شهدت قرية سملا التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، صباح اليوم السبت، حادثًا خطيرًا تمثل في انفجار محول كهربائي جهد متوسط داخل محطة مياه الشرب والصرف الصحي، نتيجة تسرب مياه الأمطار إلى المحول، وأسفر الانفجار عن توقف عمل المحطة بالكامل، مما أدى إلى انقطاع المياه عن القرية بأكملها وسط حالة من القلق بين الأهالي.
وفور وقوع الحادث، تحركت قيادات شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية إلى موقع المحطة، وتم الدفع بمولد كهربائي بديل لضمان عودة تشغيل المحطة في أسرع وقت ممكن.
وقد تزامن هذا الحادث مع سقوط أمطار خفيفة إلى متوسطة على عدد من مدن ومراكز محافظة الغربية، منذ الساعات الأولى من صباح اليوم، وأصدر اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، تعليماته الفورية إلى رؤساء المدن والأحياء برفع درجة الاستعداد القصوى، والتعامل السريع مع تجمعات المياه، ورفعها من الشوارع لتجنب أي حوادث مماثلة أو تعطيل للمرافق الحيوية.
وفي محافظة دمياط، وتحديدًا في قرية الوسطاني التابعة لمركز كفر سعد، شهدت الساعات الماضية تساقطًا كثيفًا للأمطار الغزيرة، ما تسبب في غرق الشوارع العامة والفرعية، وارتفاع منسوب المياه إلى مستويات مقلقة دفعت الأهالي إلى التحرك السريع لمنع تسرب المياه إلى منازلهم.
أظهرت الصور والفيديوهات المتداولة محاولات المواطنين نضح المياه يدويًا، في ظل خشيتهم من تسرب المياه إلى داخل بيوتهم، خاصة مع بطء تصريف المياه في الشوارع غير الممهدة.
في هذا السياق، أعلن المهندس مجدي عطا الله رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بدمياط، عن الانتهاء من سحب كميات كبيرة من مياه الأمطار في القرية، مؤكدًا أن الشركة دفعت بـ10 سيارات شفط ومعدة سيول إلى الموقع، مما ساهم في عودة السيولة المرورية بشكل تدريجي.
وأشار إلى أن فرق التشغيل والصيانة وفرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة بنظام النوبتجيات، مع تفعيل غرف الأزمات والطوارئ بالمحافظة للتنسيق المستمر، وضمان التدخل السريع حال حدوث أي مستجدات.
وأكد عطا الله أن الشركة مستمرة في تنفيذ خطة الانتشار السريع والطوارئ بالتعاون مع هيئة الأرصاد الجوية، لمواجهة تداعيات الموجة الحالية من الطقس السيئ، مؤكدًا أن الأولوية هي سلامة المواطنين واستمرار الخدمات الأساسية، مع الحرص على استمرار الحركة المرورية في الشوارع الحيوية.
وناشدت الجهات التنفيذية في كل من الغربية ودمياط المواطنين بضرورة توخي الحذر خلال التنقل، وتفادي السير في المناطق المنخفضة أو التي تشهد تجمعات مياه كثيفة، كما طالبت الأسر بالاحتياط في استخدام الكهرباء داخل المنازل خلال سقوط الأمطار، لتفادي أي حوادث مشابهة لانفجار محول الغربية.
وتعكس الحوادث الأخيرة في الغربية ودمياط الحاجة الملحة إلى مراجعة البنية التحتية للمرافق الحيوية، خاصة محطات المياه والكهرباء، التي قد تتعرض لتسرب المياه في حال هطول الأمطار الغزيرة، ففي ظل تغيرات المناخ وازدياد احتمالات الطقس المتقلب، يجب أن تواكب البنية التحتية هذا الواقع الجديد عبر تنفيذ خطط وقائية واستباقية.
ومن بين هذه الإجراءات: تأمين محطات الكهرباء بعوازل مائية تمنع تسرب المياه، وإنشاء مصارف مائية فعالة حول المحطات والمنشآت الحيوية، إلى جانب رفع كفاءة شبكات تصريف مياه الأمطار في القرى والمناطق الريفية، كما ينبغي رفع جاهزية وحدات الطوارئ وتعزيز التنسيق بين شركات المياه والكهرباء، لضمان تدخل سريع وفوري في حالات الطوارئ.
كما يعد التدريب المسبق للعاملين على سيناريوهات الأزمات عاملًا حاسمًا في تقليص الخسائر وسرعة استعادة الخدمات، ومع ازدياد التحديات المناخية، فإن التخطيط السليم والجاهزية المسبقة قد يشكلان الفرق بين حادث عابر وكارثة ميدانية واسعة النطاق.