السعودية الرقمية

تحالف العقول الذكية.. شراكة سعودية أمريكية تُشعل سباق الذكاء الأخلاقي نحو 2030

كتب بواسطة: محمد مكاوي |

في خطوة استراتيجية تُجسد تطلع السعودية نحو المستقبل الرقمي، أعلنت مجموعة "قو" للإتصالات عن شراكة رسمية مع منظمة "AI 2030" العالمية غير الربحية، التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرًا لها.

هذه الاتفاقية التي تم توقيعها بين الدكتور صالح بن خلف الحارثي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في "قو"، والسيد شياوشن تشانغ، المدير التنفيذي لمنظمة "AI 2030"، تُعد تدشينًا لفرع المنظمة في المملكة، في لحظة تعكس التزامًا واضحًا بتبني الذكاء الاصطناعي المسؤول والمستدام على المستوى الوطني.
إقرأ ايضاً:بدون ميتروفيتش.. هل يلجأ إنزاغي لخطة "انتحارية" لإحراج ريال مدريد في أولى مبارياته؟الهلال لا يتوقف.. صفقة من العيار الثقيل في الطريق لضمان الهيمنة الآسيوية واستقطاب نجوم العالم

تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع توجه عالمي متزايد لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن إطار أخلاقي يضمن الشمول والاستدامة، وهو ما تسعى منظمة "AI 2030" إلى تحقيقه من خلال بناء شبكة دولية تضم أكثر من 3000 عضو من خبراء وأكاديميين ورواد أعمال ومهنيين ومهندسين ومختصين في الأخلاقيات.

هذه المنظومة العالمية لا تركز فقط على البحث والتطوير، بل تسعى لصياغة معايير واضحة تحقق الأمان والعدالة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.

الرؤية السعودية للذكاء الاصطناعي تتقاطع بوضوح مع أهداف المنظمة، وقد عبّر الرئيس التنفيذي لمجموعة "قو"، يحيى بن صالح آل منصور، عن التزام المجموعة بدعم هذه الأهداف من خلال مجموعة من المبادرات النوعية.

من أبرزها برنامج القادة المعتمدين في الذكاء الاصطناعي المسؤول، وتأسيس مجموعة عمل متخصصة تحمل اسم "الذكاء الاصطناعي المسؤول السعودية"، بالإضافة إلى استضافة النسخة القادمة من مؤتمر "AI 2030" في المملكة عام 2026، وهي الفعالية التي يُنتظر أن تكون محطة فارقة في مسار الذكاء الاصطناعي بالمنطقة.

الشراكة بين "قو" و"AI 2030" ليست مجرد إعلان رمزي، بل هي خطوة عملية تهدف إلى بناء الكفاءات السعودية في هذا المجال الحيوي، وتمكين الجيل الجديد من الخبراء والمهنيين لتبني وتطوير حلول ذكاء اصطناعي ترتكز على الأخلاقيات والمسؤولية، فهذه الشراكة تمهد الطريق لنقل المعرفة والخبرة العالمية إلى الداخل السعودي، وتعزز من تنافسية المملكة في مشهد الذكاء الاصطناعي الدولي.

من جهته، أكد السيد شياوشن تشانغ أن هذه الشراكة تُعد لحظة مفصلية للمنطقة، مشيرًا إلى أن "العمل مع مجموعة مثل قو يعكس رغبة حقيقية في تأسيس بيئة ذكاء اصطناعي ذات بعد أخلاقي وإنساني"، وأضاف أن هذه المبادرة تعزز من مكانة السعودية كمركز استراتيجي للابتكار في الذكاء الاصطناعي، وتُسهم في وضع معايير جديدة لتطبيقات الذكاء في المنطقة والعالم.

تأسيس فرع "AI 2030" في السعودية يفتح أبوابًا جديدة للتعاون الإقليمي والدولي، ويُعزز من دور المملكة كمساهم رئيسي في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي، فالعمل مع منظمة لها امتداد عالمي وشبكة من الخبراء يتيح تبادل الخبرات وابتكار حلول محلية بطابع عالمي، ويمنح المملكة فرصة لتصدير نموذج فريد في الاستخدام الأخلاقي للتقنيات الحديثة.

كما يُتوقع أن تسهم هذه الشراكة في تشجيع القطاعين العام والخاص داخل المملكة على الاستثمار في مشاريع الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجالات الصحة، والتعليم، والنقل، والخدمات الحكومية، مما يدفع بعجلة التحول الرقمي إلى مستويات جديدة، وبذلك، لا تقتصر المكاسب على الجانب التقني، بل تمتد لتشمل الاقتصاد والتنمية البشرية والريادة الدولية.

في نهاية المطاف، ترسخ هذه الخطوة موقع السعودية على خارطة الابتكار العالمي، وتُكرّس شراكتها مع منظمة "AI 2030" كأحد أعمدة توجهها نحو أن تكون رائدة في الذكاء الاصطناعي المسؤول، فبينما تتسابق الدول على التقدم التقني، تؤكد المملكة أن الابتكار الحقيقي لا يكون إلا عندما يُبنى على أسس أخلاقية وإنسانية.