كريستيانو رونالدو

هل يغادر كريستيانو رونالدو النصر؟ رسائل غامضة ومفاوضات محتدمة

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

تشهد كواليس كرة القدم السعودية مفاوضات محتدمة مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، في مسعى لإبقائه ضمن صفوف الدوري السعودي للموسم المقبل، بعد أن لمح مؤخراً إلى احتمال انتهاء تجربته مع نادي النصر، الخبر الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مطلع، أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية، وفتح الباب أمام التكهنات حول مستقبل أحد أكثر لاعبي كرة القدم تأثيراً في العالم خلال العقدين الماضيين، المفاوضات تأتي في وقت حاسم، خصوصاً أن رونالدو يمثل رمزاً لتحول الكرة السعودية إلى وجهة دولية جاذبة للنجوم العالميين.

المصدر ذاته، والذي ينتمي إلى صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أكد أن المفاوضات الجارية "صعبة"، في ظل رغبة اللاعب باستكشاف خيارات أخرى داخل المملكة، ولفت إلى أن الخيار الأول أمام رونالدو يتمثل في الانتقال إلى نادي الهلال، الذي يُعد حالياً الأكثر جاهزية للمنافسة على البطولات الإقليمية والعالمية، خصوصاً مع مشاركته المرتقبة في كأس العالم للأندية، كما أن نادي الأهلي، بطل آسيا، يبقى خياراً مطروحاً أيضاً على طاولة النجم البرتغالي، ما يوضح أن الانتقال بين أندية القمة السعودية وارد بقوة في حال قرر البقاء.

الإثنين الماضي، وبعد الجولة الختامية من دوري روشن السعودي، نشر رونالدو رسالة مبهمة عبر حسابه على "إنستغرام"، أرفقها بصورة له بقميص النصر وكتب فيها: "انتهى هذا الفصل، القصة؟ ما زالت تُكتب، أنا ممتن للجميع"، وهذه الكلمات البسيطة أحدثت ضجة واسعة، واعتبرها الكثيرون إشارة ضمنية إلى انتهاء مشواره مع النصر، الذي انضم إليه في نهاية 2022، بعقد خيالي بلغ أكثر من 200 مليون يورو، ما يعادل نحو 227 مليون دولار، ويمتد لعامين ونصف.

رونالدو كان أول الأسماء الكبرى التي فتحت الباب أمام النجوم العالميين للانضمام إلى الدوري السعودي، ما شكّل لحظة فارقة في تاريخ الرياضة بالمملكة، تلاه لاحقاً انضمام لاعبين من الصف الأول في أوروبا، وهو ما ساهم في رفع مستوى المنافسة والاهتمام العالمي بالدوري، وبحسب المصدر المطلع، فإن وجود رونالدو لعب دوراً جوهرياً في تسويق البطولة وجذب اهتمام إعلامي غير مسبوق، وهو ما يجعل مسألة بقائه أولوية كبرى بالنسبة للمسؤولين عن تطوير القطاع الرياضي في السعودية.

يُذكر أن فترة الانتقالات الصيفية في السعودية تشهد تعديلاً خاصاً هذا العام، إذ سُمح للأندية الـ32 المشاركة في كأس العالم للأندية بالتعاقد خلال فترة قصيرة ومحددة من 1 إلى 10 يونيو، وهذه الفترة تمثل فرصة استراتيجية للأندية السعودية لتعزيز صفوفها بنجوم كبار، استعداداً لمنافسات عالمية تُقام للمرة الأولى بصيغتها الجديدة في الولايات المتحدة، ابتداء من 14 يونيو.

وفي تصريح سابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جاني إنفانتينو، أكد أن هناك "مناقشات" جارية بشأن مشاركة كريستيانو رونالدو في البطولة المنتظرة، سواء ضمن صفوف فريقه الحالي أو أي فريق سعودي آخر، وهذه التصريحات عززت من فرضية أن مستقبل النجم البرتغالي قد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه المنافسة الدولية التي ستشكل منصة جديدة لتألقه، وربما ختاماً مشرفاً لمسيرته الاستثنائية.

ما يزيد من تعقيد الأمور أن رونالدو، ورغم بلوغه التاسعة والثلاثين، لا يزال يحافظ على مستوى بدني وذهني يجعله قادراً على المنافسة في أعلى المستويات، وهو ما يدفع الأندية الكبرى في السعودية إلى التمسك به بكل ما أوتيت من قوة، ليس فقط كقيمة فنية، بل كرمز عالمي يحمل معه بريق البطولات الأوروبية وخبرة السنوات الطويلة في الملاعب الكبرى.

وفي ظل هذه التحديات والتكهنات، يبقى موقف كريستيانو رونالدو محط أنظار العالم الرياضي، فقراره بالبقاء أو الرحيل لا يخص فقط نادي النصر أو خصومه المحليين، بل سيكون له أثر أوسع على صورة الدوري السعودي نفسه، وعلى الطموحات السعودية في أن تتحول إلى مركز ثقل رياضي عالمي خلال السنوات القادمة، ومهما كانت وجهته، فإن فصل رونالدو السعودي لن يُنسى بسهولة، فقد كتب اسمه كأول من آمن بمشروع كرة القدم الجديد في المنطقة.