تستعد منصة القبول الإلكترونية في المملكة العربية السعودية لإغلاق باب إدخال الرغبات الجامعية التي تتطلب اجتياز اختبارات قبول أو مقابلات شخصية، وذلك يوم الخميس المقبل، في خطوة تسبق الإعلان عن نتائج تلك المقابلات والاختبارات، ضمن جدول زمني دقيق أعدته وزارة التعليم لتنظيم عمليات القبول للعام الدراسي الجديد.
ويشمل هذا الإغلاق الطلاب والطالبات من خريجي وخريجات المرحلة الثانوية الذين تقدموا عبر منصة القبول الوطنية، حيث يُشترط لبعض التخصصات اجتياز متطلبات إضافية كشرط أساسي لإتمام إجراءات الترشح للقبول، وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة الوزارة لضمان عدالة الفرص وجودة المخرجات التعليمية في التخصصات النوعية.
إقرأ ايضاً:اتحاد القدم يختتم دورة الرخصة التدريبية الآسيوية بمشاركة لاعبين سابقينشرطة تبوك تقبض على مواطن أطلق النار في الهواء داخل حي سكني
وأكدت وزارة التعليم أن إعلان نتائج اختبارات القبول والمقابلات الشخصية سيتم خلال يومي الحادي عشر والثاني عشر من شهر يوليو الجاري، ليتمكن الطلاب من الاطلاع على نتائجهم واستكمال الخطوات التالية في مسار القبول الجامعي، والتي تتضمن اختيار التخصص النهائي وفقًا للنتائج والخيارات المتاحة.
ووفق الجدول الزمني المعلن، تبدأ المرحلة الثالثة من مراحل القبول يومي الثالث عشر والرابع عشر من يوليو، وهي مرحلة حساسة يحدد خلالها الطالب أو الطالبة التخصص النهائي الذي يرغب في دراسته، مع إمكانية تعديل الرغبات المدخلة قبل تأكيد الاختيار بشكل نهائي، في ظل توفر كافة البيانات التي تساعد في اتخاذ القرار المناسب.
وسيتم تأكيد رغبات القبول وإعلان النتائج النهائية للمرشحين يومي الخامس عشر والسادس عشر من الشهر ذاته، حيث يُنتظر أن تشهد تلك الفترة تفاعلاً واسعًا من قبل الطلاب وأولياء الأمور، في ظل الترقب الكبير لمخرجات مرحلة القبول الجامعي لهذا العام، خاصة مع تزايد الطلب على التخصصات النوعية والمستقبلية.
ويأتي هذا الترتيب في إطار خطة شاملة اعتمدتها وزارة التعليم لضمان انسيابية الإجراءات وشفافية المفاضلة بين المتقدمين، من خلال استخدام منصة إلكترونية موحدة تسهل على الطلاب إتمام الإجراءات من أي مكان دون الحاجة للحضور الفعلي أو الانتقال بين الجامعات المختلفة.
ويعكس تخصيص فترة مستقلة للرغبات التي تتطلب اختبارات أو مقابلات حرص الوزارة على استيفاء كافة متطلبات القبول في بعض التخصصات الحساسة مثل الطب، والصيدلة، والعلوم الصحية، وبعض التخصصات العسكرية والتعليمية، التي تتطلب مهارات أو مؤهلات خاصة لا تُقاس فقط بنتائج الثانوية العامة.
ويُتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في الحد من معدلات التحويل بين التخصصات بعد بدء الدراسة، من خلال إتاحة وقت كافٍ للطالب للاطلاع على كافة الفرص وتقييمها بناء على مؤهلاته ونتائج الاختبارات والمقابلات، مما ينعكس إيجابيًا على استقرار الطلبة وتحصيلهم الأكاديمي في السنوات الأولى من الجامعة.
وتشهد منصات التواصل الاجتماعي هذه الأيام تفاعلًا واسعًا من الطلاب الذين يتبادلون التجارب والنصائح حول أفضل آليات ترتيب الرغبات والاختيار بين التخصصات، وسط مطالبات بتكثيف الإرشاد الأكاديمي لتوجيههم نحو الخيارات المناسبة وفق ميولهم وقدراتهم، خاصة في ظل تنوع الجامعات والبرامج المتاحة.
وتحرص وزارة التعليم على نشر الوعي بمراحل القبول من خلال القنوات الرسمية ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى رسائل التوعية داخل منصة القبول، لضمان التزام المتقدمين بالمواعيد النهائية وتفادي فقدان فرصهم بسبب التأخر أو عدم استكمال الإجراءات المطلوبة ضمن المدة المحددة.
ويعتبر ملف القبول الجامعي من أهم محطات التحول في حياة الطالب، حيث يترتب عليه تشكيل مساره المهني والأكاديمي في المستقبل، لذا تولي الوزارة اهتمامًا بالغًا بتنظيمه بصورة دقيقة وعادلة، تضمن استفادة كل طالب من الفرص المتاحة بناءً على استحقاقه الأكاديمي ونتائج تقييماته.
وتعمل الوزارة بالتعاون مع الجامعات على تطوير معايير القبول وتحديثها سنويًا، بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي، ويعزز من جودة البرامج المقدمة، لا سيما في التخصصات المرتبطة بالتقنيات الحديثة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وشهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا في أعداد المتقدمين للقبول في الجامعات الحكومية والأهلية، نتيجة زيادة وعي الأسر بأهمية التعليم الجامعي وتوسيع الطاقة الاستيعابية للمؤسسات التعليمية في مختلف مناطق المملكة، ما يتطلب بدوره تنظيمًا دقيقًا للقبول ومتابعة مستمرة من الجهات المعنية.
ويتزامن موسم القبول هذا العام مع توجه وطني لدعم التخصصات النوعية والمجالات ذات الطلب العالي في السوق، مثل الأمن السيبراني، والهندسة الدقيقة، وإدارة الأعمال الرقمية، والتقنيات الطبية، حيث تُعد هذه التخصصات من ضمن المجالات المستهدفة في رؤية المملكة 2030.
وتسعى الوزارة إلى تحقيق المواءمة بين رغبات الطلاب واحتياجات سوق العمل من خلال توجيه السياسات التعليمية وتحفيز الطلبة على التوجه نحو تخصصات المستقبل، إضافة إلى تقديم برامج دعم وتأهيل تسبق المرحلة الجامعية، لمساعدة الطلبة على تحديد ميولهم واتخاذ قرارات واثقة في اختيار تخصصاتهم.
ويعكس استمرار تطوير منصة القبول الإلكترونية التزام الوزارة بمواكبة التطور التقني وتبسيط الإجراءات، وهو ما أسهم بشكل واضح في تقليل الأخطاء، وتسريع عملية المفاضلة، وتوفير تجربة إلكترونية مرنة وعادلة لجميع المستخدمين في مختلف مناطق المملكة.
ويتوجب على الطلاب والطالبات المتقدمين الإسراع بإدخال رغباتهم خلال المدة المحددة، خصوصًا للرغبات التي تتطلب اجتياز مقابلات أو اختبارات، لضمان استكمال ملفاتهم وتفادي خروجهم من المنافسة، إذ لن تُقبل أي رغبات جديدة بعد انتهاء المهلة المحددة يوم الخميس.
وتؤكد وزارة التعليم أن جميع المواعيد المحددة ستُطبق بشكل صارم وفق الجدول الزمني المعلن، حرصًا على العدالة والشفافية وضمان استكمال المرحلة الثالثة من القبول بسلاسة، تمهيدًا لإعلان النتائج النهائية واعتماد قوائم المقبولين في الجامعات والكليات السعودية.