تتواصل جهود فرق الدفاع المدني في محافظة الطائف لمكافحة حريق هائل اندلع في إحدى المناطق الجبلية التي تغطيها الأشجار الكثيفة والأعشاب الجافة، في مشهد أعاد إلى الأذهان خطورة الحرائق الموسمية التي تشتد خلال فصول الحرارة المرتفعة، وقد باشرت الفرق المختصة موقع الحريق فور تلقي البلاغ، وبدأت عمليات الإخماد بشكل فوري، في محاولة للسيطرة على النيران والحد من انتشارها.
وأوضح الدفاع المدني، عبر بيانه الرسمي على منصة "إكس"، أن الفرق الميدانية تبذل جهودًا مكثفة رغم التحديات التي تفرضها طبيعة الموقع الجغرافي، حيث تقع المنطقة في نطاق جبلي يتميز بتضاريس وعرة وصعبة الوصول، ما يزيد من صعوبة المهمة ويستدعي استخدام معدات خاصة وأساليب تدخل متقدمة.
إقرأ ايضاً:إنزاغي يواجه تحديًا جديدًا.. جلطة سراي يهدد صفقته الأولى مع الهلال!السحب الرعدية تهدد المرتفعات.. والرياح تثير الغبار على مكة والمدينة!
ولم ترد حتى الآن أي تقارير تفيد بوقوع إصابات أو خسائر بشرية، فيما تستمر فرق الدفاع المدني، مدعومة بالآليات والمساندة الجوية، في محاولاتها لتطويق الحريق، ومنع امتداده إلى مناطق سكنية أو مواقع حيوية مجاورة، لا سيما مع الرياح التي قد تسهم في تأجيج النيران ونقلها إلى مناطق جديدة.
وقد شدد مسؤولو الدفاع المدني على أهمية تجنب الاقتراب من موقع الحريق، سواء من قبل المواطنين أو الزوار، حفاظًا على سلامتهم، وللسماح للفرق الميدانية بالعمل دون معوقات، كما نُصحت التجمعات السكنية القريبة بالبقاء في منازلهم ومتابعة الإرشادات الصادرة من الجهات الرسمية، مع الاستعداد لأي توجيهات طارئة قد تصدر في حال تغير اتجاه الرياح أو تفاقم الوضع.
ويُعتبر هذا الحريق من أبرز الحوادث البيئية التي تشهدها محافظة الطائف هذا الموسم، خاصة وأن المنطقة معروفة بتنوعها النباتي وكثافة الأشجار، ما يجعلها عرضة لمثل هذه الحرائق في أوقات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقد أظهرت الصور الأولية تصاعد أعمدة الدخان الكثيف من سفوح الجبال، في وقت تحاول فيه الطواقم السيطرة على بؤر النيران المتعددة.
الجهات المختصة أكدت أنها تعمل بالتنسيق مع عدة قطاعات ذات صلة، من بينها وزارة البيئة والمياه والزراعة، لضمان احتواء الحريق بأسرع وقت ممكن، وتقدير الأضرار البيئية المحتملة التي قد تلحق بالنظام البيئي المحلي، ومن المتوقع أن تُجرى تحليلات لاحقة لتحديد أسباب اندلاع الحريق، سواء كانت بفعل عوامل طبيعية أو تدخلات بشرية.
ويُعد هذا النوع من الحرائق تذكيرًا مستمرًا بأهمية الاستعدادات المبكرة لموسم الصيف، حيث تتزايد مخاطر اشتعال النيران في المناطق ذات الغطاء النباتي الكثيف، وتدعو مثل هذه الحوادث إلى مراجعة خطط الطوارئ وتعزيز برامج التوعية المجتمعية حول طرق الوقاية من الحرائق وأهمية الإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه أو إشعال نار في غير أماكنها المخصصة.
تظل أعين الجهات المختصة معلقة على مدى الساعات المقبلة، التي ستكون حاسمة في تطويق الحريق وإعلان السيطرة الكاملة عليه، وقد ثمنت القيادات المحلية تعاون المواطنين والتزامهم بالتعليمات، مؤكدة أن الجهود مستمرة بلا توقف، بهدف حماية الأرواح والممتلكات، والحفاظ على مكونات البيئة الطبيعية التي تُعد من كنوز محافظة الطائف السياحية.