الوليد بن جريبة

الوليد بن جريبة: برامج توعوية أسهمت في انخفاض إصابات العمال بنسبة 18.8% في 2024

كتب بواسطة: محمد صالح |

أكد الوليد بن جريبة، مدير اللجان في المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية، أن المملكة العربية السعودية تشهد تقدمًا كبيرًا في مجال السلامة والصحة المهنية، معترفًا بالجهود التي بُذلت على مدار السنوات الماضية لتطوير هذا القطاع الحيوي، مشيرًا إلى أن أكثر من 29 ألف سعودي يعملون في هذا المجال بشكل مباشر، مما يعكس أهمية السلامة في بيئات العمل المختلفة.

وفي مداخلة له عبر برنامج "الراصد" المذاع على قناة الإخبارية، أضاف بن جريبة أن المملكة قد حققت تقدمًا ملحوظًا على صعيد الوعي بالمخاطر المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية، حيث بلغ معدل الوعي بالمخاطر 71%، وتعد هذه النسبة مؤشرًا إيجابيًا على التحسن المستمر في فَهم المواطنين والعمال للمخاطر التي قد تواجههم في أماكن العمل، وهو ما يعكس نجاح الجهود التي بذلها المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية منذ تأسيسه، وتُظهر هذه النسبة مدى الوعي المتزايد والتوجه نحو تحسين بيئة العمل بشكل عام، كما أضاف أن هذه النتائج تشير إلى أن المملكة أصبحت أكثر إدراكًا لحجم المخاطر التي قد يواجهها العاملون في مختلف القطاعات، وهو ما يعزز من الخطط الاستراتيجية للمملكة لتحسين بيئة العمل.

وكشف بن جريبة في مداخلته عن خبر إيجابي فيما يتعلق بإصابات العمال في المملكة، حيث أعلن أن إصابات العمال شهدت انخفاضًا بنسبة 18.8% في عام 2024، مقارنة بالأعوام السابقة، ويعد هذا التراجع مؤشرًا مهمًا على نجاح الاستراتيجيات والبرامج التي أطلقها المجلس في تعزيز ثقافة السلامة وحماية العمال من المخاطر التي قد يتعرضون لها أثناء أداء مهامهم، وأضاف أن هذا الانخفاض في الإصابات يعكس فعالية البرامج التوعوية التي تم تنفيذها، مما أدى إلى تحسين ظروف العمل وتخفيف الإصابات المهنية بشكل ملحوظ.

وأشار بن جريبة إلى أن هذه النتائج تأتي في إطار الجهود المستمرة التي يبذلها المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى تبني ممارسات جديدة تساهم في تعزيز بيئة العمل وتقليل الحوادث والإصابات، وأوضح أن هذه الجهود تشهد تنسيقًا وثيقًا بين المجلس والجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحسين السلامة المهنية وتقديم التوعية المستمرة للعاملين.

وأوضح بن جريبة أن البرامج التوعوية تلعب دورًا محوريًا في الحد من الحوادث والإصابات في أماكن العمل، حيث تساهم في نشر ثقافة السلامة بين العاملين في جميع القطاعات، وأكد على أن أحد الأهداف الرئيسية للمجلس هو زيادة الوعي بالمخاطر المختلفة من خلال حملات توعوية موجهة لأصحاب العمل والعمال على حد سواء، لضمان الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، وأشار إلى أن هذه البرامج تساهم بشكل كبير في تغيير ثقافة العمل التقليدية، بحيث يُصبح الالتزام بالسلامة المهنية جزءًا من الممارسات اليومية للعمال.

وأضاف أن المجلس قد بدأ بالفعل بتطوير العديد من المبادرات والبرامج التوعوية التي تهدف إلى نشر ثقافة السلامة بين العاملين في القطاعات المختلفة، مشيرًا إلى أن هذه البرامج ستستمر في التطور والتوسع على مدار السنوات المقبلة لتواكب احتياجات السوق وتطوير أنظمة السلامة بشكل مستمر.

من جانب آخر، شدد بن جريبة على ضرورة الاستمرار في تطوير برامج التوعية التي يسعى المجلس إلى إطلاقها في المستقبل، مشيرًا إلى أن هذه البرامج من المتوقع أن تساهم في تقليل الحوادث والإصابات بشكل أكبر في السنوات القادمة، وأكد أن المجلس يولي اهتمامًا كبيرًا لتحسين مستوى السلامة في جميع أنواع بيئات العمل، سواء كانت صناعية أو تجارية أو صحية أو غيرها، وأشار إلى أن تعزيز السلامة والصحة المهنية ليس مجرد التزام قانوني، بل هو جزء من رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تحسين جودة الحياة لجميع المواطنين والمقيمين، وتعزيز سلامتهم في أماكن العمل.

وأضاف أن المجلس يواصل عمله من خلال دراسة البيانات والإحصائيات المتعلقة بالحوادث المهنية والإصابات، بهدف تحليل الأسباب الرئيسية التي تقف وراء هذه الحوادث، والعمل على وضع الحلول المناسبة لها، وأكد أن هذه الجهود تتماشى مع رؤية المملكة المستقبلية في تحقيق بيئة عمل آمنة وصحية لجميع العاملين.

وفي ختام حديثه، أشار بن جريبة إلى أن المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية سيواصل جهوده المتواصلة لتحقيق أفضل معايير الأمان في أماكن العمل، وقال إن المجلس يلتزم بتطوير الأنظمة والتشريعات الخاصة بالسلامة والصحة المهنية بما يتناسب مع الاحتياجات المتغيرة لسوق العمل السعودي، كما سيواصل التركيز على تعليم وتدريب الكوادر البشرية في هذا المجال لضمان تطبيق أعلى معايير السلامة في كل القطاعات.

وأشار إلى أن المجلس يسعى أيضًا إلى تعزيز التعاون مع مختلف المنظمات المحلية والدولية التي تعمل في مجال السلامة والصحة المهنية لتحقيق أهداف استراتيجية تشجع على تبادل الخبرات وتطوير أفضل الممارسات.

كما تُظهر إحصائيات السلامة في المملكة العربية السعودية تقدمًا ملحوظًا في تحسين بيئة العمل وتقليل الحوادث والإصابات، إذ إن البرامج التوعوية والإجراءات الاحترازية التي يقودها المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية تعد الركيزة الأساسية في هذه الجهود.