تشهد أروقة نادي النصر السعودي حالة من الحراك المكثف خلال الساعات الأخيرة، حيث تدور أحداث حاسمة وراء الكواليس استعدادًا لانطلاقة الموسم الجديد من دوري روشن، في وقت تبدو فيه ملامح التغيير شاملة على مستوى الجهاز الفني واللاعبين الأجانب.
وبحسب ما أوردته صحيفة "اليوم" السعودية، فإن إدارة نادي النصر بصدد الإعلان الرسمي عن التعاقد مع المدرب البرتغالي المخضرم خورخي خيسوس، في خطوة قد تُعيد رسم خارطة الفريق فنيًا، وسط طموحات واضحة بإحداث ثورة في التشكيلة الأساسية.
إقرأ ايضاً:
القطاع العقاري السعودي يواصل صعوده للأسبوع الثاني .. هل هي فرصة استثمارية واعدة؟من إجازة مفتوحة إلى محددة.. السعودية تنظم عطلات الأعياد بحديها الأدنى والأقصىوأكدت الصحيفة أن نادي النصر اتخذ بالفعل قرارًا جريئًا يقضي بالاستغناء عن سبعة لاعبين أجانب دفعة واحدة، وهو ما يضع كريستيانو رونالدو النجم البرتغالي العالمي كآخر المحترفين الأجانب المتبقين في قائمة الفريق مؤقتًا حتى إشعار آخر.
ويأتي هذا التوجه في ظل رغبة الإدارة في إعادة هيكلة الفريق الأول وفقًا لرؤية فنية دقيقة يتبناها المدرب الجديد، حيث من المتوقع أن يكون لخيسوس الدور الأكبر في تحديد الأسماء القادمة والمغادرة استنادًا إلى رؤيته التكتيكية وخبرته الطويلة.
وشكّلت هذه الأنباء صدمة لكثير من جماهير الفريق، التي لم تكن تتوقع حجم التغيير الكبير الذي يلوح في الأفق، لا سيما بعد موسم شهد تنافسًا محليًا وقاريًا مكثفًا، لكن دون تتويج بالألقاب الكبرى التي طالما انتظرتها الجماهير النصراوية.
ورحيل هذا العدد من المحترفين الأجانب دفعة واحدة لا يُعد أمرًا معتادًا في الأندية الكبرى، ما يشير إلى وجود تقييم داخلي شامل لطبيعة المرحلة المقبلة، وحرص على إحداث نقلة نوعية في مستوى الأداء والنتائج.
والتوجه الجديد يعكس إدراكًا متزايدًا من إدارة النصر بضرورة التخلص من بعض الأسماء التي لم تقدم الإضافة المأمولة خلال المواسم الماضية، مقابل فتح المجال للتعاقد مع عناصر تمتلك القدرة على صناعة الفارق على أعلى المستويات.
ومن جهة أخرى، يُنظر إلى التعاقد المحتمل مع خورخي خيسوس على أنه خطوة إستراتيجية لتعزيز شخصية الفريق فنيًا، إذ يمتلك المدرب البرتغالي سجلًا حافلًا في قيادة الأندية للبطولات، فضلًا عن قدرته على تطوير اللاعبين داخل المنظومة الجماعية.
وتشير المصادر إلى أن الإعلان الرسمي عن التوقيع مع خيسوس بات مسألة وقت فقط، حيث اكتملت المفاوضات بين الطرفين، في وقت بدأت فيه لجنة التعاقدات بالنادي في التحرك نحو إنجاز صفقات جديدة تتماشى مع متطلبات الجهاز الفني المرتقب.
كما تسربت أنباء عن اقتراب النصر من حسم التعاقد مع عدة نجوم في مراكز مؤثرة، خصوصًا في الدفاع وخط الوسط، وذلك بعد دراسة معمقة لحاجات الفريق خلال الموسم الجديد، الذي يتوقع أن يشهد منافسة شرسة على جميع الجبهات.
ويذكر أن النصر قد أنفق مبالغ ضخمة في سوق الانتقالات خلال المواسم الماضية، وجذب أسماء عالمية في مقدمتها كريستيانو رونالدو، إلا أن هذا الحراك لم ينعكس بعد على خزينة البطولات بالشكل الذي تطمح إليه الإدارة والجماهير.
ومن المتوقع أن تفتح الخطوات الجريئة التي بدأها النصر الباب أمام تغييرات مماثلة في أندية القمة السعودية، التي تسعى بدورها إلى بناء فرق قادرة على مجاراة التحول الكبير الذي يشهده الدوري السعودي على مستوى الحضور الإعلامي والاهتمام العالمي.
وبات واضحًا أن إدارة النصر تعول على مزيج من الخبرة والتجديد في تشكيلتها، حيث سيبقى رونالدو قائدًا للفريق، مع تطعيم المجموعة بأسماء جديدة تتناغم مع فلسفة خيسوس، وتملك القدرة على تحقيق النتائج المرجوة في البطولات القادمة.
ويترقب الشارع الرياضي الإعلان عن هوية اللاعبين المغادرين بشكل رسمي، وسط حالة من الترقب والجدل بين جماهير النادي، التي تنقسم بين مؤيد لعملية "الغربلة" الشاملة، وبين متخوف من تأثير التغيير المفاجئ على انسجام الفريق في بداية الموسم.
كما ينتظر أن يعقد النادي مؤتمرًا صحفيًا خلال الأيام القليلة المقبلة للكشف عن تفاصيل التعاقد مع خيسوس، والإعلان عن الأسماء الجديدة التي سيتم ضمها، في خطوة تهدف إلى طمأنة الجماهير وتوضيح خارطة الطريق الفنية للموسم المقبل.
ومن الجدير بالذكر أن خورخي خيسوس ليس غريبًا عن الكرة السعودية، حيث سبق له تدريب الهلال، ما يمنحه أفضلية في فهم طبيعة المنافسة المحلية، ويؤهله للتأقلم السريع مع متطلبات الدوري دون الحاجة لفترة طويلة من التكيف.
وستكون بداية الموسم بمثابة اختبار حقيقي للمدرب الجديد ولإدارة النصر، التي قررت خوض هذه المغامرة بإعادة تشكيل الفريق من جذوره، في محاولة لكتابة صفحة جديدة عنوانها التتويج والعودة لمنصات البطولات.