في إطار جهودها الحثيثة لمكافحة الجرائم الإلكترونية والحد من الممارسات الاحتيالية، أعلنت شرطة منطقة الرياض القبض على مقيمة من الجنسية المصرية، تورطت في تنفيذ عمليات نصب واحتيال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ادعائها الزائف قدرتها على إصدار تصاريح لأداء فريضة الحج، والدخول إلى مدينة مكة المكرمة، مستغلة بذلك رغبة البعض في تأدية الشعائر الدينية خلال موسم الحج.
ووفقًا لما أعلنته الجهات الأمنية، فإن المقيمة قامت بإنشاء حسابات إلكترونية على منصات التواصل الاجتماعي، روجت من خلالها لخدمات وهمية، مدعية امتلاكها القدرة على استخراج تصاريح حج رسمية مقابل مبالغ مالية، والغرض هو سرقة أموال الناس وتضليلهم بطريقة غير مشروعة وقد وقع عدد من الضحايا في شباكها، بعدما استدرجتهم بوعود زائفة وتقديمها عروضًا مغرية بدعوى تسهيل الإجراءات الرسمية، في وقت تشدد فيه المملكة الرقابة على كل ما يتعلق بتنظيم الحج، حفاظًا على أمن وسلامة الحجاج وتنظيم أداء الشعائر بأعلى درجات الانضباط.
إقرأ ايضاً:ترامب يفرض حظر سفر.. ماذا عن مشجعي الدول المستهدفة في المونديال؟رغم الرسوم الجمركية المرتفعة.. الشركات الأميركية تتمسك بسوق الصين
وبعد عمليات تحرٍّ دقيقة ومتابعة إلكترونية حثيثة، تمكنت الجهات المختصة من تعقب مصدر النشاط الاحتيالي وتحديد هوية المتهمة ومكان تواجدها، حيث جرى ضبطها وإيقافها على الفور، وأكدت شرطة منطقة الرياض في بيانها أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات النظامية بحق المتهمة، وإحالتها إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات، تمهيدًا لتقديمها إلى العدالة.
وتعد هذه الواقعة نموذجًا واضحًا لأساليب الاحتيال التي تستهدف المواطنين والمقيمين خلال مواسم الحج، والتي تحاول استغلال النوايا الطيبة للناس ورغبتهم في أداء الشعيرة الدينية الأعظم، من خلال التلاعب بالعواطف والترويج لمعلومات كاذبة تخالف الأنظمة والضوابط المعمول بها في المملكة وذلك من أجل كسب المال.
وأكدت شرطة الرياض في بيانها أهمية عدم التعامل مع الحسابات المجهولة أو الأفراد الذين يدّعون تقديم خدمات حج خارج الإطار الرسمي المعتمد من الجهات المختصة، داعية الجميع إلى التحقق من مصادر أي معلومات أو عروض تتعلق بالحج والعمرة من خلال المنصات الرسمية الموثوقة، كما شددت على ضرورة التبليغ عن أي نشاطات مشبوهة أو ممارسات احتيالية، مشيرة إلى أن جميع البلاغات ستُعامل بسرية تامة، وستتم متابعتها من قِبل الجهات المختصة بكل جدية.
وتأتي هذه الجهود في سياق حملة شاملة تقودها وزارة الداخلية والجهات الأمنية لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، ومنع أي تجاوزات قد تعرّض الحجاج للنصب أو تضر بسير الموسم الذي يمثل حدثًا استثنائيًا من حيث الحشود والتنظيم، كما تعكس هذه الحادثة وعي الجهات المختصة بخطورة استغلال الوسائط الرقمية لأغراض غير قانونية، وقدرتها على التحرك السريع لردع أي تجاوزات ومحاسبة المتورطين.
وفي ظل ما يشهده موسم الحج من اهتمام ومتابعة على أعلى المستويات، تواصل المملكة العمل على تطبيق الأنظمة بصرامة، وتكثيف الرقابة على جميع المنافذ والمسارات المرتبطة بالحج، بما يضمن أن يتم كل شيء وفق الأطر النظامية والآليات المعتمدة، ويقطع الطريق أمام أي محاولات للاستغلال أو التحايل.