النفط ينخفض قبل اجتماع أوبك

النفط ينخفض تحت وطأة ترقب قرارات أوبك+ المرتقبة

كتب بواسطة: محمد وزان |

واجهت أسواق النفط العالمية ضغوطاً هبوطية متزايدة خلال تعاملات الثلاثاء، حيث تراجعت الأسعار وسط ترقب شديد من المستثمرين والمحللين حول الاجتماع المرتقب لتحالف أوبك+ والذي قد يسفر عن إعلان زيادة جديدة في إنتاج الخام، وتأتي هذه التطورات في ظل تحركات استراتيجية معقدة من قبل الدول المنتجة للنفط التي تسعى لموازنة أهدافها الاقتصادية مع متطلبات السوق العالمية، مما يضع المتداولين في حالة ترقب حذر قبل صدور القرارات النهائية من التحالف النفطي الأقوى في العالم.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت تراجعاً بنسبة 0.19 بالمئة لتستقر عند 64.62 دولاراً للبرميل الواحد، فيما شهد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضاً أكثر حدة بلغ 0.24 بالمئة ليصل إلى 61.38 دولاراً للبرميل، وتعكس هذه الأرقام حالة عدم اليقين التي تسود الأسواق حيال مستقبل الإمدادات النفطية، خاصة مع تضارب التوقعات حول حجم الزيادة المحتملة في الإنتاج والتي قد تؤثر بشكل مباشر على التوازن بين العرض والطلب في الأسواق العالمية.

وكشفت مصادر مطلعة من داخل تحالف أوبك+ لوكالة رويترز عن تفاصيل مهمة حول الاجتماع المرتقب، حيث أفادت ثلاثة مصادر بأن ثماني دول من التحالف التي التزمت سابقاً بتخفيضات طوعية إضافية في إنتاج النفط ستعقد اجتماعاً حاسماً يوم 31 مايو، أي قبل يوم واحد من الموعد المحدد مسبقاً للاجتماع الرسمي، ويأتي هذا التوقيت المبكر ليؤكد أهمية القرارات المرتقبة وحساسية الموقف الحالي في أسواق الطاقة العالمية، حيث تسعى الدول المنتجة لاتخاذ قرارات متوازنة تحقق مصالحها دون الإضرار باستقرار الأسعار.

وتشير التوقعات الأولية إلى أن الاجتماع المرتقب سيحدد مستويات الإنتاج لشهر يوليو المقبل، والذي من المرجح أن يشهد زيادة إضافية في الإنتاج تقدر بحوالي 411 ألف برميل يومياً وفقاً لما أفادت به مصادر سابقة لوكالة رويترز، وتأتي هذه الزيادة المحتملة في إطار استراتيجية تدريجية يتبعها التحالف لإعادة النفط المحتجز إلى الأسواق، خاصة بعد أن وافق أوبك+ خلال الشهر الجاري على تسريع زيادات إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي في يونيو، مما يعكس ثقة التحالف في قدرة الأسواق على امتصاص هذه الكميات الإضافية دون انهيار كبير في الأسعار.

وتبقى الأيام المقبلة محورية في تحديد مسار أسعار النفط على المدى المتوسط، حيث ستعتمد ردود فعل الأسواق على طبيعة القرارات النهائية لأوبك+ ومدى تماشيها مع التوقعات الحالية، ويراقب المحللون عن كثب مؤشرات الطلب العالمي على الطاقة ومعدلات التعافي الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى، بينما تظل التطورات الجيوسياسية والتجارية عاملاً إضافياً قد يؤثر على استقرار الأسعار، وفي هذا السياق يتوقع الخبراء أن تحافظ أسعار النفط على تقلباتها المحدودة في المدى القريب مع ميل نحو الاستقرار النسبي في حال نجح أوبك+ في إدارة الزيادات بشكل متدرج ومدروس.