الهلال السعودي

هل يكسر الهلال "عقدة غوارديولا"؟.. "مواجهة نارية" أمام خصم لم تهتز شباكه أمام العرب أبداً

كتب بواسطة: سعد الحكيم |

تتجه أنظار عشاق كرة القدم العالمية فجر الثلاثاء الأول من يوليو إلى ملعب "كامبنغ وورلد" في مدينة أورلاندو الأمريكية، حيث يترقب الجمهور واحدة من أقوى مواجهات الدور ثمن النهائي في بطولة كأس العالم للأندية 2025.

عندما يصطدم نادي الهلال السعودي بنظيره الإنجليزي مانشستر سيتي، في مواجهة نارية تجمع بطل آسيا بعملاق أوروبا، وسط ترقب لما يمكن أن تؤول إليه مجريات اللقاء تحت وقع الحسابات التكتيكية والتاريخ المثير بين المدربين.
إقرأ ايضاً:متحف "تيم لاب" يحتفي بعامه الأول في جدة التاريخية بتجربة فنية متغيرةفرص تتسارع.. نمو هائل لقطاع النقل والخدمات في المدينة المنورة

الهلال الذي يخوض البطولة بثقة وطموح يتسلح بجماهيره وتاريخه، يدرك حجم التحدي المقبل أمام فريق بحجم مانشستر سيتي، بقيادة الإسباني بيب غوارديولا، الذي لا يزال يُشكل عقدة حقيقية أمام الفرق العربية.

ويأمل المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، المدير الفني للهلال، أن يُغير هذه المعادلة ويضع اسمه في خانة من نجحوا في إرباك حسابات غوارديولا، خاصة بعد الأداء الإيجابي الذي قدمه "الزعيم" في دور المجموعات، حين واجه خصومًا من العيار الثقيل.

وتحمل سجلات غوارديولا أمام الأندية العربية تفوقًا كاسحًا، إذ تشير الإحصاءات إلى أن الفرق التي واجهها في النسخ السابقة من البطولة لم تنجح في تسجيل أي هدف في مرماه، مقابل 14 هدفًا استقبلتها شباكها.

بداية هذه السلسلة كانت مع فريق السد القطري الذي خسر برباعية أمام برشلونة في 2011، قبل أن يُكرّر التفوق في 2013 مع بايرن ميونيخ، حيث قاد الفريق البافاري للفوز بهدفين نظيفين على الرجاء المغربي في النهائي. ولم يختلف الحال في نسخة هذا العام،

حيث حقق السيتي فوزًا نظيفًا على الوداد المغربي، قبل أن يُمطر شباك العين الإماراتي بسداسية نظيفة.

في المقابل، يخوض الهلال المواجهة بمعنويات مرتفعة بعد أن قدّم مشوارًا مشرفًا في المجموعة الثامنة.

البداية جاءت بتعادل ثمين أمام ريال مدريد الإسباني، أحد أبرز المرشحين للقب، بهدف لكل فريق، تلاها تعادل سلبي أمام ريد بول سالزبورغ النمساوي، قبل أن يحقق فوزه الأول في البطولة على باتشوكا المكسيكي بهدفين دون رد، ليحصد خمس نقاط مكنته من خطف بطاقة التأهل كثاني المجموعة، خلف الميرينغي المتصدر.

ويدخل الفريق الأزرق المواجهة بثقة مستمدة من تنظيمه الدفاعي المحكم وانضباطه التكتيكي، حيث حافظ على شباكه نظيفة في مباراتين، وظهر بأداء متماسك رغم قوة المنافسين.

كما أن الجهاز الفني يعوّل على قدرة لاعبيه ذوي الخبرة في التعامل مع المباريات الكبرى، بالإضافة إلى تنوع الحلول الهجومية، بقيادة نجم الفريق وهدافه الأبرز، مما يمنح إنزاغي المرونة لتعديل استراتيجياته وفق مجريات اللقاء.

أما مانشستر سيتي، فيدخل اللقاء وهو المرشح الأبرز لعبور هذه المرحلة، بعد تصدره مجموعته السابعة بالعلامة الكاملة، إثر تحقيقه لثلاثة انتصارات مقنعة.

افتتح السيتي مشواره بفوز على الوداد المغربي بهدفين دون رد، ثم سحق العين الإماراتي بنتيجة 6-0، واختتم دور المجموعات بانتصار عريض على يوفنتوس الإيطالي بخمسة أهداف مقابل هدفين، هذه النتائج وضعت الفريق في صدارة مجموعته بتسع نقاط كاملة، ليؤكد أنه قادم إلى البطولة بطموح تحقيق اللقب العالمي.

المواجهة بين الهلال والسيتي لا تقتصر على حسابات فنية، بل تتجاوزها إلى البعد الرمزي، إذ تمثل صراعًا بين كرة القدم الأوروبية التي تمتلك تاريخًا عريقًا وقوة اقتصادية ضخمة، ونظيرتها الآسيوية التي تشهد حاليًا تطورًا نوعيًا من حيث الاستثمار والاحترافية.

وتحظى البطولة هذا العام بمتابعة جماهيرية هائلة نظرًا لتقارب مستوى بعض الفرق، وارتفاع سقف الطموحات لدى ممثلي آسيا وأفريقيا في كسر الهيمنة الأوروبية المعتادة.

ومع اكتمال صفوف الفريقين واستعداداتهما المكثفة، يتوقع المتابعون أن تكون المباراة على صفيح ساخن، وأن تشهد ندية كبيرة، خاصة مع الحضور الجماهيري المتوقع في مدرجات ملعب أورلاندو، الذي بات جاهزًا لاستقبال واحدة من أكثر مباريات البطولة ترقبًا.

ويترقب الهلاليون ما إذا كان فريقهم قادرًا على قلب التوقعات وتحقيق مفاجأة من العيار الثقيل، بإقصاء حامل ثلاثية الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا وكأس الاتحاد الإنجليزي.

الهلال يعلم أن المهمة ليست سهلة، لكنه يدرك في الوقت نفسه أن كرة القدم لا تعترف بالتاريخ وحده، بل بما يُقدَّم داخل المستطيل الأخضر من التزام وروح قتالية، وهو ما يسعى لاعبو الفريق السعودي لترجمته على أرض الملعب، طمعًا في تأهل تاريخي، وربما في إعادة رسم خريطة البطولة لصالح أندية القارة الآسيوية.