في خطوة تعكس الطموحات المتزايدة لنادي الهلال السعودي، بات المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي على بُعد خطوات قليلة من تولي القيادة الفنية للفريق الأزرق، بعد انتهاء فصول مشواره مع إنتر ميلان الإيطالي، مصادر صحفية متعددة، لا سيما الإيطالية منها، أكدت أن إنزاغي سيصل إلى العاصمة الرياض خلال أيام قليلة، تحديدًا مع نهاية الأسبوع الجاري، ليبدأ رحلة جديدة في دوري روشن السعودي، الذي أصبح وجهة متصاعدة لكبار المدربين والنجوم العالميين.
الاجتماع الأخير الذي جمع إنزاغي بإدارة إنتر ميلان لم يكن يحمل أي مؤشرات إيجابية على بقاء المدرب، فقد أصرّ الطرف الإيطالي على تمديد العقد بشروط مالية لم ترق لطموحات إنزاغي، الذي أبدى رفضًا واضحًا للعروض المقدمة، مقارنة بما ينتظره من الهلال، التقارير تشير إلى أن المدرب سيحصل على راتب سنوي يبلغ 25 مليون يورو، مما يضعه بين أعلى المدربين أجرًا على الساحة العالمية، ويعكس جدية المشروع الرياضي الذي يرغب الهلال في بنائه.
إقرأ ايضاً:من الظلام إلى النور: حكاية حاج كفيف يحقق حلمه بعد 45 عامًاتطوير شامل في مسجد نمرة: مظلات ذكية وتبريد ضبابي لخدمة الحجاج
عملية توقيع العقد ستتم خارج حدود السعودية، وتحديدًا في العاصمة الفرنسية باريس يوم الأربعاء 4 يونيو، حيث يتواجد رئيس نادي الهلال فهد بن نافل، مدة العقد ستكون لعامين مع خيار التمديد لسنة ثالثة، مما يمنح الطرفين هامشًا للتقييم المستقبلي وتطوير العلاقة بناءً على النتائج والمردود الفني.
الهلال كان قد عاش مرحلة من عدم الاستقرار الفني في الأشهر الماضية، بدأت بإقالة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس في أبريل الماضي عقب الخسارة من الأهلي (3-1) في نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، وهو ما دفع الإدارة إلى إسناد المهمة بشكل مؤقت للنجم السابق محمد الشلهوب، ومع قدوم إنزاغي، يبدو أن الهلال عازم على تصحيح المسار واستعادة الزخم التنافسي، خاصة في ظل الاستحقاقات القادمة محليًا وقاريًا.
البداية الرسمية لإنزاغي مع الهلال ستكون من بوابة كأس العالم للأندية 2025، وهي فرصة ذهبية لتقديم نفسه على الساحة العالمية من جديد، حيث سيلتقي الهلال مع ريال مدريد في أولى مبارياته يوم 19 يونيو، قبل أن يواجه سالزبورغ النمساوي، ثم باتشوكا المكسيكي في ختام دور المجموعات، مهمة صعبة تنتظر المدرب الإيطالي في البطولة العالمية، لكنها قد تشكل انطلاقة مثالية له مع "الزعيم" السعودي.
يملك سيموني إنزاغي سجلًا تدريبيًا لا يُستهان به، بدأ مشواره الفني مع فريق لاتسيو عام 2016، وحقق معهم لقب كأس إيطاليا مرة والسوبر الإيطالي مرتين، ثم انتقل إلى إنتر ميلان عام 2021، وهناك شهدت مسيرته قفزة كبيرة؛ إذ تُوّج بلقب الدوري الإيطالي، وكأس إيطاليا مرتين، وكأس السوبر 3 مرات، إضافة إلى بلوغه عدة أدوار متقدمة في البطولات الأوروبية.
وبحسب موقع "ترانسفير ماركت"، قاد إنزاغي إنتر ميلان في 217 مباراة، فاز في 141 منها، وتعادل في 41، وتعرض لـ35 خسارة فقط، وهي أرقام تعكس استقراره الفني والقدرة على فرض أسلوبه على الفريق، ورغم الإنجازات، إلا أن الموسم الأخير لم يخلُ من الإحباط، خاصة بعد خسارة لقب الدوري لصالح نابولي، والهزيمة القاسية أمام باريس سان جيرمان بخمسة أهداف دون رد في نهائي دوري أبطال أوروبا.
رغبة الهلال في التعاقد مع مدرب من طراز إنزاغي تؤكد أن النادي يسعى لتثبيت نفسه كقوة إقليمية وعالمية، خصوصًا مع استمرار التوسع في استقطاب الكفاءات العالمية إلى الدوري السعودي، وبالنظر إلى تاريخ إنزاغي وطريقة إدارته للمباريات الكبرى، فإن التوقعات تشير إلى أن الهلال مقبل على مرحلة فنية مختلفة، قد تحمل معها الألقاب والنجاحات إذا ما تمت تهيئة الظروف المناسبة.