شؤون الحرمين

عناية متواصلة بالحرمين.. و270 طنًا من زمزم في يوم واحد

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

في إطار جهودها المتواصلة لتقديم أفضل الخدمات لزوار المسجد النبوي الشريف، أعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين الشريفين عن توفير أكثر من 270 طنًا من مياه زمزم المباركة للمصلين اليوم، في خطوة تؤكد التزامها برعاية راقية ومتكاملة لرواد مسجد رسول الله ﷺ.

وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الخدمات المتطورة التي تحرص الهيئة على تنفيذها، تلبية لحاجات الزوار والحرص على راحتهم أثناء أداء عباداتهم، لا سيما في ظل الإقبال الكبير الذي يشهده المسجد خلال مواسم الزيارات المكثفة.
إقرأ ايضاً:ثورة في عالم البحث.. وداعاً للقراءة، غوغل ستقرأ لك النتائج بصوت عالٍ!رغم المخاوف العالمية.. هيئة الرقابة النووية السعودية تعلن: "لا داعي لتفعيل خطط الطوارئ"

وقد جرى توزيع مياه زمزم المباركة عبر حافظات مخصصة، وُضعت بعناية في مختلف أروقة وأدوار وساحات المسجد النبوي، وذلك وفق خطة دقيقة تهدف إلى ضمان وصول المياه بسهولة لكل المصلين، دون ازدحام أو انتظار.

هذه الحافظات الحديثة ليست فقط وسيلة للتوزيع، بل تم تصميمها بمواصفات عالية تحفظ جودة المياه وبرودتها، وتمنع أي تأثير سلبي على نقائها، لتصل إلى الزائر كما خرجت من بئر زمزم الطاهرة.

وتُعد مياه زمزم ذات مكانة روحية خاصة لدى المسلمين، كونها ارتبطت بمعجزة نبي الله إسماعيل وأمه هاجر عليهما السلام، وهو ما يجعلها رمزًا للبركة والطهارة في العقيدة الإسلامية، ومن هذا المنطلق، تولي الهيئة أهمية قصوى لعملية توزيعها، ليس فقط كخدمة لوجستية بل كمظهر من مظاهر العناية بالشعائر الإسلامية المرتبطة بالمكان والزمان.

الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين لا تكتفي بمجرد توفير الكميات الكافية من المياه، بل تسعى إلى تطبيق أعلى معايير الجودة والنظافة في جميع مراحل تقديم الخدمة، بداية من تعبئة المياه في نقاطها المعتمدة، وحتى توزيعها داخل الحرم النبوي، مرورًا بعمليات النقل والتخزين وفق شروط تضمن سلامة المحتوى ونظافته، وتتم متابعة هذه الحافظات على مدار الساعة، من خلال فرق عمل ميدانية متخصصة تقوم بعمليات التعقيم والتنظيف وإعادة التعبئة بشكل دوري.

وتُعد هذه الجهود جزءًا من منظومة خدمات متكاملة تُشرف عليها الهيئة، وتشمل أيضًا إدارة الحشود، وتنظيم الدخول والخروج، وتوفير بيئة مريحة وآمنة للمصلين، بالتعاون مع الجهات الأمنية والصحية، ما يعكس تكامل الأدوار داخل الحرم النبوي الشريف، لضمان تقديم أفضل تجربة دينية وروحية ممكنة لزائري المدينة المنورة.

ولا تقتصر جهود الهيئة على موسم أو مناسبة بعينها، بل هي مستمرة على مدار العام، وتتطور باستمرار لتواكب التقنيات الحديثة وتُحسن كفاءة الأداء، ويُلاحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع مستوى الخدمات المقدمة داخل الحرم النبوي، سواء في جوانب النظافة أو الضيافة أو التنظيم، الأمر الذي يلقى إشادة من قبل الزائرين من مختلف الجنسيات، الذين يرون في تلك الخدمات انعكاسًا للعناية الفائقة التي توليها المملكة بالحرمين الشريفين.

وتحرص الهيئة أيضًا على تفعيل دور التقنية في متابعة الخدمات، إذ تُستخدم أنظمة مراقبة ذكية لرصد مدى كفاءة توزيع المياه، كما تُوفر مؤشرات لحظية لمستويات الاستهلاك ومواقع التعبئة، ما يُتيح إدارة مرنة ودقيقة تضمن تلبية الحاجة دون تأخير أو هدر، وتعكس هذه الأساليب المتقدمة رؤية الهيئة نحو التحول الذكي في خدمة ضيوف الرحمن، بما يتماشى مع تطلعات رؤية المملكة 2030.

ويؤكد المسؤولون في الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين أن ما يُقدَّم اليوم هو نتاج عمل دؤوب وتخطيط مدروس يُراعي تعظيم شعائر الله، وحرصًا صادقًا على راحة قاصدي المسجد النبوي الشريف، مشددين على أن هذه الخدمات ستظل في تطور مستمر، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة التي لا تدخر جهدًا في خدمة الحرمين الشريفين وروادهما من المسلمين من كافة أنحاء العالم.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار