في إطار استعداداتها المتواصلة لموسم حج 1446هـ، أطلقت مؤسسة البريد السعودي "سبل" حزمة جديدة من الخدمات البريدية واللوجستية داخل محطات قطار الحرمين السريع، في خطوة تستهدف تعزيز تجربة ضيوف الرحمن وتيسير تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، وامتدت هذه التحديثات إلى خمس محطات رئيسية تغطي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وجدة في كل من محطة مطار الملك عبدالعزيز الدولي ومحطة السليمانية، بالإضافة إلى محطة رابغ، ما يعكس التوسع الاستراتيجي لخدمات "سبل" في النقاط المحورية لحركة الحجاج.
وجاءت هذه الخطوة في توقيت بالغ الأهمية مع قرب حلول موسم الحج، حيث يمثل قطار الحرمين أحد أبرز وسائل النقل الحيوية التي يعتمد عليها الحجاج في تنقلاتهم السريعة بين المدن المقدسة، وتهدف "سبل" من خلال وجودها المباشر داخل هذه المحطات إلى تقديم باقة من الخدمات الشاملة التي تراعي احتياجات الحجاج، وتساعد في تقليل الضغط عنهم، خاصة خلال فترات الذروة التشغيلية.
إقرأ ايضاً:استثمارات الأجانب في الأسهم السعودية تتجاوز 332 مليار ريال وتتركز في 10 شركات كبرىتسلا تُشعل السوق السعودي بإطلاق سايبرترك: دفعة قوية للسيارات الكهربائية في المملكة
وحرصت "سبل" على رفع الجاهزية التشغيلية لفروعها داخل المحطات الخمس، معلنةً تشغيلها على مدار 24 ساعة طوال موسم الحج، وتعد هذه الخطوة انعكاساً لحرص المؤسسة على ضمان الاستجابة السريعة لمتطلبات الحجاج وتوفير الخدمات في أي وقت، بما يعزز من فعالية منظومة الخدمات اللوجستية في المملكة خلال هذا الموسم الاستثنائي.
وتشمل الخدمات التي توفرها "سبل" عبر هذه الفروع: الشحن الداخلي والدولي، شحن الأمتعة الخاصة بركاب القطار، خدمة حفظ الأمتعة، البريد السريع "إكسبريس"، وشحن الطرود، وهي خدمات تراعي تنوع احتياجات المسافرين والحجاج على حد سواء، كما لم تغفل المؤسسة عن توفير سندات الهدي والأضاحي داخل الفروع نفسها، بما يتيح للحجاج أداء هذه الشعيرة بسهولة دون الحاجة للتنقل أو البحث خارج نطاق المحطات.
ويأتي هذا التوجه في إطار استراتيجية "سبل" التي تواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال تعزيز القدرات الوطنية في مجال الخدمات اللوجستية، وتقديم حلول ذكية ترفع من كفاءة البنية التحتية، وتدعم التكامل بين مختلف الجهات العاملة في موسم الحج، وتُعد مشاركة "سبل" في محطات قطار الحرمين مثالًا عمليًا على الشراكة بين القطاعات المختلفة لتقديم خدمات نوعية ومبتكرة تخدم ضيوف الرحمن.
ولم تغفل "سبل" في استراتيجيتها التوسعية عن أهمية البعد الجيومكاني، إذ تم اختيار مواقع الفروع بعناية لتكون ضمن نقاط التجمع والنقل الرئيسية، ما يسهل على الحجاج الوصول إليها دون عناء، ويُترجم هذا الانتشار الذكي التزام المؤسسة بتوفير خدماتها في الأماكن الأكثر حاجة، وفق تخطيط لوجستي يراعي التوزيع الجغرافي للحجاج ويقلل من الوقت والجهد المبذول في الحصول على الخدمة.
ويُنظر إلى هذه المبادرة باعتبارها إضافة نوعية إلى الخدمات الميدانية المقدمة خلال موسم الحج، إذ تسهم في رفع جودة الخدمة وتحقيق رضا المستفيدين، فضلًا عن دورها في تقليل التكدس داخل المحطات من خلال تسهيل عمليات الشحن والاستلام، ما ينعكس إيجابًا على انسيابية الحركة داخل محطات القطار.
وتواصل "سبل" أداء دورها الحيوي كممكن لوجستي وطني يسهم في دعم جهود المملكة لتقديم تجربة حج متكاملة وخالية من التعقيدات، ومن خلال هذه التحديثات النوعية، تثبت المؤسسة مجددًا قدرتها على مواكبة تحديات المواسم الكبرى، والارتقاء بمعايير الخدمة لتكون في مستوى توقعات ضيوف الرحمن، وتحقق التكامل المنشود مع رؤية السعودية المستقبلية.