فرضت شركتا غوغل وميتا واقعاً تقنياً جديداً قد لا يرحب به الكثير من المستخدمين الذين ما زالوا يعتمدون على أجهزة آيفون القديمة، حيث أعلنت كل منهما عن تغييرات صارمة في توافقية تطبيقاتها الشهيرة "يوتيوب" و"واتساب" مع أنظمة التشغيل الأقدم من iOS 16، هذه القيود التقنية الجديدة قد تشكل عائقاً كبيراً أمام الملايين حول العالم ممن يحتفظون بهواتفهم القديمة إما بدافع التوفير أو التعلق بأجهزة أثبتت كفاءتها عبر الزمن.
في التفاصيل، أطلقت غوغل إصداراً جديداً لتطبيق يوتيوب على نظام التشغيل iOS، يحمل الرقم 20.22.1، والذي لم يعد يدعم الأجهزة التي تعمل بإصدارات أقدم من iOS 16، وقبل هذا التحديث، كان التطبيق متوافقاً مع أجهزة تعمل بنظام iOS 15، ما سمح لهواتف مثل آيفون 6s وآيفون 7 وأول جيل من آيفون SE بالاستمرار في استخدامه، أما الآن، فقد خرجت هذه الأجهزة من دائرة الدعم الرسمي، وهو ما يعني أن المستخدمين لن يتلقوا أي تحديثات مستقبلية للتطبيق، بما في ذلك التحسينات الأمنية أو المزايا الجديدة.
إقرأ ايضاً:الهلال يعلن أولى صفقاته قبل انطلاق المونديال.. والكبار على الطريقحدث لا يتكرر إلا كل 18 عاماً: قمر الفراولة يسطع من أقصى الجنوب
هذه الخطوة لا تعني أن التطبيق سيتوقف فوراً عن العمل على الأجهزة القديمة، إذ لا تزال النسخ الحالية منه تعمل دون مشاكل، لكن غوغل حذرت من أن استمرار استخدام التطبيق دون تحديثات قد يؤدي إلى توقفه في أي لحظة، مما يدفع المستخدمين إلى خيار غير مفضل وهو الانتقال إلى النسخة المتاحة عبر متصفح الإنترنت، إلا أن نسخة الويب، ورغم كونها بديلاً متاحاً، لا تقدم التجربة الكاملة التي اعتاد عليها المستخدمون في التطبيق الأصلي، من حيث سهولة الاستخدام والوظائف المتقدمة.
من جانب آخر، لم تتأخر شركة ميتا عن فرض قيودها الخاصة، إذ أعلنت عن وقف دعم تطبيق واتساب للهواتف التي تعمل بإصدارات أقدم من iOS 15.1، وذلك اعتباراً من مطلع يونيو الحالي، وهذا التغيير المفاجئ وضع مستخدمي هواتف آيفون 5s، وآيفون 6، وآيفون 6 بلس أمام معضلة، حيث لم يعد بإمكانهم استخدام واتساب دون التحديث إلى هاتف أحدث، ما يعني أن عليهم اتخاذ قرار الترقية في أقرب وقت.
ولتخفيف الأثر المحتمل لهذا القرار، وفرت ميتا أدوات لمساعدة المستخدمين على نقل محادثاتهم ووسائطهم الشخصية إلى أجهزة أحدث باستخدام ميزة "نقل الدردشة"، وذلك بعد التأكد من إنشاء نسخة احتياطية من البيانات عبر خدمة iCloud، وهذه الخطوة تُعد ضرورية لضمان الحفاظ على البيانات عند الانتقال إلى جهاز جديد، إلا أنها قد تكون معقدة للبعض، خاصة من كبار السن أو غير الملمين بالتقنيات الحديثة.
ويعكس هذا التحول في دعم التطبيقات توجهًا عاماً لدى شركات التكنولوجيا الكبرى للتخلص من عبء دعم الأجهزة القديمة، وتحفيز المستخدمين على الترقية إلى إصدارات أحدث وأكثر تطوراً من أنظمة التشغيل والهواتف الذكية، فمع تطور التقنيات وتزايد متطلبات الأمان، تصبح الأجهزة القديمة غير قادرة على مواكبة المعايير الجديدة التي تضعها الشركات لضمان تجربة استخدام سلسة وآمنة.
في المقابل، يرى البعض أن هذا التحول يخدم مصالح الشركات التجارية على حساب المستخدم، إذ يُجبر المستهلكين على تغيير أجهزتهم بشكل أسرع مما اعتادوا عليه، ما يزيد من الإنفاق الإلكتروني ويسهم في تراكم النفايات التقنية حول العالم، ورغم أهمية التطور، تبقى مسألة منح المستخدم حرية الاختيار في مواصلة استخدام أجهزته القديمة دون حرمانه من خدمات أساسية مطلباً مشروعاً.
يبقى الواقع التقني الجديد مفروضاً بقوة السوق ومنطق التطوير المستمر، لكن على الشركات أيضاً أن توازن بين التحديثات الضرورية ومراعاة شريحة واسعة من مستخدميها، خاصة في المجتمعات التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على الأجهزة القديمة، ومع استمرار هذا النهج، قد نرى تزايداً في الهواتف المستعملة وتطبيقات الطرف الثالث التي تحاول سد الفجوة بين ما هو مطلوب تقنياً وما هو ممكن واقعياً.