أنشيلوتي يقود البرازيل نحو الذهب

مستقبل البرازيل تحت قيادة أنشيلوتي: من التصفيات إلى المجد العالمي

كتب بواسطة: بدور حمادي |

أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم رسميًا تعيين الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدربًا لمنتخب "السيليساو" خلفًا لدوريفال جونيور، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ قرن كامل، حيث يتولى مدرب أجنبي قيادة الفريق في مهمة استعادة اللقب العالمي الغائب منذ عام 2002. وتم توقيع العقد حتى نهاية كأس العالم 2026، مع خيار التمديد حتى 2030، براتب سنوي يقدر بـ10 ملايين يورو، إضافة إلى مكافأة 5 ملايين حال الفوز بالبطولة. وبدأ أنشيلوتي مهامه فورًا بعد مغادرته ريال مدريد نهاية موسم 2024/2025، ليقود أولى مبارياته ضد الإكوادور في 5 يونيو المقبل.

ويأتي القرار بعد سلسلة نتائج مخيبة للآمال للبرازيل في التصفيات، حيث يحتل الفريق المركز الرابع برصيد 18 نقطة، متأخرًا عن الأرجنتين والمتصدر المكسيك، مما دفع الاتحاد لإقالة جونيور في مارس الماضي. ويراهن الاتحاد على خبرة أنشيلوتي، المدرب الأكثر تتويجًا بدوري أبطال أوروبا (5 مرات)، لتحقيق الانسجام مع نجوم الفريق مثل فينيسيوس جونيور ونيمار، الذين سبق له تدريبهم في الأندية. كما يُعتبر اختياره رسالة تحفيز للجماهير، التي تأمل في رؤية أسلوب جديد يدمج بين التكتيك الأوروبي والروح البرازيلية.

ورغم الترحيب الواسع من الجماهير والشخصيات الرياضية مثل روماريو، الذي استخدم عبارة "Habemus tecnicum" لإعلان الخبر، إلا أن التحديات كبيرة. يواجه أنشيلوتي ضغوطًا لتحسين الدفاع الهش، الذي استقبل 12 هدفًا في آخر 10 مباريات، بينما يعول على القوة الهجومية الضاربة بقيادة فينيسيوس ورو드리غو. كما يتعين عليه إدارة توقعات جماهير تطالب بثورة فنية، مع الحفاظ على هوية "السيليساو". ويشير مراقبون إلى أن نجاحه يعتمد على كيفية استغلال اللاعبين الموهوبين والتعامل مع ضغط المباريات الحاسمة.

على الجانب الآخر، يُنهي أنشيلوتي حقبة ناجحة مع ريال مدريد، حيث لم يفز بأي لقب كبير هذا الموسم، ليتولى تشابي ألونسو المهمة خلفًا له. وفي البرازيل، تُعتبر هذه الخطوة انقلابًا على التقليد الذي اعتمد على المدربين المحليين، مثل تيتي وسباستياو لازاروني، منذ 1925. ويرى خبراء أن اختيار أنشيلوتي يعكس رغبة الاتحاد في الانفتاح على الخبرات العالمية، خاصةً مع تزامن المهمة مع مونديال 2026 الذي سيُقام بنسخته الموسعة بـ48 فريقًا، مما يزيد من تعقيدات التحدي.