في إطار جهودها الرامية إلى ضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن، أعلنت قوات أمن الحج عن تفعيل منظومة متكاملة من التقنيات الحديثة، تتقدمها الطائرات المسيّرة، التي تم تسخيرها بشكل احترافي لمراقبة الحركة داخل المشاعر المقدسة ورصد كل من يحاول مخالفة الأنظمة المنظمة لموسم الحج، لاسيما ما يتعلق بأداء الفريضة دون الحصول على تصريح رسمي.
ويأتي هذا التحرك في سياق الالتزام التام بشعار "لا حج بلا تصريح"، والذي بات يمثل حجر الأساس في جهود تنظيم الحشود وإدارة الحشود البشرية في أكبر تجمع ديني سنوي في العالم.
ونشر حساب "الأمن العام" عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، مقطعاً مصوراً يوثق استخدام إحدى الطائرات المسيّرة، وهي مزودة بكاميرات متطورة عالية الدقة، تقوم بجولات رقابية فوق المشاعر، بهدف رصد المركبات المشبوهة أو الأفراد الذين يحاولون الدخول إلى المشاعر دون تصاريح نظامية.
ويعكس هذا المقطع مدى التطور التقني الذي بلغته المنظومة الأمنية في المملكة، ومدى الجدية في التعامل مع أي محاولة لاختراق الأنظمة المعتمدة، خصوصًا ما يتعلق بتجاوز الأنظمة الرسمية لأداء الحج.
وتُعد الطائرات المسيّرة واحدة من أبرز أدوات الرصد الحديثة التي تم اعتمادها هذا العام ضمن خطة أمنية شاملة، تهدف إلى إحكام السيطرة على المنافذ المؤدية إلى المشاعر المقدسة.
وتتكامل هذه التقنية مع منظومة متقدمة تشمل كاميرات حرارية ونقاط تفتيش مزودة بأنظمة ذكية لتحليل حركة المركبات والأشخاص، إضافة إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحديد الأنماط غير الاعتيادية التي قد تشير إلى محاولات التسلل أو التجاوز.
وتندرج هذه الإجراءات في إطار استراتيجية المملكة الرامية إلى التحول الرقمي في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع الأمني، الذي يشهد تطورًا غير مسبوق في الأساليب والمعدات المستخدمة في مراقبة وضبط النظام العام.
ولا تقتصر مهمة هذه التقنيات على رصد المخالفين فحسب، بل تُسهم أيضًا في توجيه الدوريات الميدانية وتوزيع القوى الأمنية بشكل ديناميكي بحسب الحاجة الفعلية في المواقع المختلفة.
وأكدت الجهات الأمنية عبر حساباتها الرسمية أن جميع المخالفين سيتم التعامل معهم وفق الأنظمة والتعليمات، مشيرة إلى أن العقوبات قد تصل إلى الغرامات المالية العالية، الترحيل والمنع من دخول المملكة لعدة سنوات في حال تكرار المخالفة.
كما دعت المواطنين والمقيمين إلى الالتزام بالتعليمات الرسمية وعدم محاولة أداء الحج دون تصريح، حفاظًا على النظام العام وسلامة الحشود، وضمان سلاسة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وتعكس هذه الجهود حجم الاستعدادات التي تقوم بها المملكة لإنجاح موسم الحج، وضمان أن يؤدي الحجاج مناسكهم في بيئة آمنة ومنظمة، خالية من العشوائية أو الازدحام الناتج عن المخالفات، وهو ما يُترجم التزام القيادة الرشيدة برعاية ضيوف الرحمن وتوفير كافة الإمكانات لتيسير أداء المناسك بكل يسر وطمأنينة.