كشف مسؤول سعودي رفيع عن الأسباب التي دفعت المملكة لتبنّي "اليوم العالمي للوقاية من الغرق"، والذي بات يحظى بدعم أممي واسع منذ اعتماده رسميًا من الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب مباشر من السعودية وعدد من الدول الشريكة.
وأوضح المسؤول أن تبنّي المملكة لهذا اليوم العالمي يأتي في إطار حرصها على تعزيز جهود التوعية بالسلامة المائية، والحد من حالات الغرق التي تُعد أحد الأسباب الرئيسة للوفيات على مستوى العالم، وخصوصًا بين الأطفال والشباب.
إقرأ ايضاً:
خطوة سياحية جديدة.. تدشين أول رحلة مباشرة من مطار الأحساء إلى ريزا التركيةلا تعبئة بدون تقييس.. وقود السعودية توضح أهمية ملصق تقييس الأخضر لضمان دقة تعبئة الوقودوأشار إلى أن السعودية تنظر لهذه المبادرة كجزء من التزامها الدولي في دعم القضايا الإنسانية والوقائية، حيث تسعى إلى توحيد الجهود الدولية للحد من هذه الظاهرة التي تحصد أرواحًا سنويًا أكثر من بعض الأمراض المستعصية.
وبيّن أن الغرق لا يقتصر على الشواطئ المفتوحة والأنهار، بل يحدث في البيوت والمزارع والبرك الصغيرة، مما يستدعي وعيًا مجتمعيًا شاملًا وتدخلًا حكوميًا لسن تشريعات تنظم إجراءات السلامة المائية في كافة البيئات والمرافق.
وأضاف أن تبنّي هذا اليوم يُعد امتدادًا لرؤية السعودية 2030، والتي تضع سلامة الإنسان في صدارة الأولويات، وتسعى لتعزيز جودة الحياة من خلال تقليل المخاطر في البيئة المحيطة وتعزيز ثقافة الوقاية والسلامة المجتمعية.
وتعكس هذه المبادرة موقع المملكة الريادي في دعم السياسات الصحية والاجتماعية عالمياً، حيث باتت تُعرف بدورها في تقديم الحلول الاستباقية وقيادة المبادرات الدولية التي تسهم في حماية الأرواح وتحقيق التنمية المستدامة.
ومن المقرر أن تُنظم فعاليات متعددة داخل السعودية في هذا اليوم العالمي، تشمل ورش عمل توعوية ومحاضرات متخصصة وتدريبات على الإسعافات الأولية، إضافة إلى أنشطة ميدانية على الشواطئ والمسابح العامة والخاصة.
وسيشارك في هذه الفعاليات عدد من الجهات الحكومية والمنظمات غير الربحية والقطاع الخاص، في محاولة لبناء منظومة تكاملية تتبنى السلامة المائية كثقافة وطنية متجذّرة وليست مجرّد برامج موسمية مؤقتة.
وأكد المسؤول أن اعتماد اليوم العالمي للوقاية من الغرق يوفّر منصة دولية لتبادل الخبرات والتجارب، ويشجع الدول على تطوير سياساتها الوطنية وتطبيق استراتيجيات وقائية تعزز من سلامة الأطفال والبالغين على حد سواء.
وأشار إلى أن الإحصاءات العالمية تضع الغرق ضمن الأسباب العشرة الأولى للوفاة بين الأطفال والمراهقين، وهو ما يضاعف أهمية التوعية والتعليم والتدريب كوسائل فعالة لتقليل الحوادث وإنقاذ الأرواح قبل فوات الأوان.
وتُعد السعودية من الدول القليلة في المنطقة التي أخذت على عاتقها مسألة تطوير برامج السلامة المائية في المدارس ومراكز التدريب، بما في ذلك تأهيل المعلمين والمدربين لنشر ثقافة الوقاية بين الناشئة بشكل علمي وتطبيقي.
ومن المنتظر أن تطلق وزارة الصحة بالتعاون مع الهلال الأحمر والدفاع المدني حملات إعلامية موحدة في هذا اليوم، تهدف إلى إيصال الرسائل الوقائية لأكبر شريحة ممكنة من المواطنين والمقيمين في كافة مناطق المملكة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن التوجه العام الذي تتبناه السعودية في قيادة مبادرات ذات طابع إنساني عالمي، تنبع من إيمانها بدورها الإقليمي والدولي في حماية الأرواح، والتأثير إيجابيًا في ملفات الصحة العامة والسلامة البيئية.
ويرى متابعون أن اليوم العالمي للوقاية من الغرق سيكون له تأثير طويل المدى في تغيير السلوكيات الفردية والمجتمعية، كما سيعزز من كفاءة البنية التحتية في الأماكن المائية ويجبر أصحاب المنشآت على الالتزام بمعايير السلامة.