أعلنت المملكة العربية السعودية مساء أمس الثلاثاء بشكل رسمي أن يوم غد الأربعاء هو غرة شهر ذي الحجة المبارك للعام الهجري 1446، وذلك بعد ثبوت رؤية الهلال الشريف من قبل الشهود العدول، مما يعني أن يوم عرفة سيكون الخميس الموافق 5 يونيو المقبل، فيما سيحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 يونيو، وهو ما ينهي حالة الترقب التي عاشتها الأمة الإسلامية في انتظار تحديد مواعيد أهم المناسبات الدينية في العام.
صدر الإعلان عن المحكمة العليا السعودية في بيان رسمي أكدت فيه أن قرارها جاء بعد دراسة دقيقة ومتأنية لجميع الشهادات التي وردت إليها بخصوص رؤية هلال ذي الحجة، حيث شهد عدد من الشهود العدول برؤية الهلال في تلك الليلة، وأضافت المحكمة في بيانها دعاءها لعموم المسلمين بأن يوفقهم الله عز وجل للعمل بما يرضيه ويتقبل صالح أعمالهم ويتجاوز عن سيئاتهم، كما دعت بأن يحفظ الله حجاج بيته الحرام ويسهل عليهم أداء مناسكهم ويتقبل حجهم، مما يعكس الطابع الروحاني العميق لهذه المناسبة المقدسة.
يتزامن هذا الإعلان مع استعدادات مكثفة لاستقبال ملايين الحجاج الذين يتوافدون إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، حيث سيبدأ موسم الحج رسمياً في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة الموافق 4 يونيو المقبل، وستستمر مناسك الحج لمدة ستة أيام متتالية حتى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة الموافق 9 يونيو، وتشهد هذه الفترة أداء الحجاج لجميع المناسك المقدسة بدءاً من يوم التروية مروراً بالوقوف بعرفة ورمي الجمرات وطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة، في أجواء روحانية استثنائية تجمع المسلمين من كافة أنحاء العالم.
كشفت إدارة الجوازات السعودية في إحصائيات حديثة أن عدد الحجاج الذين وصلوا المملكة من جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية قد تجاوز 1.1 مليون حاج حتى يوم الاثنين الماضي، وهو ما يشير إلى الإقبال الكبير على أداء هذه الفريضة المقدسة، كما تُظهر هذه الأرقام النجاح اللوجستي للسلطات السعودية في تنظيم وإدارة تدفق الحجاج، ومن المتوقع أن تستمر أعداد الحجاج في الارتفاع خلال الأيام المقبلة مع اقتراب موعد بدء المناسك، خاصة وأن المملكة قد طورت من إمكانياتها وخدماتها لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الحجاج وتقديم أفضل الخدمات لهم.
تشير المقارنات مع العام السابق إلى حجم التطور في أعداد الحجاج، حيث بلغ العدد في موسم حج 2024 نحو مليون و833 ألف و164 حاجاً وحاجة، منهم 221 ألف و854 حاجاً من داخل المملكة العربية السعودية، بينما جاء الباقون من أكثر من 200 دولة حول العالم، وفقاً لتصريحات وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة، وتؤكد هذه الأرقام على المكانة الخاصة التي تحتلها مكة المكرمة والمدينة المنورة في قلوب المسلمين، كما تعكس الجهود المستمرة للمملكة في تطوير الخدمات وتوسيع الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين، مما يسهم في تمكين أكبر عدد من المسلمين من أداء هذه الفريضة في أفضل الأجواء الروحانية والخدمية.
