أكدت وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية استمرار التزام المملكة التام باتفاق منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، مشددة على أن هذا الالتزام يشكّل ركيزة أساسية في جهود المملكة لتحقيق توازن واستقرار أسواق الطاقة العالمية. وفي هذا السياق، أفادت الوزارة أن كميات البترول الخام التي تم تسليمها خلال شهر يونيو الماضي بلغت 9.352 ملايين برميل يوميًا، بما يتماشى مع الحصص المحددة في الاتفاق المشترك بين الدول الأعضاء.
وجاء هذا الإعلان في وقت تشهد فيه المنطقة توترات جيوسياسية متصاعدة، ما دفع المملكة إلى اتخاذ إجراءات وقائية واستباقية تعكس ما تتمتع به من موثوقية واعتمادية عالية في مجال الطاقة. وتؤكد هذه الخطوة أن المملكة ليست فقط ملتزمة بحصتها الإنتاجية، بل تسعى أيضًا إلى دعم استقرار الأسواق وتعزيز أمن الإمدادات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، في ظل بيئة متقلبة تتطلب من كبار المنتجين التصرف بحكمة ومسؤولية.
إقرأ ايضاً:
لتحديث لوائح الأراضي البيضاء.. هيئة العقار السعودية تفتح الباب أمام المشاركات عبر منصة استطلاعبالشراكة مع وزارة السياحة.. جامعة جدة تطلق دبلوم السفر والسياحةورغم أن حجم الإنتاج السعودي تجاوز الكميات المسلمة خلال فترة قصيرة جدًا، إلا أن هذه الزيادة لم تُستخدم لأغراض تسويقية، سواء في الأسواق المحلية أو الدولية، بل جرى توجيهها بشكل مدروس نحو دعم المخزونات الاستراتيجية داخل المملكة، وتحسين تدفق الإمدادات بين المناطق الشرقية والغربية، بالإضافة إلى إعادة توزيع المخزونات في مراكز التخزين خارج المملكة. وهو ما يعكس نهجًا احترافيًا في إدارة موارد الطاقة وتلبية الاحتياجات الاستراتيجية دون الإخلال بالالتزامات الدولية.
وفي إطار من الشفافية الكاملة التي تميز سياسة المملكة في قطاع الطاقة، تواصل وزارة الطاقة تزويد أمانة منظمة "أوبك" ببيانات الإنتاج والمعروض بشكل شهري، كما تم مؤخرًا إطلاع جميع المصادر الثانوية الثمانية المعتمدة من قبل المنظمة على بيانات شهر يونيو، وذلك في بداية الأسبوع الجاري. ويُعد هذا التحديث المنتظم للبيانات عنصرًا محوريًا في تعزيز ثقة السوق العالمية بالسوق السعودية ودورها القيادي ضمن منظمة أوبك.
ويأتي هذا الإعلان تأكيدًا على النهج السعودي القائم على التوازن بين الوفاء بالالتزامات الدولية والعمل على استقرار السوق، بما يعزز دور المملكة كدولة محورية في منظومة الطاقة العالمية، وكشريك موثوق يضع مصالح السوق العالمي في صدارة أولوياته.