المسند

كيف تحمي سيارتك من أشعة الشمس؟ إليك نصائح الدكتور المسند

كتب بواسطة: سالي حسنين |

في ظل ارتفاع درجات الحرارة القياسية التي تشهدها المملكة العربية السعودية صيفًا، قدّم الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، مجموعة من التوجيهات الهندسية المدروسة لبناء مظلات السيارات بطريقة علمية تضمن الحماية القصوى من أشعة الشمس.

مستندًا إلى خبرته الأكاديمية ومتابعته الدقيقة لحركة الشمس الموسمية، سلّط المسند الضوء على كيفية استغلال المعرفة المناخية في تحسين جودة الحياة اليومية والبيئة المحيطة، وبالأخص ما يتعلق بالمركبات وسلامتها في ظل الظروف المناخية القاسية.
إقرأ ايضاً:إنزاغي يواجه تحديًا جديدًا.. جلطة سراي يهدد صفقته الأولى مع الهلال!السحب الرعدية تهدد المرتفعات.. والرياح تثير الغبار على مكة والمدينة!

وأوضح المسند أن تصميم مظلات السيارات لا يجب أن يكون عشوائيًا أو مبنيًا على الشكل الجمالي فقط، بل يجب أن يعتمد على فهم دقيق لمسار الشمس خلال أشهر الصيف، وأشار إلى أن الشمس تشرق في تلك الفترة من الشرق الشمالي الشرقي وتغرب في الغرب الشمالي الغربي، ما يعني أن الأشعة الشمسية تستهدف السيارات بشكل مباشر من الجهتين الغربية والشمالية الغربية، خاصة خلال ساعات الذروة الممتدة من فترة ما بعد الظهر وحتى الغروب.

هذا الفهم العلمي لحركة الشمس، وفقًا للمسند، يجب أن يترجم إلى قرارات تصميمية ذكية، وخصوصًا في المظلات الفردية التي تُشيّد أمام المنازل أو في الاستراحات والساحات الصغيرة، وهنا ينصح المسند بإغلاق جميع جوانب المظلة ما عدا الجهة الشرقية لتكون مدخلًا، مما يضمن تقليل تعرّض السيارة لأشعة الشمس خلال فترة الظهيرة وما بعدها، وهي الفترات التي تسجّل فيها الحرارة أعلى مستوياتها.

أما في حالة المظلات المتعددة، والتي عادة ما تُستخدم في مقار الجهات الحكومية أو الشركات أو المراكز التجارية، فيقترح المسند أن تُبنى المظلات على امتداد شرقي غربي، بينما تكون الفتحات من الشمال إلى الجنوب، وهذه التوجيهات تحقق توازنًا ذكيًا يضمن بقاء الظل طوال ساعات الدوام الرسمي، وهو الوقت الذي تشهد فيه درجات الحرارة ذروتها، كما تقلل من استهلاك الطاقة المستخدمة في تبريد المركبات لاحقًا.

تكمن أهمية هذه التوجيهات في أنها لا تقتصر على تقليل سخونة السيارة داخليًا فحسب، بل تسهم أيضًا في إطالة عمر طلاء السيارة والإطارات، التي تتأثر سلبًا نتيجة التعرّض اليومي والمباشر للأشعة فوق البنفسجية ودرجات الحرارة العالية، فمثل هذه الاعتبارات قد تساهم في تقليل تكاليف الصيانة الدورية على المدى الطويل، وتحسين كفاءة استخدام السيارة.

وبين المسند أن هذه التوصيات ترتكز على علم الزوايا الشمسية الموسمية ودراسة حركة الظلال، وهو علم يُستخدم في مجالات متعددة، أهمها التصميم المعماري البيئي والتخطيط الحضري، إلا أن تطبيقه في مجال مظلات السيارات يُعد مثالًا بسيطًا لكنه بالغ الأثر، واعتماد هذه المبادئ في المرافق العامة والخاصة يشكّل خطوة مهمة نحو تصاميم صديقة للبيئة وواعية بالمناخ.

اللافت في توجيهات الدكتور المسند أنها لا تتطلب تقنيات معقدة أو تكلفة باهظة، بل تعتمد على تغيير في زاوية البناء واتجاهه، وهو ما يجعل تطبيقها ممكنًا في مختلف المناطق والقطاعات دون الحاجة إلى بنى تحتية متقدمة أو ميزانيات ضخمة، هذه الرؤية تبين كيف يمكن للعلم أن يكون في خدمة التفاصيل اليومية التي نغفل عنها، رغم تأثيرها المباشر على حياتنا.

في نهاية المطاف، يعكس طرح الدكتور عبدالله المسند وعيًا علميًا مهمًا بأثر المناخ على النشاط الإنساني في المناطق الحارة، حيث تصبح الشمس عاملاً حاسمًا في كل قرار هندسي أو تخطيطي، وتبرز دعوته كنموذج للتفكير الاستباقي الذي يجمع بين العلم والتطبيق، ويفتح المجال أمام تبني ممارسات مستدامة تراعي البيئة والمستخدم على حد سواء.