بدأت هيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية اليوم تنفيذ خطوة تعليمية لافتة تمثلت في تطبيق الاختبارات الوطنية "نافس" في المدارس السعودية المنتشرة في ثماني دول بشرق آسيا وإفريقيا، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا لتعزيز جودة التعليم لدى الطلبة السعوديين في الخارج وتحقيق التكامل بين المعايير المحلية والدولية في تقييم الأداء التعليمي.
وأوضحت الهيئة أن الصفوف المستهدفة تشمل الصف الثالث الابتدائي والصف السادس الابتدائي إضافة إلى الصف الثالث المتوسط، وتهدف هذه الاختبارات إلى قياس مستويات الطلبة في ثلاث مواد أساسية هي القراءة والرياضيات والعلوم، كما تسعى إلى بناء قاعدة بيانات دقيقة تتيح لصناع القرار التعليمي اتخاذ إجراءات فعالة مبنية على مؤشرات واضحة لمستوى التحصيل الأكاديمي للطلاب والطالبات في تلك المراحل الحيوية من التعليم العام.
وبيّنت الهيئة أن هذه المبادرة تأتي في سياق تطوير نظام التعليم السعودي بما يتوافق مع مستهدفات برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج رؤية المملكة 2030، إذ تسهم نتائج هذه الاختبارات في تغذية مستودعات البيانات الوطنية بالمؤشرات التربوية، ما يساعد الجهات التعليمية على رسم سياسات تطويرية تسهم في رفع كفاءة العملية التعليمية، كما تسعى هذه الاختبارات إلى تحفيز التميز بين المدارس والارتقاء بجودة التعليم في البيئات التعليمية خارج المملكة.
وأكدت هيئة تقويم التعليم أن من أهم أهداف تطبيق هذه الاختبارات الدولية تعزيز روح التنافس الإيجابي بين المدارس ومكاتب التعليم المختلفة، إلى جانب تقديم مؤشرات دقيقة حول أداء المدارس في مختلف الدول المستهدفة، وهو ما يمثل أداة مهمة لتحسين المحتوى التعليمي ومخرجاته، إضافة إلى تقويم جودة التعليم في مدارس الطفولة المبكرة والمراحل الابتدائية والمتوسطة ضمن المدارس السعودية بالخارج.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التي تنفذها الهيئة للارتقاء بالمنظومة التعليمية وتحقيق التوازن بين القياس المحلي والانفتاح العالمي، حيث يعزز هذا النوع من التقييمات قدرة المملكة على تتبع أداء طلابها في مختلف البيئات الجغرافية والتعليمية، كما يتيح إمكانيات واسعة للتطوير والتحسين المستمر في إطار عالمي تنافسي.