حج 1446

رئاسة الشؤون الدينية تطلق برنامجًا يعيد تعريف التوجيه الميداني بالحج 1446 هـ

كتب بواسطة: حكيم حميد |

في إطار الاستعدادات الميدانية المكثفة لاستقبال موسم حج عام 1446هـ، أعلنت رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي عن إطلاق مبادرة نوعية تحمل عنوان "إثراء المسار الميداني"، وذلك ضمن خطتها التشغيلية المتكاملة، بهدف تعزيز تجربة ضيوف الرحمن عبر سلسلة من البرامج الإرشادية والتوعوية والدينية التي تنفذ على أرض الواقع بمهنية عالية وباستخدام أحدث التقنيات.

وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم خدمات دينية ومعرفية متكاملة وشاملة للحجاج بلغات متعددة، في مسعى لتجسيد رسالة الحج الوسطية والرحيمة، وتوصيل مفاهيم الإسلام المعتدل إلى شعوب العالم كافة، من خلال جهود توعوية مباشرة ميدانيًّا، وعبر أدوات رقمية متقدمة تسهم في كسر الحواجز الجغرافية واللغوية والزمنية.

وأوضح معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، أن المبادرة تأتي في سياق دعم وتطوير العمل الميداني الإثرائي للمنظومة الدينية، تحقيقًا لرؤية المملكة 2030 في محورها المتعلق بخدمة ضيوف الرحمن، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يعكس حرص القيادة الرشيدة -حفظها الله- على تهيئة كل السبل التي تعين الحجاج على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، في جو من الطمأنينة والسكينة.

وأكد السديس أن المبادرة تعزز من جودة الخدمات الإثرائية المقدمة، من خلال برامج توجيهية وإرشادية تراعي التنوع الثقافي واللغوي لحجاج بيت الله الحرام، وتسعى لتمكينهم من أداء شعائرهم على بصيرة ووعي، بما يسهم في رفع مستوى الرضا والانطباع الإيجابي لدى ضيوف الرحمن عن مستوى التنظيم والخدمات المقدمة.

وتشتمل المبادرة على تصميم وتفعيل أكثر من 20 مسارًا ميدانيًا متنوعًا، تغطي النواحي التوعوية والرقمية والتقنية والإيمانية، وكل ذلك ضمن إطار تشغيلي مدروس ومتكامل، يُنفذ بلغات متعددة لتلبي احتياجات الحجاج من مختلف الجنسيات والخلفيات الثقافية، وتشمل هذه المسارات: برامج إيمانية ميدانية تُنفذ داخل الحرمين الشريفين، نقاط إرشاد ذكية مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، محتوى رقمي ديني بلغات متعددة يتم بثه عبر الشاشات التفاعلية، فرق ميدانية مدربة تقدم الإرشاد الشرعي والمعلومات التوعوية للحجاج في المواقع الحيوية، وتم تصميم هذه المسارات بعناية لتسهم في تعميق الأبعاد الإيمانية لرحلة الحاج، وإثراء تجربته الروحية والدينية، عبر مزيج من المعرفة التخصصية والخطاب الوسطي المعتدل الذي يعكس روح الإسلام في أبهى صورها.

وفي سعيها لمواكبة التحول الرقمي المتسارع، تعتمد المبادرة على أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات التفاعلية في تقديم المحتوى الإرشادي والديني، مما يتيح الوصول السريع للمعلومات، وتوفير محتوى دقيق وشامل في الوقت الحقيقي للحجاج، بما يتوافق مع مستجدات التقنية في مجالات التوعية الدينية.

وقد تم توظيف عدد من التطبيقات التفاعلية والخرائط الذكية لتيسير تنقل الحجاج داخل الحرم والمشاعر المقدسة، بالإضافة إلى توفير محتوى إرشادي رقمي يتضمن الفتاوى المباشرة، والفيديوهات التوعوية، والأدلة الإرشادية بلغات متعددة.

تعد هذه المبادرة إحدى الأذرع التنفيذية التي تسهم في إيصال رسالة الحج الوسطية والإنسانية إلى شعوب العالم، وتجسد عناية المملكة بتقديم نموذج حضاري رفيع في خدمة الحجيج، يجمع بين التيسير والتوجيه، وبين التقنية والروحانية، في مزيج يعكس القيم الحقيقية للدين الإسلامي، القائم على الرفق والرحمة والتسامح.

كما تسعى المبادرة إلى تحقيق تجربة إيمانية متميزة وفريدة لكل حاج، من خلال تقديم الخدمات الدينية بمستوى رفيع من الجودة، وبما يعزز من مكانة الحرمين الشريفين كمنارة إشعاع علمي وديني للعالم أجمع.

وتُعد مبادرة "إثراء المسار الميداني" ترجمة واقعية لتوجيهات ولاة الأمر -حفظهم الله- في تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، وترسيخ القيم الإسلامية السامية عبر برامج علمية ميدانية مبتكرة تهدف إلى إحداث الأثر العميق في نفوس الحجاج، وترك تجربة لا تُنسى في ذاكرتهم الروحية.