الهلال والنصر

الهلال والنصر يلتقيان في تشيلي ضمن فعالية لتعزيز العلاقات الرياضية

كتب بواسطة: محمد مكاوي |

في مشهد جسّد الحضور الدبلوماسي السعودي بأسلوب رياضي راقٍ، شارك سفير المملكة العربية السعودية لدى جمهورية تشيلي، خالد بن إبراهيم السلوم، في فعالية كروية خيرية احتضنتها العاصمة التشيلية سانتياغو، بمبادرة من السفارة السعودية هناك، والحدث جاء تزامنًا مع مشاركة المنتخب السعودي تحت سن العشرين في بطولة كأس العالم التي تُقام حاليًا على الأراضي التشيلية، في خطوة تهدف إلى الترويج لكرة القدم السعودية وتعزيز أواصر الصداقة الرياضية والثقافية مع دول أمريكا اللاتينية.

المباراة الرمزية التي حملت طابعاً استعراضياً وجماهيرياً، جمعت بين فريقين يمثلان قطبي الكرة السعودية، الهلال والنصر، كنموذج مصغر لكأس الدرعية، وهو ما أثار حماس الحضور وجذب اهتمام وسائل الإعلام التشيلية التي غطّت الحدث بإيجابية لافتة، ونُظّمت الفعالية في بلدية سان خواكين، إحدى أكثر بلديات العاصمة نشاطًا في المجال الرياضي والثقافي، مما أضفى على المناسبة طابعًا اجتماعيًا وإنسانيًا عميقًا.

وحظيت المباراة بحضور رسمي بارز، يتقدمه نائب رئيس اتحاد كرة القدم التشيلي، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ، وسفراء دول شقيقة وصديقة، إلى جانب عمدة بلدية سان خواكين، ونخبة من الأكاديميين والإعلاميين، في مشهد جمع بين الرياضة والدبلوماسية والثقافة، وقد أبدى الحضور إعجابهم بالمستوى الذي وصلت إليه كرة القدم السعودية من حيث التنظيم والتطور، مشيدين بالدوري السعودي للمحترفين كأحد أبرز الدوريات الصاعدة عالميًا.

السفير السلوم عبّر خلال الفعالية عن تقديره الكبير لإدارتي نادي الهلال ونادي النصر على تعاونهما اللافت ودعمهما لإقامة هذه الفعالية، التي حملت في طياتها رسالة ثقافية ورياضية تعبّر عن الانفتاح السعودي المتنامي على العالم، كما أكد أن مشاركة السفارة في مثل هذه المبادرات يعكس رؤية المملكة في تفعيل الدبلوماسية الناعمة، واستخدام الرياضة كوسيلة للتقارب مع الشعوب المختلفة، ضمن استراتيجية أوسع لتعزيز صورة المملكة عالميًا.

وأشار السفير إلى أن هذه المبادرة لم تكن مجرد فعالية رياضية فحسب، بل كانت مساحة لتعريف الجمهور اللاتيني بعراقة الأندية السعودية ومكانتها في تاريخ كرة القدم الإقليمية، فضلًا عن التعريف بالإصلاحات التي يشهدها القطاع الرياضي في المملكة في ظل رؤية السعودية 2030، وأضاف أن الحضور الكبير من الشخصيات الرسمية والجمهور يبرهن على أن الرياضة أصبحت جسرًا قويًا للتواصل بين الشعوب، وعنصرًا فاعلًا في العلاقات الثنائية.

ولاقت المباراة تجاوبًا واسعًا من المجتمع المحلي، خاصة أن بلدية سان خواكين تُعد من البيئات التي تعنى بالرياضة المجتمعية وتولي اهتمامًا خاصًا بالشباب، وقد تم تخصيص ريع الفعالية لدعم برامج رياضية وتنموية موجهة لفئة الشباب داخل البلدية، مما منح الحدث بعدًا خيريًا وإنسانيًا إلى جانب طابعه الرياضي.

كما تم خلال المناسبة توزيع كتيبات تعريفية عن الدوري السعودي للمحترفين، وتقديم عروض مرئية توثق أبرز الإنجازات الرياضية للمملكة، بما في ذلك استضافة عدد من البطولات الكبرى واستقطاب نجوم عالميين، في إطار مشروع المملكة لتكون وجهة رياضية عالمية، وهذا التوجه، كما أوضح السفير، يُعد استثمارًا حقيقيًا في القوة الناعمة التي باتت تلعب دورًا متصاعدًا في السياسة الدولية.

في ختام الفعالية، عبّر السفير السلوم عن تطلعه إلى استمرار مثل هذه المبادرات التي تُعزز من حضور المملكة الثقافي والرياضي حول العالم، مؤكدًا أن السفارة السعودية في تشيلي ستواصل دعمها للأنشطة التي تسهم في توثيق الروابط مع الشعب التشيلي وتعكس الصورة الحقيقية للنهضة السعودية الشاملة في مختلف المجالات.