الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم.

تراجع جديد للأخضر في تصنيف الفيفا .. والعراق يتقدّم آسيويًا

كتب بواسطة: حكيم حميد |

شهد تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لشهر يوليو الجاري تراجعًا جديدًا للمنتخب السعودي الأول، حيث خسر مركزًا على الصعيدين العالمي والقاري، في ظل أداء غير مقنع خلال التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، وخروجه المبكر من بطولة الكأس الذهبية، وهي النتائج التي انعكست بوضوح على موقع "الأخضر" في التصنيف الدولي.

وبحسب التصنيف الرسمي الصادر عن الفيفا الخميس، فقد حل المنتخب السعودي في المركز الـ59 عالميًا، بعدما كان يحتل المرتبة الـ58 في التصنيف السابق، وهو تراجع بسيط في الشكل، لكنه يُعبّر عن منحنى أداء سلبي متواصل لم يتمكن المنتخب من تجاوزه خلال الفترة الأخيرة، على الرغم من امتلاكه مجموعة من اللاعبين المحترفين المميزين.

إقرأ ايضاً:

مدرب سباحة دولي يحذر: الكثير من حالات الغرق تحدث داخل المسابح الخاصة"وزارة البيئة" تنصح: "تجنبوا السلالات المستوردة".. وهذه هي "السلالة المحلية" الأنسب لكم

وعلى المستوى الآسيوي، لم يقتصر الأمر على التراجع العالمي، بل خسر "الأخضر" أيضًا موقعه في التصنيف القاري، متراجعًا إلى المركز الثامن، بعد أن خطف منتخب العراق المركز السابع، مستفيدًا من نتائجه الإيجابية الأخيرة والتي شهدت استقرارًا في الأداء وتحسنًا ملحوظًا في النتائج، ما رفع من ترتيبه بين منتخبات القارة.

وكان المنتخب السعودي قد أنهى مشواره في المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم باحتلال المركز الثالث في مجموعته، وهو ما حرمه من التأهل المباشر إلى المرحلة التالية، كما لم ينجح في تعويض ذلك خلال مشاركته في بطولة الكأس الذهبية التي استضافتها الولايات المتحدة، إذ خرج من الدور ربع النهائي على يد المنتخب المكسيكي بخسارة بهدفين دون رد.

ويُعيد هذا التراجع إلى الأذهان ما شهده المنتخب السعودي في ديسمبر من عام 2012 حين وصل إلى أسوأ ترتيب له في تاريخه بالتصنيف الدولي محتلاً المركز 126 عالميًا، بينما كان أفضل ظهور له في يوليو 2004 عندما احتل المرتبة 21، وهي أرقام تعكس تفاوتًا كبيرًا في المسار الفني والتخطيطي للمنتخب على مدار السنوات الماضية.

والجدير بالذكر أن السعودية كانت تأمل في مواصلة التقدم بعد ظهورها اللافت في كأس العالم 2022 بقطر، والذي شهد فوزها الشهير على الأرجنتين، لكن الأداء العام بعد البطولة شهد تراجعًا في النتائج والروح، ما أدى إلى فقدان العديد من النقاط المهمة في التصنيف الدولي.

وعلى الصعيد القاري، واصل المنتخب الياباني تصدره لتصنيف منتخبات آسيا، محافظًا على المركز السابع عشر عالميًا، وجاء خلفه منتخب إيران في المركز العشرين، تلاه منتخب كوريا الجنوبية في المركز الثالث آسيويًا والـ23 عالميًا، دون تغييرات عن التصنيف السابق، فيما سجلت منتخبات أستراليا وقطر وأوزبكستان تقدمًا ملحوظًا، ما ساهم في تعزيز مراكزها بين الصفوف الأولى لقارة آسيا.

أما عربيًا، فحافظ المنتخب المغربي على صدارته للمنتخبات العربية، محافظًا على المركز الثاني عشر عالميًا، في حين تراجعت مصر مركزين لتحتل المرتبة الـ34، بينما استقرت الجزائر في المركز 36 دون تغيير، وهي نتائج تعكس نوعًا من الاستقرار النسبي مقارنة بما يشهده المنتخب السعودي.

وفي الوقت الذي تتسابق فيه المنتخبات الآسيوية على تحسين تصنيفها الدولي استعدادًا للمراحل المقبلة من التصفيات ونهائيات كأس آسيا، لا يزال المنتخب السعودي يبحث عن الاستقرار الفني والإداري الذي يمكنه من استعادة مكانته، وسط حالة من عدم الرضا الجماهيري والإعلامي حول الأداء العام وغياب الاستراتيجية الواضحة.

ومن الملاحظ أن المنتخبات التي شهدت تحسنًا في تصنيفها، مثل العراق وقطر وأوزبكستان، كانت قد استثمرت مؤخرًا في البنية التحتية الفنية، وتبنت برامج تطوير طويلة الأمد، كما حافظت على استقرار الجهاز الفني، وهو ما انعكس في النتائج الميدانية، بعكس ما تشهده الكرة السعودية من تغييرات مستمرة على مستوى الأجهزة الفنية والإدارية.

وعلى الصعيد العالمي، لم يشهد التصنيف الجديد تغييرات على صدارة المنتخبات، إذ واصل منتخب الأرجنتين تمسكه بالقمة، متفوقًا على إسبانيا في المركز الثاني، ثم فرنسا ثالثًا، بينما احتلت إنجلترا والبرازيل المركزين الرابع والخامس على التوالي، وهي مواقع تؤكد سيطرة النخبة التقليدية على المراكز الأولى عالميًا.

ويُتوقع أن يُعيد التراجع الأخير للأخضر فتح باب النقاش حول استراتيجية الاتحاد السعودي لكرة القدم، خاصة فيما يتعلق بالتخطيط للمرحلة المقبلة من التصفيات، إذ أصبح من الضروري مراجعة السياسات المتبعة واستقطاب عناصر فنية تمتلك القدرة على إعادة المنتخب إلى مسار التقدم الدولي.

ومع اقتراب التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم، بات على المنتخب السعودي معالجة الثغرات الواضحة في الأداء الدفاعي والهجومي، وتطوير أدواته التكتيكية، لضمان المنافسة بجدية أمام خصوم أكثر استعدادًا وانضباطًا، خاصة وأن فقدان المزيد من النقاط قد يُعقد من مهمة التأهل.

وما يزيد من التحدي أن الجماهير السعودية أصبحت أكثر وعيًا بحجم الفجوة بين طموحات المنتخب والنتائج الفعلية على أرض الملعب، حيث لم تعد الإنجازات الماضية كافية لإقناع المتابعين بواقع الفريق الحالي، في ظل تناقص الإنجازات الرسمية وتراجع التصنيف القاري.

ويأمل عشاق الكرة السعودية أن تكون المرحلة القادمة فرصة لإعادة الهيكلة والعودة إلى المسار الصحيح، خاصة أن هناك قاعدة من اللاعبين الموهوبين تنتظر فقط بيئة مناسبة للانطلاق والتألق، وهذا يتطلب قرارات جريئة ورؤية واضحة من الجهات المسؤولة عن كرة القدم في المملكة.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار