أعداد الحجاج

طفرة في أعداد الحجاج عبر الجو.. والمملكة تواصل تنظيمها المحكم

كتب بواسطة: رانية كريم |

في إطار استعدادات المملكة العربية السعودية لموسم الحج، كشفت المديرية العامة للجوازات عن الأرقام الرسمية لأعداد الحجاج القادمين من خارج البلاد، حيث بلغ إجمالي عددهم حتى نهاية يوم الأربعاء الأول من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ (1,255,199) حاجاً، ويعكس هذا الرقم الكبير حجم الجهود التنظيمية والإدارية التي تبذلها الجهات المعنية في المملكة لاستقبال ضيوف الرحمن وتيسير رحلتهم الإيمانية بكل سلاسة وأمان.

وبحسب البيانات الرسمية، فإن الغالبية العظمى من الحجاج وصلوا إلى المملكة عبر المنافذ الجوية، حيث بلغ عددهم (1,186,810) حاجاً، ويؤكد هذا الرقم أن الطيران لا يزال الخيار الأول والأكثر تفضيلاً للحجاج القادمين من مختلف دول العالم، لما يوفره من سرعة وسهولة في التنقل مقارنة بوسائل النقل الأخرى، خاصة للقادمين من الدول البعيدة.

في المقابل، استقبلت المنافذ البرية (63,301) حاجٍ، مما يعكس استمرار الاعتماد على هذا النمط من التنقل من قِبل حجاج الدول المجاورة، خصوصاً القادمين من دول الخليج والأردن والعراق، ورغم أن هذه الأعداد أقل بكثير من القادمين جواً، إلا أن المنافذ البرية تشهد تنظيماً دقيقاً واستعدادات مكثفة لضمان انسيابية الحركة وتقليل فترات الانتظار.

أما المنافذ البحرية، فقد سجلت وصول (5,088) حاجاً حتى التاريخ المعلن، وهو رقم يعكس محدودية الاعتماد على النقل البحري نظراً لطبيعته الزمنية واللوجستية، إلا أنه يظل خياراً متاحاً لبعض الدول المطلة على البحر الأحمر، ويتم التعامل معه وفق منظومة متكاملة من الخدمات والإجراءات.

وأكدت المديرية العامة للجوازات في بيانها أنها سخرت كافة الإمكانيات البشرية والتقنية لتسهيل إجراءات دخول الحجاج في جميع المنافذ، فقد تم دعم هذه المنافذ بأحدث الأجهزة التقنية التي تسرع من وتيرة العمل وتضمن دقة الإجراءات، إلى جانب توفير كوادر بشرية مؤهلة تتحدث بلغات متعددة للتواصل الفعّال مع الحجاج وتقديم المساعدة اللازمة لهم.

وتعكس هذه الجهود التزام المملكة الراسخ بتوفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، انسجاماً مع رؤية السعودية 2030 التي تضع تحسين تجربة الحج في صدارة أولوياتها، كما تُظهر الأرقام المتزايدة أن المملكة نجحت في تعزيز منظومة الحج عاماً بعد عام، من خلال التخطيط المبكر والتعاون بين مختلف الجهات الحكومية.

ويُعد موسم الحج أحد أكبر التجمعات البشرية السنوية في العالم، وهو ما يتطلب تنسيقاً دقيقاً بين الجهات الأمنية والخدمية والصحية والنقل، لضمان سلامة الحجاج وسهولة تنقلهم وتنفيذ المناسك دون عناء، ومن هنا، فإن الدور الذي تلعبه الجوازات في هذه المرحلة يُعد حجر الزاوية في تنظيم هذا التدفق البشري الكبير.

في الوقت الذي تستمر فيه الوفود في الوصول تباعاً إلى الأراضي المقدسة، تواصل المملكة تعزيز استعداداتها لموسم الحج على كافة المستويات، سواء من خلال تجهيز المرافق أو توفير فرق العمل أو عبر متابعة تطبيق الخطط التشغيلية، وتؤكد هذه الاستعدادات الشاملة أن المملكة ماضية في أداء دورها التاريخي في خدمة الحرمين الشريفين وضيوفهما بكل تفانٍ واحترافية.