تتزايد الشكوك حول احتمالية نجاح تعاقد الاتحاد البرازيلي مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لتولي قيادة المنتخب الوطني، وذلك في ظل الأزمات الداخلية التي يشهدها الاتحاد المحلي لكرة القدم، ورغم الاتفاق المبدئي بين المدرب الإيطالي والاتحاد البرازيلي، فإن الأوضاع الحالية داخل الاتحاد قد تؤثر بشكل كبير على هذا التعاقد المرتقب.
كان من المقرر أن يتولى أنشيلوتي تدريب المنتخب البرازيلي بدءاً من شهر يونيو المقبل، بعد أن قرر مغادرة ريال مدريد بنهاية الموسم الجاري، وبالفعل أكدت العديد من التقارير أن المدرب الإيطالي وافق على تولي مهمة تدريب المنتخب البرازيلي بعد أن أنهى ارتباطه مع النادي الملكي، كما أن أنشيلوتي لن يقود ريال مدريد في كأس العالم للأندية القادمة، وهو ما يعني أنه سيكون حراً تماماً لتولي مهمة تدريب السامبا في التوقيت المحدد.
وتنوي إدارة ريال مدريد تكريم أنشيلوتي في حفل كبير بنهاية الموسم، تعبيراً عن شكرها وامتنانها لمسيرته الطويلة والناجحة مع الفريق، وقد تباينت الآراء حول قرار رحيل أنشيلوتي عن النادي إلا أن الجميع اتفق على أن هذه الفترة كانت حافلة بالإنجازات، وأنه سيترك بصمة واضحة في تاريخ ريال مدريد.
إلا أن الوضع في البرازيل أصبح أكثر تعقيداً، حيث كشف تقرير صحيفة "آس" الإسبانية عن أزمة كبيرة داخل الاتحاد البرازيلي تتعلق بالانتخابات الأخيرة، التي تم إجراؤها بطريقة غير شفافة، وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة الفيدرالية البرازيلية قد قررت فتح تحقيق عاجل في شبهات فساد تحيط بالانتخابات، حيث تم تغيير قواعد التصويت بشكل غير قانوني لصالح استمرار إيدنالدو رودريجيز في منصب رئيس الاتحاد.
التحقيقات الجارية كشفت عن بعض الأدلة التي تشير إلى وجود عمليات احتيال، وهو ما يهدد الاستقرار داخل الاتحاد البرازيلي في وقت حساس للغاية، حيث يترقب الجميع التوقيع النهائي مع أنشيلوتي، وأصبح من المتوقع أن يتم الدعوة إلى انتخابات جديدة في الاتحاد البرازيلي والتي من المقرر أن تنطلق في شهر يونيو المقبل، عقب التوقيع الرسمي مع أنشيلوتي، وذلك بهدف تجنب أي تدخلات قد تعرقل مفاوضات المدرب الإيطالي.
من جانبها تأمل العديد من المؤسسات داخل البرازيل أن يتم إتمام التعاقد مع أنشيلوتي بشكل نهائي، خاصة أن المدرب الإيطالي يعد من الأسماء الكبيرة في عالم التدريب وله سمعة طيبة في مختلف الأندية التي أشرف على تدريبها، وعلى رأسها ميلان وتشيلسي وباريس سان جيرمان وريال مدريد، وتفكر هذه المؤسسات في ربط المدرب بعقد طويل الأمد يمتد حتى عام 2030، لضمان استقرار الفريق الوطني في المرحلة المقبلة.
وفي الوقت نفسه يسعى مسؤولو الاتحاد البرازيلي إلى الحفاظ على توقيع أنشيلوتي على العقد، خصوصاً في حال تم تأكيد قرار عزل إيدنالدو رودريجيز من منصبه، وتعتبر هذه الخطوة مهمة للغاية لضمان أن الاتفاق مع المدرب الإيطالي لن يتعرض للإلغاء أو التغيير من قبل الرئيس الجديد للاتحاد، الذي من المتوقع أن يتم انتخابه بعد الانتهاء من التحقيقات.
إن توالي الأزمات داخل الاتحاد البرازيلي يضع مستقبل أنشيلوتي مع المنتخب تحت علامة استفهام كبيرة، ويجعل الجميع في انتظار تطورات جديدة قد تؤثر بشكل جذري على خطط المنتخب البرازيلي استعداداً للفترة المقبلة.
