أعلن نادي النصر السعودي رسميًا عن رحيل مهاجمه الكولومبي جون دوران إلى صفوف فنربخشه التركي، في صفقة إعارة تمتد لموسم واحد، ليغادر اللاعب الفريق بعد فترة قصيرة لم تشهد التتويج بأي لقب محلي أو قاري، رغم قيمة الصفقة العالية التي دفعتها إدارة النادي مطلع هذا العام.
وبحسب ما كشفه الصحفي الإيطالي المتخصص في سوق الانتقالات فابريزيو رومانو، فإن الصفقة بين النصر وفنربخشه قد أُنجزت بشكل كامل، حيث تم الاتفاق على انتقال اللاعب الكولومبي بنظام الإعارة، دون تضمين بند خيار الشراء، على أن يعود إلى صفوف النصر بعد انتهاء الموسم الجديد في تركيا.
إقرأ ايضاً:وسط تحذيرات من تدني الرؤية حتى المساء .. تقلبات جوية مفاجئة تجتاح 11 منطقة في السعوديةوداعاً للإجراءات المعقدة.. "مساند" تطلق خدمة إلكترونية جديدة "لنقل خدمات" العمالة المنزلية
وكان دوران قد انضم إلى نادي النصر خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية قادمًا من أستون فيلا الإنجليزي، في صفقة أثارت اهتمامًا إعلاميًا واسعًا بعد أن دفعت إدارة النادي ما يقارب 90 مليون يورو للحصول على خدماته، ما جعله أحد أغلى اللاعبين في تاريخ الدوري السعودي.
ورغم الضجة الكبيرة التي صاحبت وصوله إلى العاصمة الرياض، إلا أن مسيرة دوران مع النصر لم تكن على قدر التوقعات، حيث لم يتمكن من حجز مكان دائم في التشكيلة الأساسية، وواجه منافسة شرسة مع عدد من النجوم في الخط الأمامي، مما أدى إلى تراجع مشاركاته تدريجيًا.
وغادر اللاعب دون أن يتمكن من تحقيق أي لقب مع الفريق، حيث اكتفى النصر بالمنافسة دون تتويج خلال النصف الثاني من الموسم، وهو ما زاد من الضغوط على إدارة النادي التي قررت لاحقًا إعادة تقييم ملف الأجانب، واتخاذ قرارات جوهرية في إطار التحضير للموسم المقبل.
وتشير مصادر قريبة من إدارة النصر إلى أن خطوة الإعارة تهدف بالأساس إلى منح اللاعب فرصة لاستعادة مستواه الفني والبدني بعيدًا عن ضغوط المنافسة في الدوري السعودي، إضافة إلى فتح المجال أمام تحركات جديدة على صعيد التعاقدات الأجنبية خلال الصيف الجاري.
ويُعد انتقال دوران إلى فنربخشه فرصة مهمة بالنسبة للاعب البالغ من العمر 20 عامًا، حيث سينضم إلى أحد أكبر أندية الدوري التركي، وهو ما قد يساعده على تطوير مستواه في بيئة تنافسية قوية، بعد تجربة متذبذبة في الدوري السعودي لم تدم سوى بضعة أشهر.
ومن جانبها، لم تصدر إدارة النصر بيانًا تفصيليًا يشرح أسباب الإعارة، مكتفية بتأكيد مغادرة اللاعب على سبيل الإعارة لمدة موسم، على أن يتم تقييم مستقبله مع الفريق عقب انتهاء الفترة المحددة، فيما أشارت تقارير صحفية إلى أن النادي السعودي سيتحمل جزءًا من راتب اللاعب خلال فترة الإعارة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه النصر إعادة هيكلة فنية، بعد موسم خرج فيه الفريق من البطولات دون ألقاب، رغم امتلاكه أحد أقوى خطوط الهجوم في الدوري، مما دفع الإدارة إلى إجراء مراجعة شاملة لعقود بعض اللاعبين الأجانب، وتحديد مصيرهم قبل انطلاق الموسم الجديد.
ويُعد دوران أحد أبرز المواهب الكولومبية الصاعدة، حيث لفت الأنظار خلال تجربته في إنجلترا مع أستون فيلا، قبل أن ينتقل إلى الدوري السعودي وسط آمال كبيرة بأن يكون عنصرًا حاسمًا في خط هجوم النصر، إلا أن افتقاده للاستمرارية حال دون تحقيق تلك التطلعات.
وتفتح إعارة دوران الباب أمام احتمالات متعددة بشأن مستقبله، إذ قد يشكل تألقه في فنربخشه ورقة ضغط لإعادته أساسيًا في صفوف النصر لاحقًا، أو قد يكون تمهيدًا لخروجه النهائي في حال عدم اقتناع الجهاز الفني بمردوده الفني في الموسم القادم.
ويرى بعض المتابعين أن توقيت الصفقة قد يرتبط بتحركات النصر نحو تدعيم صفوفه بلاعبين جدد، حيث تشير الأنباء إلى وجود مفاوضات نشطة مع عدد من الأسماء الكبيرة في أوروبا وأمريكا الجنوبية، وهو ما قد يستدعي إخلاء خانة لاعب أجنبي ضمن سقف التسجيل المسموح به.
ورغم رحيله المؤقت، لا يزال دوران يحتفظ بعقد طويل الأمد مع نادي النصر، مما يعكس تمسك النادي باللاعب على المدى البعيد، شريطة أن ينجح في إثبات نفسه في الملاعب التركية، خاصة وأنه لم يتجاوز بعد مرحلة التكوين الكروي، ولا يزال في بداية مشواره الاحترافي.
وتنتظر جماهير النصر ما ستسفر عنه الأيام المقبلة، خاصة أن صيف الانتقالات لا يزال في بدايته، وقد يشهد تحركات متسارعة لتجديد دماء الفريق، والتوقيع مع لاعبين قادرين على إحداث الفارق، وذلك في ظل سعي الفريق للعودة إلى منصات التتويج المحلية والقارية.
ويعكس الرحيل المؤقت لدوران واقع الضغوط التي يعيشها اللاعب الأجنبي في الدوري السعودي، حيث لا تكفي المهارة وحدها، بل تتطلب التجربة تأقلمًا سريعًا مع النسق التكتيكي والبدني للدوري، وهو ما فشل فيه أكثر من لاعب خلال الموسم المنصرم رغم قيمتهم السوقية العالية.
ويأمل جمهور النصر في أن تحمل الأيام القادمة أخبارًا أفضل للفريق، سواء من حيث التعاقدات أو الاستقرار الفني، بعد موسم كانت فيه الآمال مرتفعة والطموحات كبيرة، لكن النتائج لم تكن على مستوى التوقعات، مما وضع النادي أمام تحديات تتطلب قرارات حاسمة وإصلاحات سريعة.