في قرار مفاجئ ألقى بظلاله على خارطة الموسم الكروي الجديد، يترقب الوسط الرياضي السعودي خلال الساعات القليلة المقبلة، القرار الحاسم الذي سيصدره الاتحاد السعودي لكرة القدم، بشأن قبول أو رفض الاعتذار الذي تقدم به نادي الهلال عن عدم المشاركة في بطولة كأس السوبر السعودي.
وكان نادي الهلال قد فجر قنبلة من العيار الثقيل، حين تقدم بخطاب رسمي إلى اتحاد الكرة يوم أمس الأحد، يعتذر فيه عن عدم خوض منافسات البطولة، وهو القرار الذي لم يبت فيه الاتحاد حتى هذه اللحظة، ليدخل الجميع في حالة من الترقب والانتظار.
إقرأ ايضاً:
"برنامج سكني" يوضح: هذه هي "اللحظة الحاسمة" التي يصبح فيها عقدك السكني "ملزماً""طيران ناس" يفاجئ "العائلات المسافرة".. وداعاً "لتوتر المطارات".. وهذه هي التجربة الجديدةووفقًا لمصادر "الرياضية" المطلعة، فإن الهلال قد بنى اعتذاره على أسباب فنية ومنطقية، تتمثل في تأخر حصول لاعبيه على إجازتهم السنوية، وذلك بسبب ارتباطهم بالمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، والرغبة في تجنيبهم الإرهاق والدخول في منافسات رسمية خلال فترة الإعداد.
إن هذا المبرر، يعكس رؤية استراتيجية من قبل إدارة الهلال وجهازه الفني، تهدف إلى حماية اللاعبين من خطر الإصابات، وضمان وصولهم إلى بداية الموسم الطويل والشاق وهم في قمة جاهزيتهم البدنية والذهنية، حتى لو كان الثمن هو التضحية ببطولة هامة.
وفي حال تم اعتماد انسحاب الهلال بشكل رسمي، فإن لوائح المسابقة واضحة وصريحة، حيث ستفتح الباب أمام نادٍ آخر للمشاركة في البطولة، ليكون المستفيد الأكبر من هذا الاعتذار هو النادي الأهلي، الذي سيجد نفسه أمام فرصة لم تكن في الحسبان.
وتنص لائحة المسابقة على أنه في حال انسحاب أحد الأندية قبل إصدار الجدول الرسمي، فإن النادي الذي يليه في ترتيب مسابقة الدوري السعودي للمحترفين هو من يشارك، وهو ما ينطبق على النادي الأهلي الذي حل في المركز الخامس في الموسم الماضي.
ويأتي اختيار صاحب المركز الخامس، على اعتبار أن صاحب المركز الرابع، وهو نادي القادسية، قد حجز مقعده بالفعل في البطولة، بصفته وصيفًا لبطل كأس خادم الحرمين الشريفين، مما يجعل من الأهلي هو الوريث الشرعي لمقعد الهلال المنسحب.
وعلى الرغم من أن اللوائح واضحة، إلا أن المصادر قد أشارت إلى أن النادي الأهلي لم يتلق أي خطاب رسمي من اتحاد القدم حتى لحظة كتابة هذا الخبر، وهو ما يعني أن الأمور لا تزال معلقة، في انتظار القرار النهائي الذي سيصدر من قبل السلطة الكروية العليا.
وكان من المقرر أن تشهد النسخة المقبلة من كأس السوبر، مواجهات نارية تجمع بين الاتحاد بطل الدوري، والهلال وصيفه، والنصر صاحب المركز الثالث، بالإضافة إلى القادسية وصيف بطل الكأس، لكن هذا الاعتذار المفاجئ قد يغير من شكل البطولة بالكامل.
إن مشاركة الأهلي المحتملة، ستضيف بعدًا جديدًا من الإثارة والتنافسية للبطولة، وستجعل من مواجهاتها أكثر قوة وجماهيرية، خاصة في ظل القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها النادي الجداوي، ورغبته في العودة بقوة إلى منصات التتويج.
ويضع هذا الموقف اتحاد كرة القدم أمام اختبار حقيقي، فهو بين خيارين، إما قبول اعتذار الهلال وتطبيق اللائحة، وهو ما قد يفتح الباب أمام أندية أخرى للاعتذار في المستقبل، أو رفض الاعتذار والدخول في مواجهة مع أحد أكبر أندية المملكة.
ويترقب جمهور كرة القدم السعودية الآن ما ستسفر عنه هذه الأزمة، التي لم تعد مجرد اعتذار عن بطولة، بل أصبحت قضية رأي عام، تعكس حجم الضغوط التي يتعرض لها اللاعبون، وأهمية الموازنة بين المشاركات الدولية والمحلية.
في المحصلة النهائية، لم تعد بطولة كأس السوبر مجرد بطولة تنشيطية، بل أصبحت اليوم في قلب عاصفة من القرارات والترقب، لتبقى الأيام القليلة المقبلة كفيلة بكشف هوية الفريق الرابع الذي سيشارك في البطولة، والفصل الأخير من هذه القصة المثيرة.