مطار الملك خالد الدولي بالرياض.

"مطار العاصمة" يكشف: كيف أصبحنا "رقم واحد" عالمياً في الالتزام بمواعيد الرحلات؟

كتب بواسطة: سالي حسنين |

في إنجاز جديد يعزز مكانة المملكة في مجال الطيران المدني، تصدر مطار الملك خالد الدولي بالرياض التصنيف العالمي كأكثر مطارات العالم التزامًا بمواعيد الرحلات لشهر يونيو، محققًا نسبة التزام بلغت 90.41%، وهو الإنجاز الثالث من نوعه خلال هذا العام، ما يعكس المستوى المتقدم من الكفاءة التشغيلية التي بلغها المطار في الآونة الأخيرة.

ويأتي هذا التصنيف ضمن التقرير الشهري الصادر عن شركة "Cirium" المتخصصة في تحليلات قطاع الطيران، والتي تعتمد على معايير دقيقة وبيانات موسعة تغطي آلاف المطارات وشركات الطيران حول العالم، مما يمنح تقييماتها موثوقية عالية تعكس واقع الأداء الفعلي بشكل شفاف وشامل.

إقرأ ايضاً:

"تعليم المدينة" يكشف عن "33 برنامجاً تدريبياً".. وهذه أبرز "المفاجآت" للمعلمين هذا العامالعلا تتحرك نحو أسلوب حياة صحي بافتتاح أول مركز للياقة البدنية

ويُعد هذا التفوق امتدادًا لسلسلة من النجاحات التي حققها المطار في الأشهر الماضية، حيث سبق له أن حصل على المركز ذاته خلال شهري مارس وأبريل، ما يضعه في موقع الريادة عالميًّا على صعيد الالتزام الزمني، ويبرهن على جودة التخطيط وفعالية منظومة التشغيل المعتمدة.

والرئيس التنفيذي لشركة مطارات الرياض، أيمن بن عبدالعزيز أبا عباة، أعرب عن فخره بهذا الإنجاز المتكرر، مشيرًا إلى أن هذا التميز التشغيلي لم يكن ليتحقق لولا العمل التكاملي مع مختلف الشركاء والجهات ذات العلاقة، والجهود المتواصلة لتحسين تجربة المسافرين وتطوير خدمات المطار.

وأكد أبا عباة أن الأداء المتميز لمطار العاصمة يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تولي أهمية كبرى لقطاع الطيران باعتباره أحد ممكنات التنمية الاقتصادية والسياحية، حيث يجري العمل على تطوير المطارات ورفع كفاءتها التشغيلية لجذب المزيد من الزوار والمستثمرين.

وتنطوي هذه المرتبة المتقدمة على دلالات مهمة، إذ تعكس نجاح السياسات والإجراءات التي اعتمدتها شركة مطارات الرياض منذ توليها تشغيل المطار، ومن أبرزها تحديث البنية التحتية، وتوسيع قدرات التشغيل، واستخدام أحدث تقنيات التحليل والتنبؤ في مجال جدولة الرحلات.

وتجدر الإشارة إلى أن مطار الملك خالد الدولي يُعد بوابة العاصمة وأحد أكبر المطارات في المنطقة، حيث يخدم ملايين المسافرين سنويًا، ما يجعل تحقيق هذا المستوى من الالتزام بمواعيد الرحلات تحديًا كبيرًا، ويعزز من مكانة المطار كمحور إقليمي موثوق في النقل الجوي.

ويأتي تقييم "Cirium" معتمدًا على مراجعة بيانات تشمل أوقات الإقلاع والوصول الفعلية، ويتم تصنيف المطارات بناءً على عدد الرحلات التي تغادر أو تصل في الوقت المحدد، دون تأخير يتجاوز 15 دقيقة، وهو معيار عالمي متبع لقياس الأداء الزمني.

ويتم تحديث تقارير "Cirium" بشكل شهري، وتُستخدم من قبل شركات الطيران والمطارات والمؤسسات المعنية لتقييم أدائها وتحسين كفاءة عملياتها، وقد اكتسبت هذه التقارير مصداقية كبيرة لدى الأوساط المتخصصة في قطاع النقل الجوي حول العالم.

ويمثل تحقيق المطار للمركز الأول عالميًّا ثلاث مرات في غضون ستة أشهر دليلاً على استدامة الأداء المتميز، وعدم اقتصاره على فترة زمنية مؤقتة، وهو ما يشير إلى نضج المنظومة التشغيلية وقدرتها على الحفاظ على معدلات أداء عالية رغم التحديات المتغيرة.

ويعكس هذا التقدم أيضًا قدرة المملكة على منافسة كبرى المطارات الدولية في معايير الخدمة والانضباط، وهو ما يُعد دافعًا إضافيًا لتعزيز البنية التحتية للمطارات الأخرى في المملكة، في إطار مشروع شامل لتطوير منظومة الطيران المدني.

ويُتوقع أن ينعكس هذا التميز على مستوى رضا المسافرين، حيث يُعد الالتزام بالمواعيد أحد أبرز العوامل التي تؤثر في تقييم تجربة السفر، لا سيما في ظل التزاحم والارتباط بمواعيد رحلات أخرى، ما يجعل من دقة التوقيت عنصرًا حاسمًا في جودة الخدمة.

ومن شأن هذا الإنجاز أن يفتح آفاقًا جديدة أمام مطار الملك خالد لجذب المزيد من شركات الطيران الدولية، وتعزيز موقعه كمركز محوري للربط الجوي في المنطقة، بما يسهم في دعم السياحة والأعمال ويدفع بعجلة النمو الاقتصادي في العاصمة الرياض.

ويعكس النجاح المتواصل لشركة مطارات الرياض في إدارة عمليات المطار، رؤية استراتيجية تركز على التطوير المستدام والابتكار، فضلًا عن الاستثمار في الكوادر البشرية وتدريبها على أعلى المعايير الدولية، لضمان تحقيق التفوق التشغيلي.

ويُعد مطار الملك خالد أحد المشاريع الوطنية المهمة التي تشهد دعمًا حكوميًّا واسعًا، كونه يمثل واجهة حضارية تعكس تطور المملكة، ويُنتظر أن يشهد المطار مزيدًا من التوسعات والتحسينات التقنية خلال السنوات المقبلة، لمواكبة النمو المتسارع في أعداد المسافرين.

ولم يكن هذا الإنجاز ليحدث بمعزل عن التكامل بين الجهات الأمنية والإدارية والفنية العاملة في المطار، إضافة إلى التنسيق المستمر مع شركات الطيران ومزودي الخدمات الأرضية، مما أتاح بيئة تشغيلية مرنة وفعالة تستجيب للتغيرات وتتعامل مع التحديات بكفاءة.

ومع استمرار التحديثات المستمرة في البنى التحتية والتقنية لمطار العاصمة، يتوقع خبراء الطيران أن يواصل المطار تميزه في التصنيفات الدولية، لا سيما مع الخطط التوسعية المعلنة، التي تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية وتعزيز تجربة السفر.

ومع هذا التصنيف العالمي، يتأكد أن مطار الملك خالد لم يعد مجرد مطار محلي أو إقليمي، بل بات من بين أهم المطارات العالمية من حيث الجودة والانضباط، ما يضعه في موقع ريادي يعزز من مكانة المملكة في خريطة الطيران الدولية.