أرامكو تؤمن إمدادات النفتا

أرامكو تؤمن إمدادات النفتا لـ لوتي كيميكال بعقد طويل الأمد

كتب بواسطة: بدور حمادي |

في تحرك استراتيجي يعكس التعاون المتنامي بين الشركات الآسيوية والخليجية في مجال الطاقة، أعلنت شركة "لوتي كيميكال تايتن" الماليزية امس الجمعة عن توقيع عقد طويل الأمد مع الذراع التجارية لشركة أرامكو السعودية، ووفقاً للبيان الصادر عن الشركة الماليزية، فإن الاتفاق يمتد لثلاث سنوات، تبدأ من يوليو/تموز 2025 وحتى يونيو/حزيران 2028، لتوريد النفتا، أحد المشتقات النفطية الحيوية المستخدمة في الصناعات البتروكيميائية.

بموجب هذا العقد، تلتزم "لوتي كيميكال" بشراء ما يتراوح بين 300 ألف و400 ألف طن من النفتا سنويًا، بأسعار السوق المتغيرة، مما يعكس مرونة تجارية ويعزز استقرار الإمدادات للمرافق الصناعية التابعة لها في ماليزيا، وبهذا الاتفاق، تواصل أرامكو للتجارة – الذراع التسويقية لشركة أرامكو السعودية – دورها كمورد استراتيجي موثوق لشركة "لوتي كيميكال"، التي تعتمد على النفتا كعنصر أساسي في عملياتها التصنيعية.
إقرأ ايضاً:ولي العهد السعودي يرحب باتفاق وقف إطلاق النار ويشدد على الحوار الدبلوماسي3 أندية عربية تودع كأس العالم للأندية مبكرًا في النسخة الموسعة بأميركا

وتُعد "لوتي كيميكال تايتن" واحدة من كبرى شركات البتروكيماويات في جنوب شرق آسيا، ويأتي اعتمادها على النفتا ضمن إطار استراتيجياتها لتأمين المواد الأولية اللازمة للإنتاج، خصوصاً في ظل الطلب العالمي المتصاعد على المنتجات البلاستيكية والبتروكيميائية، ومن خلال التعاون مع أرامكو، تضمن الشركة الماليزية تغطية جزء كبير من احتياجاتها بطريقة مستدامة ومأمونة، في وقت تتقلب فيه الأسواق العالمية نتيجة الاضطرابات الجيوسياسية والتحولات البيئية.

في سياق متصل، أعلنت أرامكو السعودية عن إنجاز تقني غير مسبوق على مستوى العالم، حيث تمكنت من تشغيل نظام بطارية تدفق من الحديد والفاناديوم لتخزين الطاقة الشمسية، بهدف دعم أنشطة إنتاج الغاز، ويُعد هذا الإنجاز الأول من نوعه عالميًا، ويشكل نقطة تحول في استخدام مصادر الطاقة المتجددة في عمليات إنتاج الطاقة التقليدية.

ويقع النظام الجديد في منطقة وعد الشمال، غرب المملكة، وهو مزود بقدرة تخزين تصل إلى 1 ميغاواط/ساعة، ويعتمد النظام على تقنية مبتكرة حصلت أرامكو على براءة اختراعها، وتم تطويرها بالتعاون مع شركة "رونغكي باور" (RKP) الرائدة في قطاع بطاريات التدفق، ويتيح هذا النظام تخزين الطاقة الشمسية خلال ساعات النهار واستخدامها لاحقاً في دعم آبار الغاز، مما يعزز من كفاءة التشغيل ويقلل من الانبعاثات الكربونية.

ويمثل تشغيل هذا النظام خطوة متقدمة نحو تحقيق أهداف المملكة في خفض الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية التقليدية، حيث تسعى "رؤية السعودية 2030" إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الابتكار في مجال الطاقة النظيفة، ومن خلال دمج تقنيات التخزين المتطورة مع البنية التحتية للطاقة، ترسخ أرامكو موقعها كرائد عالمي في الابتكار والاستدامة.

ولم يأتِ هذا الإنجاز بمعزل عن سياق عالمي متسارع نحو التحول الأخضر، حيث باتت الشركات الكبرى تسابق الزمن لاعتماد حلول متجددة ومبتكرة، وتسعى أرامكو، من خلال هذا المشروع، إلى إثبات إمكانية التكامل بين موارد الطاقة المتجددة والصناعات النفطية، بما يسهم في تحسين الأداء البيئي وتخفيض التكلفة التشغيلية على المدى الطويل.

الأكثر قراءة
آخر الاخبار