سافيتش

بعد التألق مع الهلال.. لماذا استُبعد سافيتش من المنتخب؟

كتب بواسطة: سوسن شرف |

بالرغم من تألقه المستمر في الملاعب السعودية مع نادي الهلال، لا يزال متوسط الميدان الصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش يعيش حالة من الترقب والحيرة، بسبب مستقبله الدولي مع منتخب بلاده، والذي بات مهددًا بالغياب الطويل إثر تصريحات صادمة أدلى بها المدرب الوطني دراغان ستويكوفيتش، فقد أعلن الأخير بشكل غير مباشر أن اللاعب لن يكون ضمن خططه المستقبلية، ما أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية الصربية.

تصريحات ستويكوفيتش جاءت في أعقاب إعلانه عن قائمة منتخب صربيا التي خاضت مواجهتين هامتين ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، أمام ألبانيا وأندورا، القائمة خلت من اسم سافيتش، الأمر الذي فُسر على أنه إقصاء واضح من المشهد الدولي، خاصة مع عدم وجود مبررات معلنة لغيابه، سواء كانت فنية أو بدنية، وهو ما زاد من غموض الموقف.
إقرأ ايضاً:صراع الفرصة الأخيرة في الرياض والدوحة.. هذه تفاصيل الملحق الآسيويبمشاركة رونالدو.. أكبر حدث إلكتروني عالمي ينطلق من السعودية

المباراتان اللتان أقيمتا يومي 7 و10 من يونيو/ حزيران الجاري، شهدتا نتائج متباينة، حيث انتهت الأولى أمام ألبانيا بتعادل سلبي خيب آمال جماهير المنتخب، قبل أن يتمكن الفريق من استعادة توازنه والفوز بثلاثية نظيفة على أندورا، كان بطلها المهاجم المخضرم ألكسندر ميتروفيتش، المحترف في صفوف الهلال السعودي، والذي دوّن اسمه بثلاثة أهداف "هاتريك" في المباراة رقم 100 له دوليًا.

ورغم كل ما قيل وكتب عن استبعاده، لم يصدر عن سافيتش أي تعليق مباشر أو تصريح رسمي يوضح فيه موقفه أو يرد على تصريحات المدرب ستويكوفيتش، إلا أن تصرفاته على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا عبر حسابه على "إنستغرام"، حملت بين طياتها دلالات عميقة، فقد حرص اللاعب على تهنئة زميله ميتروفيتش بمناسبة الثلاثية التي سجلها، مؤكدًا دعمه واهتمامه بمسيرة المنتخب، حتى وإن كان خارج حساباته.

الموقع الصربي الشهير "Novosti" تناول بدوره هذه الإشارة، معتبرًا أن سافيتش لم ينقطع وجدانيًا عن المنتخب، وأنه لا يزال يرى نفسه جزءًا من المجموعة، رغم التهميش الفني الحاصل، وقال التقرير: "من الواضح أن استبعاد سافيتش لم يكن سهلاً عليه، لا يزال يتابع زملاءه، وهذا يعكس رغبته في العودة، وربما يشير إلى تمسكه بالأمل رغم كل شيء".

سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش، الذي يُعد من أبرز لاعبي خط الوسط في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، انتقل إلى نادي الهلال السعودي صيف عام 2023 قادمًا من لاتسيو الإيطالي، وقدّم منذ ذلك الحين أداءً لافتًا، ساهم من خلاله في قيادة فريقه إلى منصات التتويج المحلية والقارية، وهذا التألق على مستوى الأندية زاد من التساؤلات حول جدوى استبعاده من المنتخب الوطني، خاصة وأنه لا يعاني من إصابة أو تراجع في المستوى.

التكهنات تتزايد بشأن ما إذا كان قرار المدرب ستويكوفيتش نابعًا من أسباب فنية بحتة، أم أن هناك خلفيات أخرى تتعلق بعلاقة اللاعب بالجهاز الفني أو الإدارة الرياضية في الاتحاد الصربي، وحتى تتضح الصورة بشكل أكبر، يبقى سافيتش في دائرة الترقب، محتفظًا بأدب الصمت، ومكتفيًا بإظهار الولاء لوطنه وزملائه عبر إشارات غير مباشرة.

يبقى مستقبل سافيتش الدولي مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وبين التهميش المؤقت والعودة المحتملة، تتعلق آمال الجماهير الصربية بأن يُطوى هذا الملف سريعًا، خاصة وأن المنتخب بحاجة ماسة إلى جميع عناصره المتميزة في رحلة التأهل إلى كأس العالم 2026، في ظل التنافس الأوروبي المحتدم، أما اللاعب نفسه، فيبدو أنه لا يزال يرى الأبواب مفتوحة، ويأمل في فرصة أخرى لارتداء القميص الوطني الذي طالما دافع عنه بشغف كبير.