حذّر مدرب السباحة الدولي عبد الله الشهراني من مخاطر الغرق مؤكدًا أن الحوادث لا تعطي أي إشارات مسبقة ولا تُحدث صوتًا يمكن الاستدلال عليه في الوقت المناسب ما يجعل لحظة واحدة كفيلة بإنهاء حياة شخص حتى وإن بدا الموقف بسيطًا في بدايته.
وأوضح الشهراني خلال مداخلة له عبر قناة "الإخبارية" أن الكثير من حالات الغرق تحدث داخل المسابح الخاصة التي يظن البعض أنها آمنة نظرًا لوجود سور خارجي إلا أن هذا الاعتقاد يُعد خاطئًا لأن الأمان الحقيقي يكمن في الوعي والرقابة الفعلية.
إقرأ ايضاً:
زلزال في النصر قبل انطلاق الموسم.. خيسوس يقترب و7 أجانب خارج الحساباتانسحاب الهلال يثير عاصفة إعلامية والمريسل يشعل الجدل بتغريدة "شعبية النصر"وبيّن أن الاعتماد على الحواجز فقط دون توافر إشراف مباشر أو تعليمات إنقاذ واضحة يضاعف من خطورة الوضع خاصة في حال وجود أطفال أو من لا يجيدون السباحة داخل تلك المسابح الخاصة.
وأشار إلى أن كثيرًا من الأهالي يجهلون أهمية تعلم المهارات الإسعافية الأساسية في إنقاذ الأرواح حيث يمكن لأي شخص أن يساهم في إنقاذ حياة آخر إذا كان ملمًا بأساسيات الإسعاف الأولي المرتبطة بحالات الغرق والاختناق.
وأكد أن مراقبة المسابح بشكل مستمر دون التهاون في التفاصيل البسيطة كوجود غطاء للمسبح أو بوابة مغلقة قد يصنع فارقًا كبيرًا في الوقاية من الحوادث التي قد تقع فجأة ودون سابق إنذار.
وحذر الشهراني من الثقة الزائدة في النفس أثناء السباحة خاصة في الأماكن المفتوحة كالأنهار والبحار مشيرًا إلى أن كثيرًا من الضحايا بالغوا في تقدير قدراتهم فكان ذلك سببًا في تعرضهم للغرق بسبب قوة التيارات المائية.
وأوضح أن التيارات البحرية تملك قدرة جارفة يصعب على أقوى السباحين مقاومتها في بعض الأحيان لذلك لا بد من التعامل معها بحذر والابتعاد عن المناطق التي تحمل تحذيرات رسمية أو إشارات حمراء واضحة.
ودعا إلى ضرورة السباحة في الأماكن التي يتوافر فيها منقذون محترفون ومدربون على التدخل السريع في حال وقوع حوادث غرق وذلك لضمان سرعة الاستجابة وفعالية الإنقاذ في اللحظات الحرجة.
وأكد أن الالتزام باللوحات الإرشادية والتحذيرية الموزعة على الشواطئ والمسابح هو جزء أساسي من السلامة العامة حيث لا يتم وضعها إلا بناءً على تقييم مخاطر دقيق لمحيط المكان وظروفه الطبيعية.
كما شدد على أن تجاهل تلك اللوحات أو تجاوزها بدافع التحدي أو الثقة بالنفس قد يؤدي إلى نتائج كارثية يتحمل مسؤوليتها الشخص نفسه ومن يرافقه خاصة إذا لم يكن لديهم علم كافٍ بمخاطر السباحة العشوائية.
وأشار إلى أن حوادث الغرق ليست حكرًا على الأطفال أو المبتدئين بل تطال أحيانًا حتى المتمرسين الذين يتهاونون في إجراءات الأمان أو يستهينون بالبيئة المحيطة أثناء السباحة.
ودعا الأسر إلى توعية أبنائهم بضرورة احترام المياه وعدم السباحة بمفردهم أو دون إشراف مباشر من شخص بالغ خاصة في المسابح الخاصة التي قد يغيب عنها الإنقاذ الفوري.
وأضاف أن التثقيف المجتمعي حول الغرق ما زال بحاجة إلى تعزيز عبر وسائل الإعلام والمنصات التوعوية حيث يمكن من خلال برامج قصيرة أو منشورات توجيهية إحداث فارق في الوعي العام بأهمية الوقاية.
وختم حديثه بالتأكيد على أن السلامة تبدأ من الوعي وأن كل دقيقة يقضيها الفرد في تعلم سبل الحماية والإنقاذ تعني احتمالًا أكبر للنجاة في لحظة قد لا تتكرر.