أنهت أمانة العاصمة المقدسة موسم حج 1446هـ بحصاد ميداني ضخم يعكس حجم الجهود المبذولة لخدمة ضيوف الرحمن، حيث رفعت أكثر من 473 ألف طن من النفايات من مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عبر منظومة متكاملة تعمل على مدار الساعة اعتمدت الأمانة في تنفيذ خطتها التشغيلية على فرق ميدانية مؤهلة، مدعومة بآليات متطورة وتقنيات حديثة، ضمن مسار هدفه الأساسي الحفاظ على النظافة العامة وتعزيز صحة الحجاج في كل نقطة مرّوا بها خلال أدائهم للمناسك.
في ختام أعمالها، كشفت الأمانة عن توزيع أكثر من 88 ألف حاوية نفايات على مختلف المواقع الحيوية في مكة، وهو رقم يعكس شمولية التغطية ونطاقها، خاصة في المناطق ذات الكثافة العالية كمنى وعرفات ومزدلفه ولم تقتصر الجهود على الجمع التقليدي للنفايات، بل شملت أيضًا عمليات تعقيم وتنظيف موسعة، حيث استخدمت الأمانة 1,680 لترًا من السوائل المعقمة المركزة لتعقيم المساحات العامة والمرافق الخدمية، وفق خطة صحية دقيقة.
إقرأ ايضاً: القرآن بلغات متعددة.. هدية تلامس قلوب الحجاج المغادرينرحلة الحجاج تختتم من منفذ الوديعة.. وتنظيم سعودي يُبهر الجميع
أحد أبرز عناصر الخطة تمثّل في استجابة الأمانة الفورية للبلاغات، إذ تعاملت الفرق المختصة مع 2,344 بلاغًا خلال الموسم، تم معالجتها بسرعة وكفاءة، مما ساعد في منع تفاقم المشكلات الصحية أو البيئية في الوقت المناسب ولضمان سرعة الجمع وتقليل التكدس، تم تشغيل 1,235 صندوقًا ضاغطًا للنفايات، بلغت سعة كل منها 20 مترًا مكعبًا، ما ساعد في التعامل مع الكميات الهائلة من المخلفات بشكل منظم وسريع وفعّال.
أمانة العاصمة المقدسة أكدت أن هذه الأرقام تعكس صورة حقيقية لحجم المسؤولية التي تتحملها في موسم الحج، مشيرة إلى أن النظافة ليست مجرد خدمة بل هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الصحية والبيئية العامة التي تحيط بالحجيج النتائج التي تحققت هذا العام تمثل تطورًا ملحوظًا في الأداء، حيث استفادت الأمانة من التجارب السابقة، وعملت على تحسين البنية التحتية للعمليات الميدانية، سواء من حيث توزيع المعدات أو تدريب الكوادر.
ورغم التحديات اللوجستية والعدد الهائل من الحجاج، فقد نجحت الأمانة في الحفاظ على مستوى عالٍ من النظافة، عاكسًا مدى الجاهزية والتخطيط الذي تم العمل عليه قبل موسم الحج بفترة طويلة أشارت الأمانة إلى أن هذه الجهود تأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة – حفظها الله – التي تضع خدمة ضيوف الرحمن على رأس أولوياتها، وتركّز على تحسين جودة الحياة في كل ما يتعلق بموسم الحج.
كما أوضحت أن عمليات النظافة الميدانية لا تقتصر فقط على إزالة النفايات، بل تشمل أيضًا التعقيم، وردم المواقع الطينية، ومكافحة مصادر الروائح، في إطار رؤية شاملة تضع صحة الإنسان أولً وتابعت الأمانة بأن منظومتها التشغيلية تعتمد على التكامل بين العنصر البشري والتقنيات الحديثة، إلى جانب التنسيق المستمر مع الجهات الحكومية والأمنية لضمان انسيابية العمل وعدم تعارضه مع حركة الحجاج.
وأكدت أن تجربة هذا الموسم ستكون أساسًا لعمليات تقييم موسعة، بهدف رصد نقاط القوة وتحسين الأداء في السنوات المقبلة، بما يواكب النمو المتسارع في أعداد الحجاج وتنوع احتياجاتهم وفي ختام بيانها، شددت الأمانة على التزامها المستمر بتقديم الأفضل والعمل بروح الفريق مع الجهات المعنية، ضمن منظومة وطنية تضع راحة الحجاج وسلامتهم فوق كل اعتبار، وتعكس الصورة الحضارية للمملكة.