الرياض تستضيف قمة سعودية تركية

اجتماع تاريخي: هل تدفع قمة الرياض العلاقات السعودية التركية إلى مستوى جديد؟

كتب بواسطة: ليلى حمادة |

في خطوة جديدة تعكس تطور العلاقات الثنائية، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره التركي هاكان فيدان، مستجدات الأوضاع الإقليمية وسبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين، وجاء اللقاء اليوم الأحد في العاصمة السعودية الرياض، حيث ترأس الوزيران الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي التركي الذي يمثل منصة استراتيجية لدفع العلاقات نحو مزيد من التكامل.

وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال كلمته في افتتاح الاجتماع، أن المجلس التنسيقي يعكس إرادة القيادة السياسية في كلا البلدين والمتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نحو تطوير العلاقات بما يتماشى مع تطلعات الشعبين، وشدد على أن لجان المجلس تتيح هيكلة فعالة للتعاون وتوفر إطارًا مؤسسيًا يُمكّن من متابعة الملفات الثنائية بمرونة وكفاءة عالية.

ويأتي هذا الاجتماع في ظل تحولات إقليمية متسارعة، حيث يُنظر إلى التعاون السعودي التركي كعامل استقرار في المنطقة، ويُعد المجلس التنسيقي الذي أُسس عام 2016 أحد أبرز أدوات الدبلوماسية الثنائية، إذ يجمع بين وزارتي الخارجية ويغطي طيفًا واسعًا من الشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، كما أنه يوفر آلية للتشاور المستمر ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات والمشاريع المشتركة.

ويضم المجلس خمس لجان فرعية تُعنى بملفات رئيسية، أبرزها الشؤون السياسية والعسكرية، والتنمية الاجتماعية والصحية، إلى جانب لجنة مختصة بالتجارة والاستثمار والبنية التحتية، حيث تُشارك فيها الجهات المختصة من الجانبين لتنسيق الجهود وتعزيز مستوى التعاون في المجالات الحيوية، وقد انعقد الاجتماع الأول لهذا المجلس في العاصمة أنقرة خلال فبراير من عام 2017، وهو ما يؤكد الاستمرارية والتزام الطرفين بتعميق الشراكة.

وتُعد هذه الجولة من الاجتماعات استكمالًا لمسار دبلوماسي نشط بين الرياض وأنقرة، في ظل مساعي الطرفين لتقوية العلاقات بعد فترة من التوترات السابقة، كما تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في الأزمات الجيوسياسية، ما يجعل التنسيق السعودي التركي ركيزة مهمة في إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والطاقة والاستثمار.