نادي الهلال السعودي.

"نادي الهلال" يعتذر عن "السوبر".. هل "إرهاق المونديال" هو السبب "الحقيقي" أم أن هناك كواليس أخرى؟

كتب بواسطة: حكيم حميد |

أثار قرار نادي الهلال بالانسحاب من بطولة كأس السوبر السعودي 2025 حالة من الجدل داخل الوسط الرياضي المحلي، وذلك بعدما أعلن النادي رسميًا اعتذاره عن خوض المنافسات المقررة في شهر أغسطس المقبل، في خطوة غير معتادة لفريق من الوزن الثقيل على خارطة كرة القدم السعودية والآسيوية.

وجاء انسحاب الهلال بعد أيام قليلة من عودته من المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية، والتي خاض فيها مباريات قوية ووصل إلى الدور ربع النهائي، وهو ما وصفه النادي بأنه كان مجهودًا شاقًا تسبب في إرهاق كبير للاعبين وأثر على جاهزيتهم البدنية والنفسية.

إقرأ ايضاً:

"الأمن البيئي" يؤكد: "الرعي ممنوع" في محمية الملك عبدالعزيز.. وهذا مصير المخالفين"إدارة المرور" توضح: الخطر ليس فقط في "استخدام الجوال".. وهذه هي "المشتتات الخفية"

وأعلن الهلال، من خلال خطاب رسمي وُجّه إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم، عن عدم قدرته على المشاركة في نسخة هذا العام من بطولة السوبر، معللًا ذلك بحاجة الفريق إلى فترات راحة واستشفاء بعد موسم مزدحم بالبطولات المحلية والدولية، مما فرض ضغطًا بدنيًا غير مسبوق على اللاعبين.

ومن جهته، أكدت إدارة الإعلام في الاتحاد السعودي لكرة القدم تسلمها الخطاب الرسمي من إدارة نادي الهلال، موضحة أن الوثيقة ستُحال إلى اللجان المختصة داخل الاتحاد للنظر في محتواها واتخاذ ما يلزم وفق اللوائح المنظمة للبطولة، دون أن تُفصح عن موقف فوري تجاه القرار المفاجئ.

وكان من المقرر أن يشارك الهلال إلى جانب أندية النصر، الاتحاد، والقادسية في بطولة السوبر المقبلة، والتي تُعد واحدة من أبرز البطولات قصيرة المدى في الموسم، وتحظى بمتابعة جماهيرية واسعة داخل وخارج المملكة نظرًا لقوة الفرق المشاركة فيها.

وبحسب النظام المعتمد، فإن اعتذار أحد الفرق المؤهلة للمشاركة في كأس السوبر يفتح المجال تلقائيًا لأقرب نادٍ في الترتيب العام للدوري السعودي للمحترفين، وهو ما ينطبق على النادي الأهلي الذي سيحل بديلًا للهلال في منافسات البطولة المنتظرة.

ويأتي تأهل الأهلي على خلفية احتلاله مركزًا يؤهله مباشرة للمشاركة بعد انسحاب أحد الفرق الأربعة الأولى، علمًا بأن القواعد التنظيمية للبطولة تُلزم الأندية بالمشاركة حال تأهلها الرسمي، ما لم يكن هناك ظرف طارئ معترف به من قبل اللجان المنظمة.

ورغم أن القرار لا يزال في طور الدراسة من جانب الاتحاد السعودي، إلا أن مصادر مطلعة أشارت إلى أن هناك توجهًا داخل اللجان المختصة لإحالة الواقعة إلى الجهات القضائية الرياضية المختصة، وذلك لدراسة ملابسات الاعتذار المفاجئ وما إذا كان يتوافق مع اللوائح المعتمدة.

ويُحتمل في حال ثبوت مخالفة الهلال للائحة المنظمة أن يُحرم النادي من المشاركة في نسختين متتاليتين من البطولة، إضافة إلى توقيع غرامات مالية أو إجراءات تأديبية أخرى، وفق ما تنص عليه الأنظمة الداخلية المعتمدة في مسابقات الاتحاد السعودي لكرة القدم.

ويعد الهلال من أنجح الأندية السعودية في تاريخ بطولة السوبر، حيث سبق له التتويج بها في أكثر من مناسبة، ما يجعل قراره بالانسحاب حدثًا لافتًا واستثنائيًا في سجل مشاركاته القاري والمحلي، ويفتح الباب لتساؤلات عدة حول الأسباب الحقيقية وراء هذا القرار.

كما أبدى عدد من النقاد والمحللين الرياضيين استغرابهم من توقيت القرار، خاصة وأن الفترة المتبقية حتى انطلاق البطولة تتجاوز الشهر، ما قد يمنح الجهاز الفني للفريق وقتًا كافيًا لإعادة تأهيل اللاعبين وتجهيزهم للمشاركة دون الإضرار بجاهزيتهم أو سلامتهم.

وربط البعض بين ضغط المباريات التي خاضها الفريق في الأشهر الأخيرة وبين الرغبة في تفادي خوض المزيد من المنافسات في فترة الإعداد للموسم الجديد، خاصة وأن الهلال مقبل على موسم مزدحم بالاستحقاقات المحلية والقارية، وهو ما قد يكون دافعًا لاتخاذ هذه الخطوة.

ورغم التبرير الفني الذي قدمته إدارة النادي، إلا أن الأوساط الجماهيرية انقسمت بين مؤيد للقرار باعتباره يُراعي مصلحة اللاعبين، وبين من اعتبره تخليًا عن واجب المنافسة، خصوصًا في بطولة تحمل قيمة معنوية كبيرة للجماهير وتُعد محطة مهمة قبل انطلاق الموسم الجديد.

وتُعد بطولة السوبر السعودي واحدة من البطولات المستحدثة بصيغتها الجديدة، حيث تضم أربعة فرق وفق نظام نصف نهائي ونهائي، وقد حظيت في السنوات الأخيرة بزخم إعلامي كبير واهتمام جماهيري متزايد، مما ضاعف من أهمية المشاركة فيها لكل الفرق المتأهلة.

كما يُنظر إلى البطولة على أنها فرصة لتعزيز الحالة الفنية للفرق قبل انطلاق دوري روشن للمحترفين، حيث تسمح للمدربين باختبار عناصرهم الأساسية والوقوف على مستويات الجاهزية الفنية والبدنية في أجواء تنافسية حقيقية، ما يجعلها أقرب إلى بروفة رسمية للموسم الكروي الجديد.

ويبقى القرار النهائي حاليًا بيد الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي أكد التزامه التام بتطبيق اللوائح والأنظمة بكل حيادية، مشيرًا إلى أن كل نادٍ يتحمل تبعات قراراته وفق ما تقرره اللجان المختصة، التي ستنظر في القضية خلال الأيام القليلة المقبلة.

وفي انتظار نتائج التحقيقات ومداولات اللجان القانونية، يبقى جمهور الهلال وبقية المتابعين في حالة ترقب لما ستؤول إليه هذه القضية، التي قد تُحدث سابقة تنظيمية جديدة في تاريخ البطولة، وتفتح المجال أمام مزيد من التدقيق في التزامات الأندية تجاه البطولات المحلية.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار