في باقي اللاعبين المحترفين، الذين وصفهم بأنهم "كسالى" ولا يقدّمون الأداء المطلوب، على الرغم من أنهم أصغر سناً من رونالدو.
في رأي البكيري، فإن مشكلة النصر لا تتعلق بلاعب واحد، بل هي مشكلة منظومة كاملة، فالفريق، ورغم استقطابه لنجوم عالميين، يعاني من ضعف واضح في الانضباط، وغياب الحماس لدى بعض اللاعبين، خاصة الأجانب منهم، وأضاف: "ما فائدة التعاقد مع أسماء كبيرة، إذا لم يكن هناك جدية داخل الملعب؟".
وأشار أيضاً إلى أن الضغط الجماهيري والإعلامي يلعب دوراً في تضخيم كل خطوة لرونالدو، سواء كانت إيجابية أو سلبية، مما يجعله تحت المجهر دائماً.
لم يُغفل البكيري الحديث عن دور الإدارة، حيث أشار إلى أن عليها مسؤولية كبرى في تقييم أداء اللاعبين وتوفير بيئة مناسبة للنجاح، الإدارة يجب ألا تكتفي بالتعاقدات الكبيرة من الناحية الإعلامية، بل يجب أن تتابع وتقيّم الأداء الفني والذهني للاعبين على مدار الموسم.
واحدة من أبرز النقاط التي أشار إليها البكيري، هي تراجع مستوى بعض اللاعبين الذين كان يُفترض أن يكونوا دعماً لرونالدو، ولكنهم ظهروا بمستوى لا يليق بطموحات الفريق، هذا التراجع ساهم في إضعاف المنظومة، مما جعل رونالدو يبدو وكأنه المسؤول الأول عن كل إخفاق،
في ختام حديثه، شدد البكيري على أن النصر يحتاج إلى عملية مراجعة شاملة، تشمل الجهاز الفني، والإدارة، وحتى العناصر الأجنبية، الفريق لديه قاعدة جماهيرية ضخمة وطموحات عالية، لكنه بحاجة إلى استراتيجية واضحة، وتوازن في توزيع المسؤوليات بين اللاعبين.