رونالدو يلوّح بالرحيل من النصر.

رونالدو يلوّح بالرحيل من النصر: شروط صارمة للتجديد ومطالبات بتغيير شامل داخل الفريق

كتب بواسطة: تميم بدر |

في تطور جديد يعكس توتر العلاقة بين نجم الكرة البرتغالي كريستيانو رونالدو وإدارة نادي النصر السعودي، أفادت تقارير صحفية موثوقة بأن اللاعب هدد بالرحيل عن صفوف "العالمي" في حال لم يتم تنفيذ مجموعة من الشروط التي وضعها بنفسه لتجديد عقده، وسط حالة من القلق المتزايد لدى الجماهير حول مستقبل أحد أبرز نجوم الفريق في العصر الحديث.

والأنباء التي نقلها الصحفي البرتغالي برونو أندرادي، أكدت أن رونالدو، البالغ من العمر 39 عامًا، لن يقدم على خطوة تجديد عقده مع نادي النصر، ما لم يحصل على ضمانات واضحة من إدارة النادي تتعلق برفع جودة الفريق، وتعزيز صفوفه بعدد من اللاعبين القادرين على المنافسة، إضافة إلى التعاقد مع جهاز فني جديد يحقق تطلعات النجم البرتغالي في المنافسة على جميع البطولات.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب الخروج المرير لفريق النصر من نصف نهائي دوري أبطال آسيا أمام فريق كاواساكي فرونتال الياباني، وهي الخسارة التي فجّرت موجة من الغضب بين جماهير النادي، التي كانت تعلق آمالًا كبيرة على تحقيق اللقب القاري، خاصة في ظل التعاقدات الكبيرة التي أبرمها الفريق خلال الموسمين الماضيين، وفي مقدمتها صفقة التعاقد مع كريستيانو رونالدو في نهاية عام 2022.

ويبدو أن هذه الهزيمة لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل كشفت، من وجهة نظر رونالدو، عن هشاشة المنظومة الفنية للفريق، وافتقاره لعناصر الحسم في المواجهات الكبرى، وهو ما دفعه إلى اتخاذ موقف حازم تجاه مستقبله مع النادي، وإرسال رسالة واضحة مفادها: "إما التغيير أو الرحيل".

ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن رونالدو أبدى تحفظًا كبيرًا على استمرار المدرب الحالي ستيفانو بيولي في قيادة الفريق الموسم المقبل، مشيرًا إلى أنه لا يشعر بالاقتناع الكامل بأسلوبه التدريبي أو قدرته على إعادة النصر إلى منصات التتويج، سواء محليًا أو قاريًا، وكان بيولي قد تولى تدريب الفريق خلفًا للمدرب السابق لويس كاسترو، في محاولة لإعادة ترتيب الأوراق، إلا أن نتائج الفريق تحت قيادته لم ترقَ إلى مستوى التطلعات، خصوصًا في المنافسات الخارجية، ما عزز من حالة الشك في جدوى استمرار الجهاز الفني الحالي.

ويؤمن رونالدو، بحسب المقربين، أن بقاء بيولي يعني الاستمرار في الدائرة ذاتها من الإخفاقات، وأن التغيير في الجهاز الفني أصبح ضرورة لا تقبل التأجيل، بل تمثل شرطًا رئيسيًا في قراره بشأن البقاء أو الرحيل، ولم يُعرف عن كريستيانو رونالدو على مدار مسيرته الطويلة تقديم تنازلات في مسيرته الاحترافية، فقد اعتاد أن يكون جزءًا من فرق تنافس على البطولات، وهو ما جعله يضع شروطًا صارمة أمام إدارة النصر، وعلى رأسها:

تعزيز صفوف الفريق بلاعبين من الطراز العالي في جميع الخطوط، وخاصة في مراكز الدفاع والوسط، وإجراء تغييرات جذرية على الجهاز الفني، واستقدام مدرب يمتلك رؤية واضحة وشخصية قيادية قادرة على فرض الانضباط وتحقيق النتائج، ووضع خطة رياضية متكاملة تضمن للنادي المنافسة على البطولات المحلية والقارية، لا سيما دوري أبطال آسيا، وكأس العالم للأندية التي يتطلع النصر للمشاركة فيها مستقبلًا.

ومن جانبها، تتابع جماهير النصر التطورات بقلق بالغ، حيث يشكل كريستيانو رونالدو حجر الزاوية في المشروع الرياضي للنادي، سواء من الناحية الفنية أو التجارية، وكان حضوره قد ساهم في رفع أسهم الفريق عالميًا، وزاد من نسبة المتابعة والإيرادات والرعاية، ويرى البعض أن مطالب رونالدو مشروعة وتأتي من حرصه على النجاح، وأنه لم يأتِ إلى الرياض من أجل الترفيه، بل لتحقيق البطولات، وبينما يخشى آخرون من أن تتحول هذه المطالب إلى بداية نهاية العلاقة بين اللاعب والنادي، خاصة إذا لم تتمكن الإدارة من تلبية تلك الشروط خلال فترة زمنية قصيرة.

وفي ظل هذا المشهد المعقد، تلوذ إدارة النصر بالصمت الرسمي، دون أن تُصدر أي بيان بشأن مستقبل النجم البرتغالي، أو الخطوات المقبلة في ملف الجهاز الفني، إلا أن مصادر مقربة تشير إلى أن الإدارة لا ترغب في خسارة رونالدو، وتعمل بهدوء خلف الكواليس لإقناعه بالبقاء عبر التفاوض على تعزيزات مرتقبة في صفوف الفريق، ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة حراكًا نشطًا داخل أروقة النادي، سواء على صعيد التعاقدات أو ملف التدريب، في محاولة لإعادة ترتيب البيت النصراوي، وضمان استمرار قائد المشروع الرياضي الأكبر في تاريخ النادي.

وبين مطرقة الطموح وسندان الواقع، يقف نادي النصر أمام مفترق طرق حاسم في تاريخه الحديث، فالمسألة لم تعد فقط تجديد عقد لاعب، بل تتعلق بمستقبل مشروع رياضي ضخم، بدأ بجلب واحد من أعظم نجوم الكرة على مر العصور، والسؤال الآن: هل تفي الإدارة بوعودها وتحافظ على نجمها الأول؟ أم يكون صيف 2025 موعدًا لفصل جديد في مسيرة كريستيانو رونالدو خارج أسوار "العالمي"؟