يتأهب نادي الهلال السعودي لخوض تحدٍ جديد على الساحة العالمية، حين يستعد للمشاركة في النسخة القادمة من بطولة كأس العالم للأندية، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 15 يونيو إلى 13 يوليو 2025.
"الزعيم" يدخل هذا المحفل الكروي الكبير مسلحًا بخبرة عدد من لاعبيه الذين سبق لهم خوض نسخ سابقة من البطولة، ما يمنحه الأفضلية النسبية على صعيد الانسجام والتعامل مع ضغوط المنافسات الكبرى، خاصة أن هذه النسخة تُقام لأول مرة بالنظام الجديد الذي يشهد مشاركة 32 فريقًا.
إقرأ ايضاً:ولي العهد يناقش مع ماكرون وميلوني تصاعد التوتر الإيراني الإسرائيليبعد مسح شامل.. تأكيد رسمي: المملكة بعيدة عن أي تهديد نووي!
الهلال أوقعته القرعة في المجموعة الثامنة إلى جانب ريال مدريد الإسباني وسالزبورغ النمساوي وباتشوكا المكسيكي، ويستهل مشواره بلقاء ناري أمام "الملكي" يوم 19 يونيو، قبل أن يواجه سالزبورغ في الثالث والعشرين من الشهر نفسه.
ويختتم مبارياته في دور المجموعات بلقاء باتشوكا يوم 27 يونيو، ورغم صعوبة المجموعة، فإن الهلال يمتلك رصيدًا من الخبرات الدولية، يستند عليه لبناء طموحاته في هذه البطولة التي يحلم بتحقيق إنجاز تاريخي فيها.
تاريخ الهلال في مونديال الأندية ليس جديدًا، فقد سبق له المشاركة في ثلاث نسخ سابقة أعوام 2019، 2022، و2023، وحقق خلالها نتائج لافتة أبرزها الوصول إلى المباراة النهائية في نسخة 2023، ورغم تغيّر الأسماء وتطور مستوى المنافسة، لا تزال التشكيلة الحالية تحتفظ بسبعة لاعبين سعوديين لهم باع طويل في هذه البطولة، ما يمنح الفريق زخمًا مهمًا قبل ضربة البداية.
من بين أبرز هؤلاء اللاعبين، يبرز اسم الجناح الدولي سالم الدوسري، البالغ من العمر 33 عامًا، والذي خاض تسع مباريات في مونديال الأندية مع الهلال، سجل خلالها أربعة أهداف وصنع هدفين، بحسب موقع "ترانسفير ماركت" المتخصص في إحصاءات اللاعبين، الدوسري يمثل ركيزة أساسية في تشكيلة الهلال، ويعول عليه الجمهور كثيرًا لتكرار لحظات التألق التي اعتاد تقديمها في المحافل الكبرى.
ولا يقل عن سالم تأثيرًا زميله المدافع علي البليهي، الذي يملك سجلًا حافلًا في البطولة برصيد ثماني مباريات، ويُعرف بثباته الدفاعي وقيادته لخط الظهر في اللحظات الحاسمة، وفي خط الوسط، يبرز محمد كنو كلاعب محوري بفضل مساهماته الهجومية والدفاعية، حيث سجل هدفين وصنع مثلهما في سبع مباريات مونديالية، وهو ما يجعله أحد مفاتيح اللعب المهمة في منظومة المدرب.
أما الظهير الأيسر ياسر الشهراني، فعلى الرغم من مشاركته في ست مباريات سابقة بكأس العالم للأندية، فإن إصابته في الوجه حرمته من الظهور في نسخة 2023، التي وصل فيها الهلال إلى النهائي، عودة الشهراني هذه المرة قد تمنح دفعة إضافية على مستوى الأطراف، حيث يشتهر باندفاعه الهجومي وقدرته على تنفيذ العرضيات بدقة.
ومن الوجوه الشابة التي بدأت تكتسب الثقة تدريجيًا، يبرز ناصر الدوسري، الذي شارك في ثلاث مباريات بنسخة 2023، منها واحدة كأساسي ضد الوداد المغربي، بينما لعب كبديل في مباراتي فلامينغو وريال مدريد، خبرته المتزايدة من المرجح أن تعزز حضوره في التشكيلة الأساسية هذا العام.
ولا يمكن إغفال اسم المدافع خليفة الدوسري، الذي ظهر بمستوى جيد في مباراتي فلامينغو وريال مدريد في النسخة الأخيرة، حيث أثبت قدرة على مجاراة نسق الهجوم العالمي، فيما يحاول المهاجم عبد الله الحمدان استثمار الدقائق التي حصل عليها في النسخة الماضية، والتي بلغت 17 دقيقة موزعة على مباراتين، ليحجز مكانًا أكثر استدامة في هجوم الزعيم.
مع كل هذه الخبرات المتراكمة، يدخل الهلال النسخة المقبلة من مونديال الأندية بثقة واضحة وطموحات مشروعة، فالفريق الذي شرف الكرة السعودية والآسيوية في السنوات الأخيرة يسعى إلى ما هو أبعد من التمثيل المشرف، ويريد أن يكتب تاريخًا جديدًا يُحفر في ذاكرة الكرة العالمية، في بطولة طالما كانت منصة لاكتشاف الأبطال الحقيقيين.