شهدت أسعار النفط قفزة غير مسبوقة تجاوزت 10% يوم الجمعة، بعد أن أعلنت إسرائيل تنفيذ هجمات على مواقع عسكرية ونووية في إيران، مما أثار مخاوف من تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، حيث ارتفع خام برنت إلى 76.96 دولارًا للبرميل بزيادة 7.60 دولارًا، بينما قفز خام غرب تكساس الوسيط إلى 76.02 دولارًا بارتفاع 7.98 دولارًا، وتأتي هذه الزيادة الحادة وسط مخاوف من تأثير الصراع على إمدادات النفط العالمية، خاصة في ظل الدور الحيوي للمنطقة في إنتاج ثلث الخام العالمي، ويبقى السؤال المحوري هو مدى استمرار هذا التصعيد وتأثيره على الأسواق.
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الهجمات استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية في عدة مناطق إيرانية، بهدف إضعاف قدرات طهران العسكرية والنووية، وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يتوقع ردًا إيرانيًا محتملاً في أي لحظة، مما يزيد من حالة التوتر في المنطقة، ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث من المقرر عقد جولة محادثات نووية بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في عمان يوم الأحد، وسط تهديدات متكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات إذا فشلت المفاوضات، وتؤكد إيران أن برنامجها النووي سلمي، لكنها هددت بالرد على أي هجوم باستهداف قواعد أمريكية.
إقرأ ايضاً:بعد مسح شامل.. تأكيد رسمي: المملكة بعيدة عن أي تهديد نووي!منجم يرحل.. ووزارة الرياضة تُجهّز الشباب لانطلاقة مختلفة!
وتفاقمت المخاوف من اضطراب إمدادات النفط بسبب التوترات المتزايدة، حيث حذرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية من احتمال تأثير النشاط العسكري على الملاحة في الممرات المائية الرئيسية، مثل مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله جزء كبير من النفط العالمي، وتوقع بنك جيه.بي مورجان أن إغلاق هذا المضيق، وإن كان سيناريو منخفض الاحتمال، قد يدفع أسعار النفط إلى ما بين 120 و130 دولارًا للبرميل، مما يهدد بزيادة التضخم العالمي، ويؤثر على الاقتصادات التي تعتمد على الوقود مثل البنزين والديزل، ويبقى السوق في حالة ترقب لتطورات الصراع.
وأشار محللون في يو.بي.إس إلى أن الأسعار الحالية تعكس حالة الضبابية في السوق، حيث يفضل المضاربون الحياد حتى تتضح الصورة، ويضيفون أن أي تصعيد إضافي قد يؤدي إلى ارتفاعات أكبر، خاصة إذا استهدفت إيران البنية التحتية النفطية في المنطقة، وفي سياق متصل، أعلن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن انتهاك إيران لالتزاماتها في منع انتشار الأسلحة النووية، وهو ما يزيد من الضغوط الدولية على طهران، ويعقد المشهد الدبلوماسي، مما يجعل الأسواق أكثر تقلبًا في انتظار نتائج المحادثات المقبلة.
ويدعو هذا التصعيد إلى التفكير في تداعياته على الاقتصاد العالمي، حيث يمكن للأفراد والشركات متابعة التطورات عن كثب والاستعداد لتقلبات محتملة في أسعار الطاقة، ويبقى هذا الحدث بمثابة تذكير بأهمية الاستقرار الإقليمي لضمان تدفق الطاقة، ويشجع الجمهور على التفاعل مع قضايا الطاقة العالمية، سواء من خلال دعم السياسات البيئية أو المشاركة في النقاشات حول التحول نحو مصادر طاقة مستدامة، وتظل الأنظار متجهة نحو الشرق الأوسط لمعرفة كيف ستشكل هذه الأحداث مستقبل الأسواق.