تشنجات العضلات

"خبير علاج طبيعي" يحذر: "الجلوس الطويل" أمام الكمبيوتر قد يسبب هذه "الأمراض الخطيرة"

كتب بواسطة: رضا سمكي |

يعاني العديد من الأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر من مشاكل واضطرابات في الجهاز العضلي الهيكلي، والتي تتراوح بين تنكس العظام وتشنجات العضلات، وصولًا إلى مشكلات أكثر تعقيدًا مثل انضغاط الأعصاب ومتلازمة النفق الرسغي.

وتبرز هذه المشاكل الصحية نتيجة الاعتماد المتزايد على العمل المكتبي والجلوس لفترات طويلة بوضعيات خاطئة، وأكد الدكتور إيليا ميخالينكو، رئيس قسم العلاج الطبيعي والتمارين العلاجية، في تصريحات نقلها موقع "روسيا اليوم"، أن العمل المتواصل على الكمبيوتر مع ثبات الجسم في وضعية واحدة يسبب ضغطًا مفرطًا على أجزاء مختلفة من الجهاز العضلي الهيكلي.

إقرأ ايضاً:

زلزال في النصر قبل انطلاق الموسم.. خيسوس يقترب و7 أجانب خارج الحساباتانسحاب الهلال يثير عاصفة إعلامية والمريسل يشعل الجدل بتغريدة "شعبية النصر"

وأوضح أن الوضعية التي ينحني فيها الرأس إلى الأمام تؤدي إلى زيادة الحمل على العمود الفقري العنقي والقطني، وهو ما يعيق تدفق الدم بشكل طبيعي إلى هذه المناطق، وتابع أن هذا التوتر المستمر قد يتسبب في تنكس الأقراص الفقرية وانضغاط الأعصاب، ما يؤدي بدوره إلى ظهور أمراض مثل تنكس العظام أو الفتق.

وأضاف ميخالينكو أن التوتر الدائم في اليدين، خاصة أثناء استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح، يؤدي إلى تعرض العصب المتوسط في الرسغ للضغط، مما يسبب الألم والخدر في الأصابع، بالإضافة إلى ضعف في قوة اليد، وأشار إلى أن هذه الأعراض قد تتطور في بعض الحالات إلى الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، وهي حالة تسبب ألمًا مزمنًا وتقييدًا في الحركة.

وأوضح الخبير الطبي أن الجلوس بوضعيات غير صحيحة لفترات طويلة يؤدي إلى توتر دائم في عضلات الرقبة والكتفين والظهر، مما يسبب آلامًا مزمنة تحد من القدرة على الحركة بشكل طبيعي، وأشار إلى أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تشنجات عضلية مستمرة ومتلازمة اللفافة العضلية، التي تتسم بآلام متكررة وصعوبة في أداء الحركات اليومية.

وللوقاية من هذه المشاكل الصحية، أوصى الدكتور ميخالينكو باتباع مجموعة من الإجراءات التي تساعد في تقليل التأثيرات السلبية للعمل على الكمبيوتر لفترات طويلة، وأشار إلى أهمية تنظيم بيئة العمل بشكل صحيح، بدءًا من اختيار كرسي بمواصفات مناسبة، بحيث يكون ارتفاعه ملائمًا لمستوى الجسم لتوفير دعم جيد للظهر والرقبة.

كما شدد على ضرورة ضبط شاشة الكمبيوتر بحيث تكون في مستوى العين، ما يقلل من الحاجة إلى انحناء الرأس ويحافظ على استقامة العمود الفقري، ونصح باستخدام حامل مخصص للمعصم أثناء استخدام الفأرة ولوحة المفاتيح، الأمر الذي يخفف الضغط على الأعصاب في منطقة الرسغ ويقلل من احتمالية الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي.

وأشار ميخالينكو إلى أهمية أخذ فترات راحة منتظمة خلال العمل، بحيث لا تزيد الفترات بين كل استراحة عن 30 إلى 60 دقيقة، مع ممارسة تمارين إحماء خفيفة تساعد على تنشيط العضلات وتحسين الدورة الدموية، مما يقلل من توتر العضلات ويمنع التشنجات.

يُذكر أن الاضطرابات العضلية الهيكلية الناتجة عن الجلوس لفترات طويلة على الكمبيوتر أصبحت من المشكلات الصحية الشائعة في العصر الحديث، مما يستدعي زيادة الوعي باتباع سلوكيات صحية أثناء العمل، وتوفير بيئة عمل مثالية تحافظ على صحة الموظفين وتحسن من إنتاجيتهم.

في النهاية، تبقى الوقاية أفضل وسيلة لمواجهة هذه التحديات، حيث يمكن لتطبيق النصائح الطبية البسيطة وتنظيم بيئة العمل أن يحدث فارقًا كبيرًا في جودة الحياة اليومية، ويجنب الأفراد المعاناة من مضاعفات صحية طويلة الأمد تؤثر على أدائهم المهني والشخصي.