إيران، إسرائيل

"المنطقة على المحك".. رسالة سعودية فرنسية إيطالية موحدة: "أوقفوا التصعيد الآن!"

كتب بواسطة: محمد مكاوي |

في خضم تصاعد التوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران، أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سلسلة اتصالات رفيعة المستوى مع قادة دوليين بهدف احتواء التصعيد وتجنب انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع، في هذا الإطار، ناقش الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، تطورات الأوضاع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي تناول بشكل خاص تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية المكالمة جاءت في لحظة شديدة الحساسية، حيث تشهد المنطقة توتراً غير مسبوق بين تل أبيب وطهران، مع مخاوف من أن تتحول المواجهات المحدودة إلى نزاع إقليمي واسع، شدد الزعيمان خلال الاتصال على أهمية ضبط النفس، وضرورة تفعيل القنوات الدبلوماسية لتفادي أي تصعيد قد يجر المنطقة إلى مواجهات لا تُحمد عقباها.

الجانبان أكدا أيضاً على أهمية وحدة المواقف الدولية الداعمة للحلول السياسية، مشيرين إلى أن الحوار والتهدئة يمثلان الخيار الأنجع لضمان استقرار الشرق الأوسط، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تقلبات حادة وصراعات مستمرة الموقف الفرنسي عبّر بوضوح عن قلق باريس من أي انزلاق قد يُخرج الوضع عن السيطرة، وهو ما دفع ماكرون إلى تبني لهجة داعمة للجهود السعودية الرامية إلى تهدئة التوترات، بما يعكس رغبة أوروبية حقيقية في إبقاء باب الحوار مفتوحاً مع جميع الأطراف.
إقرأ ايضاً:عمليات نظافة عملاقة بمكة... والأمانة تكشف التفاصيلتحرك مفاجئ من الأهلي.. بوستيكوجلو يقترب من قيادة الفريق الموسم القادم!

بالتزامن مع هذا الاتصال، تلقى ولي العهد اتصالاً آخر من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أكدت فيه دعمها الكامل لجهود خفض التصعيد في المنطقة، معبرة عن مخاوف روما من تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران وتحوله إلى حرب مفتوحة الاتصال مع ميلوني تطرق أيضاً إلى أهمية العمل الجماعي ضمن الأطر الدولية، وتوحيد الجهود لوقف أي أعمال عسكرية من شأنها تهديد أمن واستقرار الشرق الأوسط، وشدد الطرفان على ضرورة إعطاء الدبلوماسية أولوية قصوى خلال هذه المرحلة.

ميلوني عبّرت عن تقديرها للدور القيادي الذي تلعبه السعودية في تهدئة النزاعات، مؤكدة أن تحركات الرياض تتسم بالاتزان والرغبة الحقيقية في تحقيق الأمن الإقليمي، بعيداً عن الحسابات الضيقة أو الاستقطابات الحادة التواصل السعودي المكثف في هذا التوقيت يعكس تحركاً استباقياً للحد من احتمالية توسع الصراع إلى دول أخرى، خاصة أن الانفجار العسكري بين إسرائيل وإيران قد يشمل مساحات أوسع جغرافياً، تتأثر بها مصالح عدة قوى إقليمية ودولية.

الرياض، التي باتت تلعب دوراً محورياً في الملفات الإقليمية، تسعى جاهدة إلى ترسيخ منطق التهدئة والحلول السلمية، من خلال تحريك المياه الراكدة في قنوات التفاوض، بدلاً من ترك الأمور للغة السلاح والردع الاتصالات السعودية مع باريس وروما تأتي أيضاً في ظل تقارب دبلوماسي ملحوظ بين المملكة والاتحاد الأوروبي، ما يمنح التحركات السعودية وزناً سياسياً إضافياً في طاولة النقاشات العالمية بشأن الشرق الأوسط.

في الوقت الذي تشهد فيه العواصم الكبرى حالة استنفار وتحليل مستمر لتبعات العمليات العسكرية الجارية، تتحرك السعودية بثقة وحذر، مراهنة على دبلوماسيتها المتزنة لتهدئة الوضع، وتفادي أي تصعيد غير محسوب ماكرون وميلوني أعربا عن دعمهما الكامل لدور السعودية في تخفيف التوتر، معتبرين أن نجاح الرياض في هذا المسار قد يفتح آفاقاً جديدة للحوار ويمنع انزلاقاً نحو حرب إقليمية شاملة قد تهدد استقرار الاقتصاد العالمي برمته.

يُذكر أن التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد أهداف إيرانية أثار قلقاً واسعاً لدى المجتمع الدولي، خصوصاً في ظل الغموض المحيط بردود الفعل المتوقعة من طهران، واحتمالية دخول أطراف أخرى في خط المواجهة ومن هذا المنطلق، تبدو السعودية في موقع الوسيط الأبرز، القادر على مخاطبة مختلف الأطراف بحكمة وتوازن، الأمر الذي يُكسب مبادراتها زخماً متصاعداً بين القوى الكبرى الراغبة في تجنب الانفجار الرسالة السعودية كانت واضحة في كلتا المكالمتين: لا للحلول العسكرية، نعم للدبلوماسية والتهدئة، وهي رؤية تلقى صدى متزايداً لدى عواصم القرار، التي بدأت تدرك أن إشعال النار أسهل بكثير من إطفائها.