أسهم التدخل السريع ضمن نظام الرعاية العاجلة، أحد أبرز أنظمة نموذج الرعاية الصحية السعودي، في إنقاذ حياة معتمر باكستاني تعرض لأزمة قلبية حادة خلال أدائه مناسك العمرة، حيث تمكن الفريق الطبي بمستشفى أجياد للطوارئ، التابع لتجمع مكة المكرمة الصحي.
من إعادة النبض إلى قلب المريض بعد توقفه بشكل مفاجئ نتيجة جلطة قلبية حادة، في واحدة من الحالات التي تؤكد جاهزية المنظومة الصحية السعودية واستعدادها للتعامل مع الحالات الطارئة بكفاءة واحترافية عالية.
إقرأ ايضاً:
بعد نوبة صحية خطيرة.. الهلال الأحمر في جازان ينقذ رضيعًا من خطر التشنجات في موقع جبلي معزولهل تتراجع نسبة الأجانب في السعودية فعلاً إلى 30% بحلول 2030؟وبحسب ما أفاد به تجمع مكة المكرمة الصحي، فقد وصل المعتمر إلى قسم الطوارئ وهو في حالة حرجة، ويعاني من ألم شديد في الصدر، وهو ما استدعى تدخل الفريق الطبي بشكل فوري، حيث توقف قلبه بعد وقت قصير من وصوله إلى المستشفى.
وعلى الفور، بادر الطاقم الطبي المختص بإجراء عملية الإنعاش القلبي الرئوي للمريض، والتي استمرت لمدة ثلاث دقائق متواصلة، تلقى خلالها صدمة كهربائية واحدة ساعدت في استعادة النبض وعودة القلب إلى حالته الطبيعية.
وأشار التجمع إلى أن فريق الطوارئ، الذي يضم نخبة من الأطباء والممارسين الصحيين المتخصصين، تعامل مع الموقف بسرعة وحرفية، الأمر الذي أسهم بشكل مباشر في إنقاذ حياة المعتمر، ليتم بعدها وضعه على جهاز التنفس الصناعي لضمان استقرار وظائفه الحيوية.
ومن ثم تحويله بشكل عاجل إلى مدينة الملك عبدالله الطبية، أحد أبرز المراكز الطبية التخصصية في المنطقة، لمتابعة الحالة الصحية للمريض وإجراء قسطرة قلبية عاجلة ضمن البروتوكول العلاجي المتبع للحالات المشابهة.
ويأتي هذا التدخل الناجح في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الصحة وتجمعات الرعاية الصحية لتوفير خدمات طبية طارئة عالية الكفاءة، خاصة في المدن المقدسة التي تشهد تدفق أعداد كبيرة من المعتمرين والزوار على مدار العام.
كما يعكس التطبيق العملي لنموذج الرعاية الصحية الجديد، الذي يعتمد على التكامل بين مختلف المنشآت الصحية والاستجابة السريعة للحالات الطارئة، بما يضمن جودة الخدمات وسلامة المرضى في كل الأوقات.
ويُعد مستشفى أجياد للطوارئ من بين المنشآت الصحية الرئيسية في العاصمة المقدسة، حيث يعمل بكامل طاقته الاستيعابية، ويضم طاقمًا طبيًا متميزًا يقدم خدماته على مدار الساعة، لا سيما خلال مواسم العمرة والحج التي تتطلب جاهزية قصوى للتعامل مع مختلف الحالات الطبية، بما في ذلك الأمراض القلبية والحالات الحرجة.
ويقع المستشفى في منطقة استراتيجية قريبة من الحرم المكي، ما يسهّل سرعة استقبال الحالات الطارئة ونقلها من مواقع مختلفة داخل المنطقة المركزية.
ويُذكر أن وزارة الصحة، وضمن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول في القطاع الصحي، تعمل على تعزيز قدرات الطوارئ والإسعاف من خلال تطوير أنظمة التدخل السريع، والتوسع في تطبيق نظام الرعاية العاجلة الذي يهدف إلى تقليل الوقت اللازم للوصول إلى الخدمة، وتحقيق نتائج صحية أفضل، خاصة في حالات السكتات القلبية والدماغية.
ويشكل نجاح إنقاذ المعتمر الباكستاني دليلاً عمليًا على فاعلية هذه الاستراتيجية، ويعزز من ثقة الزوار والمعتمرين في جودة الرعاية الصحية المقدمة في مكة المكرمة.