السفر السعودي

حقائب مجهزة للإلغاء.. السعوديون يسافرون بقلق ويشترطون استرداد أموالهم قبل الإقلاع

كتب بواسطة: محمد اسعد |

في ظل أجواء إقليمية متوترة وتصاعد المخاوف من انفجار محتمل في منطقة الشرق الأوسط، يشهد موسم السفر لصيف 2025 تحولًا واضحًا في أولويات السعوديين، الذين باتوا يفضلون الحجوزات القابلة للاسترداد على أي مزايا أخرى.

هذا التوجه يعكس ارتفاعًا ملحوظًا في الحذر الجماعي، مدفوعًا بتصاعد الأزمة بين إيران وإسرائيل، التي ألقت بظلالها ليس فقط على السياسات والحدود، بل وصلت أيضًا إلى خيارات الأفراد ومساراتهم السياحية.
إقرأ ايضاً:صراع الكبار يتجه إلى هونغ كونغ.. قرعة كأس السوبر السعودي 2025 تُكشف في هذا الموعدفي هذا الموعد.."المرور" يفتح مزاد الأرقام المميزة ويدعو الجميع للتميز

شركات السفر السعودية أكدت أن أغلب المسافرين باتوا يضعون بند الاسترداد المالي على رأس أولوياتهم عند التخطيط لأي رحلة، ووفقًا لما صرّح به خالد العتيبي، مدير العمليات في شركة "الواحة للسفر والسياحة" بالرياض، فإن الزبائن لم يعودوا مهتمين في البداية بمستوى الفنادق أو درجة الرحلة الجوية، بل يسألون أولًا عن المرونة في الإلغاء واسترداد الأموال، في إشارة إلى التحول في ثقافة السفر من الترفيه إلى الأمان المالي والاطمئنان الشخصي.

منصات الحجز الإلكتروني كانت شاهدًا مباشرًا على هذا التغير؛ فقد سجلت ارتفاعًا بنسبة 38% في معدلات البحث عن الحجوزات المرنة مقارنة بصيف العام الماضي، كما شهدت زيادة لافتة في الإقبال على تأمينات السفر التي تشمل إلغاء الرحلات والتعامل مع حالات الطوارئ، هذه المؤشرات الرقمية تؤكد أن القلق من الأحداث الجيوسياسية لم يعد حكرًا على المؤسسات الكبرى، بل أصبح جزءًا من حسابات المواطن البسيط.

الطلب السعودي بات يتجه تحديدًا نحو الدول التي تقدم أعلى قدر من المرونة، حيث أشار أحمد الغامدي، مدير التسويق الإقليمي لإحدى وكالات السفر الخليجية، إلى أن وجهات مثل تركيا، جورجيا، وماليزيا أصبحت أكثر جاذبية من غيرها بسبب سياساتها التسهيلية، مما ساهم في تغيير خارطة السفر الصيفية بشكل غير مسبوق.

وبدورها، استجابت شركات الطيران والفنادق لهذا الواقع الجديد. فتم تعديل السياسات الترويجية لتشمل خيارات استرداد مرن أو تغيير مجاني للمواعيد دون غرامات، في محاولة لاستعادة ثقة العملاء وكسب السوق الذي يعيش حالة تردد كبيرة.

الخبراء يتوقعون أن يظل هذا النمط قائمًا حتى نهاية موسم الصيف، لا سيما في ظل عدم وضوح الرؤية السياسية في المنطقة، السعوديون باتوا يبحثون عن الاستقرار قبل المتعة، ويفضلون الوجهات التي تقدم ضمانات مالية حقيقية يمكن الرجوع إليها في حال طرأت مستجدات، سواء أمنية أو سياسية.

ولعل ما يُميز هذا الموسم هو أن خيارات السفر لم تعد تُبنى على العروض المغرية أو التسهيلات الترفيهية، بل على عوامل مثل التغطية التأمينية، سياسة الإلغاء، وسرعة استرداد المبالغ، مما يعني أن شركات السفر والفنادق باتت مطالبة بإعادة هيكلة سياساتها لتواكب هذا التحول النفسي في سلوك العملاء.

بذلك، يبرز موسم صيف 2025 كساحة اختبار حقيقية لقطاع السفر والسياحة في المملكة، وسط ظروف متقلبة تدفع السعوديين نحو الحذر والواقعية، وقد يكون هذا التحول مؤقتًا أو بداية لثقافة سفر جديدة تستمر حتى في أوقات الاستقرار، حيث يصبح الأمان المالي والمرونة جزءًا لا يتجزأ من التجربة السياحية المنشودة.