في خطوة تعكس تلاحم الجهود الحكومية لتعزيز الهوية الوطنية ودعم المبادرات التنموية الكبرى، أطلقت وزارة الداخلية، ممثلة في المديرية العامة للجوازات، وبالتعاون مع مؤسسة المسار الرياضي، ختماً خاصاً بمناسبة افتتاح المرحلة الأولى من مشروع "المسار الرياضي" في العاصمة الرياض، وهذه المبادرة تأتي تزامناً مع بدء تشغيل أولى مراحل أحد أضخم المشاريع الرياضية والثقافية في المملكة، والذي يُعد ركيزة أساسية من ركائز "رؤية السعودية 2030" لتحسين جودة الحياة وتشجيع نمط الحياة النشط.
الختم الجديد الذي سيُمنح للمسافرين القادمين عبر مطار الملك خالد الدولي بالرياض، يحمل في تصميمه رمزية المشروع ومراميه التنموية، حيث يمثل خطوة رمزية تؤكد على أهمية المشاركة المجتمعية في لحظات التحول الوطني، وسيُطبع هذا الختم على جوازات القادمين، ليكون بمثابة تذكار من إحدى المحطات الكبرى في رحلة الرياض نحو التحول لمدينة رياضية مستدامة وعصرية.
ويأتي إطلاق هذا الختم ضمن سلسلة من الفعاليات التعريفية المصاحبة لافتتاح المرحلة الأولى من مشروع المسار الرياضي، الذي يمتد على طول أكثر من 135 كيلومتراً في قلب العاصمة، ويضم المشروع مرافق رياضية وترفيهية وثقافية متعددة، تهدف إلى تعزيز الصحة العامة، ورفع معدلات النشاط البدني بين المواطنين والمقيمين، فضلاً عن خلق بيئة حضرية أكثر توازناً ومرونة.
المديرية العامة للجوازات أكدت أن هذه المبادرة تجسّد دور الجوازات في دعم الأنشطة الوطنية، ليس فقط من خلال تسهيل حركة المسافرين وتقديم الخدمات الأمنية، بل أيضاً عبر المشاركة في الترويج للمشاريع الوطنية الكبرى، وتسليط الضوء على الإنجازات التنموية التي تشهدها المملكة في مختلف القطاعات، واعتبرت الجوازات أن ختم المسار الرياضي يُعد من الوسائل الإبداعية لتعزيز الوعي بهذه المشاريع لدى الزوار والسياح.
ومن جانبها، أعربت مؤسسة المسار الرياضي عن تقديرها لتعاون الجهات الحكومية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، في دعم المشروع والترويج له بوسائل مبتكرة، تضمن وصول الرسالة إلى جمهور أوسع داخل المملكة وخارجها، وأشارت المؤسسة إلى أن المشروع، بما يضمه من مسارات للمشي والدراجات والخيول، إضافة إلى حدائق ومنشآت ثقافية وفنية، يمثل نموذجاً عالمياً للتنمية الحضرية المتكاملة.
ويمثل مشروع "المسار الرياضي" أحد أهم المشاريع الكبرى التي أطلقها صندوق الاستثمارات العامة ضمن برنامج "الرياض الخضراء"، ويهدف إلى تحويل مدينة الرياض إلى عاصمة عالمية بمعايير بيئية ورياضية وصحية، ومن المقرر أن يشهد المشروع في مراحله المقبلة تطوير العديد من المرافق ذات الطابع المجتمعي، بما في ذلك المراكز الرياضية والمناطق المفتوحة ومرافق الفنون العامة.
ويُنتظر أن يُحدث هذا المشروع تحوّلاً جذرياً في نمط الحياة داخل العاصمة، خاصة مع تزايد الإقبال على الأنشطة الخارجية، وزيادة الوعي بأهمية الرياضة كعنصر من عناصر جودة الحياة، كما يعزز المشروع الجهود الرامية إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين البنية التحتية للمدينة، من خلال استثمار المساحات العامة وتحويلها إلى بيئات صحية وآمنة.
الزوار القادمون إلى الرياض سيحملون معهم الآن تذكاراً فريداً يخلّد لحظة تاريخية في مسيرة العاصمة، ويعكس في الوقت ذاته طموحاتها في أن تكون مركزاً حضرياً متقدماً يوازن بين التطور العمراني وصحة الإنسان، ويمثل الختم الخاص رمزاً مصغراً للتغيير الذي تقوده المملكة في مختلف الاتجاهات، لاسيما في قطاعات الرياضة والسياحة والثقافة.
ختاماً، فإن هذه المبادرة، وإن بدت رمزية في شكلها، فإنها تحمل في مضمونها رسائل عميقة تعكس توجه المملكة نحو إبراز مشاريعها التنموية الكبرى، وتعزيز حضورها الدولي من خلال أدوات ناعمة ومبتكرة، تجمع بين البعد الثقافي والهوية الوطنية، في إطار تنموي شامل يُحدث فرقاً حقيقياً في حياة الإنسان والمكان.