تقنية دافنشي

تطور طبي بمكة: إنقاذ مريضة من ارتجاع الصمام التاجي بتقنية متقدمة

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

بخبرة جراحية متقدمة ومهارة طبية دقيقة، تمكن فريق جراحة القلب بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة – أحد مكونات تجمع مكة المكرمة الصحي – من إجراء عملية نوعية ناجحة لمواطنة كانت تعاني من ارتجاع حاد في الصمام التاجي، وهي حالة مرضية معقدة أثرت بشكل كبير على جودة حياتها، مسببة لها اضطراباً في التنفس وصعوبة في المشي، مما تطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ حالتها الصحية المتدهورة.

المريضة، التي خضعت لسلسلة من التقييمات السريرية والفحوصات التشخيصية الدقيقة، تم إدخالها إلى غرفة العمليات بعد أن قرر الفريق الطبي ضرورة إجراء عملية استبدال كامل للصمام التاجي، والعملية نُفذت باستخدام واحدة من أكثر تقنيات الجراحة تطوراً على مستوى العالم، وهي تقنية "دافنشي" للجراحة الروبوتية، التي تُعد من أحدث الابتكارات الطبية في مجال التدخل الجراحي القلبي، وتُستخدم للحد من المضاعفات وتسريع التعافي.
إقرأ ايضاً:بعد رسالته الغامضة.. رونالدو ينهي الجدل حول مشاركته في المونديالالأخضر يستعيد الشنقيطي.. وتحضيرات مغلقة استعدادًا لأستراليا

التدخل الجراحي تم بالتعاون مع نخبة من أطباء مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب بمدينة الرياض، في إطار تكامل الجهود الوطنية الطبية، حيث أسهم التنسيق المشترك بين الطاقمين الطبيين في تحقيق نجاح مميز للعملية، تمثل في استعادة انتظام ضربات القلب لدى المريضة، والتخفيف الملحوظ من الأعراض التي كانت تعاني منها، ما فتح أمامها طريق التعافي.

وأكد تجمع مكة المكرمة الصحي أن العملية الجراحية تُوّجت بالنجاح، وتم نقل المريضة بعد الانتهاء من التدخل إلى وحدة العناية المركزة المتخصصة بجراحة القلب، حيث أظهرت المؤشرات الطبية الأولية استقرار حالتها، ويتابع الفريق الطبي حالياً خطة الرعاية ما بعد العملية، بإشراف مباشر من طاقم متعدد التخصصات، يضمن تحقيق أفضل النتائج الصحية وتعزيز استمرارية التحسن.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الإنجازات النوعية التي تحققها مدينة الملك عبدالله الطبية في مجال جراحة القلب الدقيقة، حيث باتت مرجعاً متقدماً في هذا المجال، بفضل امتلاكها البنية التحتية الطبية المتطورة، والتقنيات الجراحية الأحدث على مستوى الشرق الأوسط، إضافة إلى كفاءات طبية مدربة على أعلى المستويات.

ويبرز استخدام تقنية "دافنشي" في هذا السياق كعلامة فارقة في تطور أداء المؤسسات الصحية في المملكة، إذ تتيح هذه التقنية التحكم الآلي الدقيق في الأدوات الجراحية، وتمنح الأطباء إمكانية تنفيذ عمليات معقدة بأقل تدخل ممكن، مما يقلل من فترة بقاء المريض في المستشفى ويُسهم في التعافي السريع، ويعزز السلامة العامة للمرضى.

هذه الخطوة الطبية تُعد جزءاً من جهود التحول الصحي الشامل الذي تنتهجه المملكة، ضمن مستهدفات رؤية 2030، حيث تواصل وزارة الصحة والمؤسسات التابعة لها الاستثمار في التقنيات المتقدمة وتطوير الكوادر الصحية، بما يحقق نقلة نوعية في جودة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين والمقيمين، ويجعل من المملكة مركزاً إقليمياً للرعاية الصحية المتقدمة.

وفي ظل هذا التوجه، تبقى مدينة الملك عبدالله الطبية نموذجاً يُحتذى به في تقديم الرعاية التخصصية، إذ تسعى باستمرار إلى توسيع نطاق عملياتها النوعية، وتعزيز تكاملها مع المراكز الطبية المتقدمة على مستوى المملكة، لترسيخ مكانتها كصرح طبي رائد يسهم في رفع مؤشرات الصحة العامة، وتحقيق جودة حياة أفضل للمجتمع السعودي.