يستمر الجدل في الأوساط الرياضية السعودية حول الأوضاع الداخلية لنادي النصر، خاصة في ظل التغييرات الإدارية والفنية التي تلوح في الأفق مع اقتراب الموسم الرياضي من مراحله الحاسمة.
ويبدو أن إدارة النادي تتجه نحو اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بالجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم، في محاولة لإعادة الفريق إلى الواجهة من جديد، بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال خلال المواسم الأخيرة.
إقرأ ايضاً:أمطار رعدية ورياح مغبرة.. حالة طقس غير مستقرة بعدة مناطقاتحاد القدم يختتم دورة الرخصة التدريبية الآسيوية بمشاركة لاعبين سابقين
وفي هذا السياق، أثار الإعلامي الرياضي محمد الدويش موجة من النقاش عبر تدوينة له على منصة "إكس"، تساءل فيها عن جدوى التعاقد مع المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، المدير الفني الحالي لنادي الهلال، والذي يتردد اسمه بقوة في أروقة النصر كخيار محتمل لتولي تدريب الفريق الموسم المقبل.
وقال الدويش في تغريدته: "إذا انتقل فلن يكون جيسوس أول مدرب ينتقل من الهلال للنصر أو العكس.. تبادل المدربين بين الناديين من زمان.. لكن ولا واحد نجح هنا وهناك".
هذه التصريحات جاءت في وقت حساس تمر فيه إدارة النصر بمرحلة تقييم شاملة للخيارات التدريبية، بعد إخفاق الفريق في تحقيق طموحات جماهيره سواء على الصعيد المحلي أو القاري، رغم تعاقده مع نخبة من الأسماء العالمية في المواسم الماضية.
ويتطلع النصراويون إلى فتح صفحة جديدة تضمن للفريق العودة إلى منصات التتويج، خصوصًا أن الدعم المالي والفني متوفر بفضل الاستثمارات التي تحظى بها الأندية السعودية مؤخرًا.
المدرب خورخي خيسوس، الذي سبق له قيادة الهلال في أكثر من فترة وحقق معه نتائج لافتة، يُعد من الأسماء ذات الخبرة في المنطقة، ويملك سجلًا تدريبيًا مميزًا في عدة أندية كبرى على المستويين الأوروبي واللاتيني.
ومع ذلك، يبقى الجدل قائمًا حول مدى ملاءمته لقيادة النصر في هذه المرحلة الحساسة، خاصة بالنظر إلى تجربة بعض المدربين السابقين الذين لم ينجحوا في ترك بصمة واضحة عند تنقلهم بين قطبي الرياض.
من جهة أخرى، لا تزال إدارة النصر تتكتم على تفاصيل المفاوضات مع المدرب البرتغالي، في حين تؤكد مصادر مقربة من النادي أن الإعلان الرسمي عن التعاقد معه قد يتم في غضون أيام، ما يعزز احتمالية حدوث تغيير كبير في النهج الفني للفريق.
ووفقًا للتقارير المتداولة، فإن التعاقد مع خيسوس يأتي ضمن خطة شاملة لإعادة بناء الفريق من جديد، مع التركيز على رفع مستوى الانضباط التكتيكي والاستفادة القصوى من الأسماء الكبيرة المتواجدة حاليًا في صفوف الفريق.
وبينما تنتظر جماهير النصر الحسم في هذا الملف، تتباين الآراء ما بين متفائل برؤية خيسوس على رأس الجهاز الفني، ومتخوف من تكرار سيناريو المدربين الذين فشلوا في التكيف مع البيئة النصراوية بعد رحيلهم عن الهلال أو أندية منافسة، ويُجمع كثيرون على أن إدارة النصر تحتاج إلى اتخاذ قرار مدروس مبني على أسس فنية واضحة، بعيدًا عن الضغوط الإعلامية أو المقارنات التاريخية.
في نهاية المطاف، تبقى المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد مستقبل الفريق النصراوي، خصوصًا في ظل الحراك الكبير في سوق الانتقالات الصيفية، وما يتطلبه ذلك من جهاز فني قادر على استيعاب النجوم، وقيادة المجموعة نحو تحقيق الألقاب المنتظرة محليًا وآسيويًا.
